بدت الفترة الأخيرة مشحونة بالتوتر بين مصر والسودان، عبر أزمات بين البلدين تتصاعد بين الفينة والأخرى، وتتخذ عناوين مختلفة، لكنها في النهاية تدل على وجود أزمة في العلاقات، لها أسبابها المتعددة من وجهة نظر مراقبين.
آخر الأزمات
أما آخر تلك العناوين فقد تمثلت في اتهامات من قبل السودان، للسلطات المصرية، بتأييد قرار تمديد العقوبات المفروضة عليه من قبل مجلس الأمن، وهي العقوبات التي أقرتها الأمم المتحدة على الخرطوم عام 2005، تمدد دوريا وهي تتعلق بشكل أساسي بحظر بيع الأسلحة للسودان.
وكانت وكالة الأنباء السودانية قد نقلت، عن وزير خارجية بلادها، إبراهيم غندور، قوله إن “السودان طلب رسمياً من مصر تفسيراً للأمر الذي شذّ عن كل مواقف مصر السابقة طوال السنوات الماضية، حيث كان موقفها دائماً الأكثر دعماً للسودان في مجلس الأمن”.
من جانبها نفت الخارجية المصرية الاتهامات السودانية وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد إن “اجتماعات لجان العقوبات الخاصة بالأوضاع في دارفور تقتصر على أعضاء مجلس الأمن فقط، ولم تناقش من قريب أو بعيد في اجتماعاتها الأخيرة مسألة تمديد العقوبات على السودان”.
الاتهامات المصرية
ويرى مراقبون أن التوتر الأخير بين البلدين هو الأكبر منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مهام منصبه، وأن عوامل كثيرة تؤدي إلى تصعيده بين الجانبين، كما تغذيه أيضا اتهامات من كل طرف للآخر، فالجانب المصري يعرب عن عدم رضاه عن التقارب السوداني الاثيوبي الأخير، واستضافة السودان لعدد من عناصر جماعة الإخوان المسلمين الهاربين من القاهرة، استغلالا لما يعرف باتفاقية الحريات الأربعة، التي كانت تسمح لأي مصري بدخول السودان، وكان السودان قد تجاهل وجود عناصر الإخوان الهاربين على أرضه نظرا لأنهم لم يقوموا بنشاط سياسي.
وبجانب ذلك تبدو مصر غير مرتاحة للتقارب الواضح بين السودان وقطر، وكانت زيارة الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة، ووالدة أمير قطر الحالي تميم بن حمد، لأهرامات السودان، الواقعة بمنطقة مروي في السودان في أواخر مارس / آذار الماضي، قد أثارت ردودا مصرية غاضبة تبعتها أيضا ردود سودانية أكثر غضبا.
الاتهامات السودانية
من ناحيته فإن السودان، وفضلا عن اتهامه لمصر بالوقوف مع قرار تمديد العقوبات المفروضة عليه بمجلس الأمن، فإنه يتهمها أيضا بتمويل المعارضة السودانية، ودعم الجماعات المسلحة هناك، وكذلك دعمها لجنوب السودان ضد نظام الرئيس السوداني عمر البشير، وتبدو أزمة حلايب وشلاتين وهي تحتل أيضا موقعا بارزا في التوتر بين البلدين خاصة من الناحية السودانية، وكان وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف قد صرح مؤخرا بأن هناك “استفزازات ومضايقات” يتعرض لها الجيش السوداني في منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر، في حين جددت وزارة الخارجية السودانية في أكتوبر الماضي، شكوى تبعية مثلث حلايب للسودان لدى مجلس الأمن الدولي، ودعمتها بشكوى إضافية حول الخطوات التي تقوم بها القاهرة، في “تمصير” حلايب، وفي أبريل 2016 رفضت القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول المنطقة.
برأيكم،
لماذا تبدو علاقات القاهرة بالخرطوم متوترة في المرحلة الحالية؟
هل تمثل اتهامات كلا الطرفين مبررا لهذه الأزمة؟
إذا كنتم في مصر أو السودان هل ترون أن هناك أزمة حقيقية بين الشعبين؟
وما هو برأيكم أبرز سبب حقيقي لتوتر العلاقات السودانية المصرية؟
سنناقش معكم في بي بي سي هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 19 نيسان/إبريل من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
bbc