الدفع بقائمتين للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني من جانب اللجنة التي كونها رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، ونجله الحسن، خبر إنفردت به (آخرلحظة) وسرعان ما نفاه رئيس التفاوض مع المؤتمر الوطني حاتم السر، عبر بيان، إلا أنه وتأكيداً للخبر الذي تم نفيه حملت صحف الخرطوم أمس خبراً حول تدخل رئيس البرلمان بروفيسور إبراهيم أحمد عمر لقيادة مبادرة لرأب الصدع بين الأب ونجله .
تمسك الأب
وأكدت قيادات داخل الحزب بأن الميرغني تمسك بقائمته التي دفع بها إلى رئيس مجلس الوزراء توطئة للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني، في وقت فشل نافذين في الحكومة في عمل تسوية بين الميرغني ونجله الحسن لتغيير قائمة المشاركة، وتضمين عناصر موالية للحسن إليها، حيث أن الميرغني أبلغهم بعدم تعديل (شولة) في القائمة المودعة لديهم، غير إن قائمة الميرغني أبقت على نجله مساعداً أول لرئيس الجمهورية، بينما استبدلت كل الدستوريين في الجهاز التنفيذي من المواليين له .
خيارات مفتوحة
يبدو أن زيارة الحسن إلى القاهرة نهاية الأسبوع الماضي على رأس وفد رفيع ومقابلته لوالده المتواجد بالعاصمة المصرية، والتفاكر معه حول مستجدات المشاركة في الحكومة المقبلة، لم يحالفها النجاح بشكل كبير، بيد أن مصادر مطلعة أكدت أن الرجل كان يحاول إيجاد صيغة وفاقية تؤدي إلى قيام مشاركة مناصفة بين أنصاره وقائمة والده، إلا أن الميرغني تمسك بالترشيحات الحزبية التي سلمها للمؤتمر الوطني حول دستوريي الاتحادي (الأصل) في حكومة الوفاق الوطني، رافضاً أي تبديل لتلك الترشيحات من أية جهة، غير أن الحسن نجح في تثبيت موقعه بالقصر الجمهوري خلال التشكيل الحكومي المرتقب، بعد تنامي معلومات حول إمكانية وجود معارضة رئاسية على ترشيحه لمنصب مساعد رئيس الجمهورية بحسب القائمة التي قدمها مولانا الأب، بيد أن مراقبين توقعوا رفض الحسن الميرغني، المُشاركة في الحكومة ضمن القَائمة التي تشمل مناوئيه، وفي حال حدوث ذلك فإنّ الميرغني «الأب» سيدفع بنجله جعفر الذي سبق أن شَارَكَ في الحكومة مُساعداً للرئيس بديلاً عن محمد الحسن، خاصة وأن حُظوظ جعفر باتت أقوى بعد مُوافقة الحسن على خطوة استقالة نُوّاب الحزب، ما يُشير إلى أنّه بَاتَ زاهداً في الاستمرار في الحكومة، وتوقّع مراقبون مغادرة الحسن للبلاد حال استبداله بشقيقه.
وضوح الشمس
ويرى المحلل السياسي الطيب زين العابدين أن الأمور واضحة كوضوح الشمس، وقال الحكومة لن تستطيع تغيير شولة في قائمة الميرغني، بيد أنها تعلم أن الميرغني هو رئيس الحزب يحق له فعل كل شيء، وتوقع الطيب خلال حديثه لـ(آخرلحظة) استمرار الحسن مساعداً للرئيس وأضاف أنه ليس لديه المقدرة على قيادة انشقاق في الحزب لجهة أنه ليس لديه تاريخ في الاتحادي، واختتم الطيب حديثه قائلاً : الحسن لو قبل المشاركة ضمن مناوئيه فبها، ولو لم يقبل فسيخرج من التشكيلة
أبرز المغادرون
فيما كشف قيادي بارز بالإتحادي الأصل فضل حجب اسمه، عن تدخل رئيس المجلس الوطني البروفيسور إبراهيم أحمد عمر ومساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد لرأب الصدع بين الأب وإبنه، إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل، غير أنهم توصلوا إلى طريق مسدود معهم، بعد أن رفض الميرغني لجنة التسوية، وأكد القيادي مشاركة الحسن في حكومة الوفاق الوطني مساعداً لرئيس الجمهورية .
وبالنظر لتدخل رئيس البرلمان يظهر رغبة الحزب الحاكم في التسوية يعني تمسكه بمجموعة الحسن حتى ولو بالمناصفة مع مجموعة «الأب»، ولكن رفضه بعدم تعديل قائمته قطع الطريق امام اي محاولة لذلك وحسب التسريبات من داخل الحزب، فإن أبرز القيادات المختلف عليها في الإتحادي، والتي متوقع مغادرتها وزير الارشاد والاوقاف عمار ميرغني ووزير التجارة الخارجية السفير صلاح محمد الحسن ووزير الدولة بالثقافة سيد هارون ووزير الموارد البشرية بولاية الخرطوم أسامة حسونة، فيما ضمن حتى الآن اثنان بقائهم في مقاعدهم وهم الحسن الميرغني مساعداً لرئيس الجمهورية وأحمد سعد عمر وزيراً مجلس الوزراء .
تقرير: جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة