كشفت مسوحات رسمية أجراها المركز القومي للأحصاء، أن مؤشر مستوى الفقر بين السكان أرتفع إلى (48,5%) بدلاً عن (46,5%) في عام 2009، وأكد مصدر من وزارة المالية أن المركز القومي للأحصاء سلم الوزير بدر الدين محمود نتائج مسوحات الفقر الأخيرة إلا أنهم طلبوا عدم إعلانها.
وأقر مدير الجهاز المركزي للاحصاء، كرم الله عبد الرحمن في حوار مع (الجريدة) ينشر غداً، بتسلمهم نتائج مسوحات الفقر لكنه رفض إعلان الأرقام، وقال: “تسلمنا نتائج المسوحات ولدينا ملاحظات حولها لذا لم نعلنها”. وأشار إلى أن النتائج الأخيرة لا تتحمل جهة مسئولية إعلانها، قبل التحقق من سلامتها، مؤكداً أن تأخير إعلانها تسبب في تأخير كثير من المشاريع في مقدمتها إستراتجيات الفقر، وخطط وزارة المالية، وأوضح أنهم في إنتظار خبير إحصاء من البنك الدولي لحسم الخلاف، وأنهم سيعلنون عن نتائج المسوحات بعد توضيح ملاحظاتهم عليها، معتبراً أن المنهج الذي استخدم في مسوحات الفقر غير صحيح.
ومن جانبه تمسك خبير الإحصاء، الأستاذ بجامعة الخرطوم، د.صديق شاهين، والذي شارك في وضع منهج المسح وإختيار العينات، بأن المنهج الذي استخدم في المسوحات صحيح، وقال لـ(الجريدة): “لا أرى أي مشكلة في المنهج وهو صحيح”، وأكد أن المركز القومي للإحصاء لم يخبرهم بخطأ، وتابع: “لم يبلغونا رسمياً بوجود خطأ ولم نسمع بخطأ محدد في المنهج”.
وأظهرت نتائج المسح وهو الأول للفقر بعد انفصال الجنوب، ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق الأكثر فقراً، غير أن النتائج الشاذة التي ظهرت بحسب المصادر ارتفاع مستوى الفقر في ولايات منتجة وفي مقدمتها ولاية سنار والجزيرة، وبدء المسح الأخير في 2014، بدعم من بنك التنمية الأفريقي، وظهرت النتائج في سبتمبر 2016،
يذكر أن عبد الرحمن المدير الحالي للأحصاء تسلم موقعه قبل فترة وجيزة من ظهور مستوى الفقر الجديد، خلفاً لدكتور يسين الحاج عابدين الذي رفض التعليق على موقف عبد الرحمن من مناهج المسوحات وقال: “الخبراء الذي وضعوا المنهج لم يخبروني بخطأ، وأسألوا من يقول هنالك خطأ أن يحدده بالضبط”. وأجرى الإحصاء النيروجي التابع للحكومة النريويجية تحليل البيانات ، التي استغرق جمعها ثلاث سنوات، بتكلفة تزيد على مليون دولار.
الخرطوم: شوقي عبد العظيم
صحيفة الجريدة