جاء شكري بعد ان اطلق بالونات اختبارية من القاهرة ، واطلق تلك الكلمات التي تعودناها من القديم ..علاقة مصر بالسودان ازلية .وذلية ولن تتغير ، علاقة مصر بالسودان علاقة دم ولذا لازم من اراقة دم يوما ،، تطلق مصر ومن خلال اعلام فاسد وموجه من قبل المخابرات ، ليضفي صفة الكبر على مصر مع السودان وليضفي صفة التصغير على السودان بالنسبة لمصر ..
اتى شكري والكل يعرف ومتأكد ان ما سيقوله مجرد كلام ليس الا ولكسب بعض الوقت لتفعل مصر شيئا ما قبل ان يكون السودان قد ثبت اقدامه في مكان ما ..
جلس شكري الى وازارة خارجيتنا والتي اعتقد انها ما جلست الا وهي واعية تماما لما يضمره شكري وفريقه ،وجلست وزارتنا اليهم لترى ما بجعبتهم ولكن كان الناتج كلاما مكررا وهروبا الى الامام والقفز فوق المواضيع الشائكة وتركها هكذا والبحث في اروقة المواضيع الهايفة والتي لا تنهي أي خلافات بين الدولتين ..
كان من بين ما تم الاتفاق على تنفيذه مايسمى بميثاق الشرف الاعلامي ،، ويا اسفي ويا حزني حين يكون الكلام عن الشرف .. والشرف يٌنادى به وهو لا يعرف مكانا هناك
وقع الرجلان ويا كثرة ما وقعوه قديما وحديثا حتى بلغ عدد التوقيعات اكثر من كلمات الاتفاقات ..
سافر شكري و هو فرح ربما بما وقعه مع السودان وربما حزين لانه وجد السودان قد تغيّر .. ربما وهو في الطائرة جالت في رأسه افكار عدة وهواجس كثيرة ماذا سقول لسيده ومولاه .هل استعصى عليّ السودان .. هل بدا غندور متعنتا ومتمسكا بما لا يمكننا ان نوافق عليه .. وربما هداه تفكيره الى مرسى توقيع اتفاق ميثاق الشرف الاعلامي..
لعمري انها مصيبة لمن يثق في كلمة او ميثاق يوقع عليه المصريون فقد وقعوا على عدة مواثيق شرف اعلامية وفي كل مرة يتناسون او يتجاهلون ما وقعوا .. اختتم شكري زيارته وسافر الى اهله لا ندري ان كان قد انقلب مسرورا ام كئيبا .. ولكن يبدوا ان شكري اعتقد ان الميثاق بينه وبين غندور فقط.. ولا يعني احد ولذا احتفظ به ولم يبلغه الى الجهات المعنية من الاعلام .. وذهب به الى بيته عله يصحو الصبح ويقرأه على رئيسه ..
الكل يعرف ان هذا الانفاق ماهو الا مسكن فقط لاوجاع رؤوس لن تهدأ الا بالدواء الناجع والمصارحة والمكاشفة ويستمر الحوار دون تغطية او مواربة لاي باب كقضية حلاييب وشلاتين يحب فتح الجرح وتنظيفه والا ان لم يصلح فالكي بمجلس الامن هو الحل ..
اراد الله ان يضع شكري وحكومته في موضع لا يحسدون عليه فسخر شخصا كثيرا ما وقف وكشف النفاق المصري تجاه السودان واراد الله ان يكون ذلك الشخص هو الطاهر ساتي احد اعمدة الصحافة السودانية ،، اراد الله ان يعرضّه لموقف رخيص من امن مطار القاهرة موقف لايليق ان يحدث وشكري لم يصل بعد الى مكتبه وهو يحمل ما سمي باتفاق او ميثاق .ما تعرض له الاستاذ الطاهر ساتي لدليل ان مصر مرتبكة .. ومرتجفة وتهزها الكلمة وخاصة حين تكون حقيقة .. طول عمرها مصر تخاف من الحقائق مع السودان لانها كذبت عليه كثيرا وزمنا طويلا ..والخط المرسوم للمخابرات من العهود القديمة هو ان يستمر الوضع مع السودان كما هو عليه لاتغيير ولا اعتراف باي حقوق يطلبها وانما ما تتفضل به مصر طواعية للسودان وهو كما قال الشاعر ( قالوا لامهم بولي على النار ولا تجود الا بقليل)
مصر اعلامها خارج عن سيطرة الوزارة أي وزارة الاعلام لانه خاضع للمخابرات العسكرية ولا تعنيه أي اتفاقات خارجية بين مصر والدولة المراد تشويه صورتها ولذا لا نتوقع ان يتغير المسلك كثيرا ..
ان ما حدث للاستاذ الطاهر ساتي بمثابة دلق حبر الميثاق على وجه سامح شكري وحكومته وحسنا حدث ذلك مع الطاهر لانه لن يتراجع ولن يتوانى في اثبات الحقائق والحق وهم بذلك قد اعطوه دفعا زائدا لملاحقة الاعيبهم ..
لكن يا ترى لم اعطي الطاهر ساتي تأشيرة دخول ومن ثم منع في المطار هل هناك من هو وراء ذلك هل هناك من بلغ عن الطاهر ساتي ؟؟ انا لا اقول فلان لكني اجزم ان هناك امرا كيديا فالمصريون لا يهتمون كثيرا بالاعلام السوداني ليس لانه يحمل معلومات لكن احتقارا و استصغار منهم وعدم سماعهم او معرفتهم لاي صحافيين او صحف سودانية الا من احتك بهم وقدم نفسه قربانا وتملقا لهم ..
اكاد اجزم ان عدد المصريين الذين قرأوا للاخ الطاهر لا يتعدى اصابع اليد ولكن بوصوله للمطار كان هناك امرا ما قد حدث ..
بالامس نشرت صحيفة ان هناك صحافي يقدم نفسه هدية للمخابرات المصرية دون مقابل وقد اتضح ذلك في استماتته في الدفاع عن المحروسة ونظامها وبكل اسف كان ينشر دفاعه في الوسائط بجوار مهاجمة عنيفة من اعلام السيسي ومخابراته وكان يغمض احدي عينيه حتى لا يرى ما يقال عن رئيسه ودولته ..لم يكلف نفسه يوما ان ينتصر لحلاييب او اؤلئك المساكين الذين صودرت معداتهم ..او حتى زملائه الصحفيين الذين اهينت كرامتهم ..
ظل ذاك الصحفي الهمام يبرز صورته في اطار الوطنية والمغلفة بحب مصر والتملق في بلاط سادتها وتقديم القرابين زلفى لهم .. ولذا لا استبعد ان يكون ما حدث للطاهر احد تلك القرابين ..
والحمد لله ان هذا الموقف واكرر مرة اخرى قد حدث للاستاذ الطاهر وليس غيره فهو اقد واكفأ بان يرد الصاع صاعين ..
ومن هنا انادي الوقوف مع الاستاذ الطاهر وتحويل زوجته الى أي دولة لاكمال علاجها .. ونفس النقيض تعالوا نتضامن ونقاطع تلك الصحيفة السيئة السمعة ..
المثنى احمد سعيد