سؤال مشروع.. قفز الى ذهني وأنا أشاهد التلفزيون.. كان المذيع يستعرض درجات الحرارة في البلدان المختلفة.. وعند ذكر كل مدينة تظهر على الشاشة أهم معالمها.. مدن نظيفة وجميلة.. كباري وأرصفة.. مواصلات منسابة.. متنوعة ..بصات وترام ومترو أنفاق ..قلت لنفسي.. ترى متى نصبح مثل هذه المدن؟؟ لطالما سمعنا عن مشاريع للنهضة.. احتفال ببداية المشروع.. تهليل وفرح.. وعود بسرعة الإنجاز.. ومن ثم صمت يطول.. حتى ننسى.. أو يتم نسياننا..
هل تذكرون مشروع المدينة الرياضية ؟؟.. أين هذا الصرح؟؟ ماذا فعل به الزمان؟؟ كل ما ساقني الطريق الى ذلك الاتجاه.. أتحسر قائلة: أما آن لهذا المبنى أن يكتمل؟؟ هب أنه اكتمل.. وصارت تقام فيه منافسات ومباريات !! هل هناك مقابل لتلك الأعمار التي ضاعت في الانتظار؟ لتلك السنوات التي تحسب علينا وتسربت من بين أيدينا؟؟ كم هي الأجيال التي كانت تمني نفسها برؤية هذا الصرح.. وضاعت أعمارها سدى؟؟
المطار الجديد.. ما الذي حدث بشأنه؟؟ شغلنا فترة من الزمن وتابعنا تغيير موقعه من شرق النيل بالحاج يوسف الى غربه بالصالحة أمدرمان.. وظللنا نسمع عنه الكثير.. وحلمنا بمطار يضاهي مطارات الدول التي يزورها ولاة أمورونا.. كل يوم وليلة (الناس دي ما بتبغر؟؟).. مطار يليق بعظمة هذا البلد الذي أعطانا كل شئ ولم يبخل.. وطال الانتظار (وأنا محتار.. لو ما الزمان علي جار.. إيه اللي أخرو عني).. كم سيبلغ حجم التعويضات لهذا الوقت المهدر؟؟ وهل سيكفي لو أعطيتم كل فرد سوداني .. ملء الأرض ذهباً.. تعويضاً عن أيام لا تعود..؟؟
طبعاً لو فتحت ملفات المشاريع المعلقة.. حنكتب (معلقة).. فقد صارت المشاريع عندنا كما حلقات المسلسلات التركية والمكسيكية.. قيل إن رجلاً عجوزاً كان قد أدمن متابعة مسلسل مكسيكي.. لكن المرض اشتد عليه مما اضطرهم لنقله للمستشفى.. وعندما حانت لحظة الاحتضار .. كتب لأحد أبنائه رجاءً.. أن يحفظ له نهاية المسلسل ليحكيها له عندما يلتقيا في الآخرة بعد عمر طويل.. قياساً على ذلك.. بعد اكتمال هذه المشاريع (ما هو أكيد لازم تكتمل.. يعني حتروح من ربنا فين).. بعد عمر طويل إن شاء الله.. الوصية بالمهلة يا أولادي.. كان حضرتوها.. ما تنسوا تجوا تحكوا لينا.. و..و.. (رجيتك وفي انتظار عينيك.. كملت الصبر كلو)..
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة