مفاجأة السفير كمال ..!

الذين يتحدثون عن مفاجأة لا أعتقد أنهم يحتاجونها بعد تصريحات السفير السوداني كمال حسن علي حول ثورة 30 يونيو ورأيه السلبي حول جماعة الإخوان المسلمين وتجربتهم في الحكم ووصفهم بالفشلة والمستبدين … لا أعتقد أن طالبي المفاجأة يجب أن يطالبوا الحكومة بأي شيء بعد هذا فقد فاق سقف سفيرها الهمام كل التوقعات. ولكن رغم هذه الضجة و”الصاعقة” يبقى السؤال هل فعلاً قال السفير والوزير السابق هذا الكلام أم لا؟! بالتاكيد الإعلام المصري فيه أطراف تمارس التلفيق والكذب والعبث والاستخفاف فيما يتعلق بالسودان وليس من المستبعد أن يكون هذا التصريح جزءاً من الحملات الإعلامية المدروسة والمخطط لها ولكن ما يعزز موضوع التصريحات أنها تمت في سياق الزيارة المفاجأة وهي زيارة وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين لوزير الدفاع المصري الفريق عبد الفتاح السيسي وهو الرجل الذي طلب تفويض الشعب المصري لنزول الجيش لفض الإعتصامات وفعلاً نزل وتم فض الاعتصامات وأريقت دماء الإخوان … ومن المتوقع أن يتعاطف إخوان السودان مع إخوان مصر وعلى رأسهم الأخ المسلم السفير كمال … ولكن حدثت المفاجأة أو زعم الإعلام حدوث هذه المفاجأة وما زالت الكرة في ملعب كمال ليقول الحقيقة. على العموم كمال لديه تصريح سابق في نفي وجود إرهابيين في السودان وكان السؤال حينها عن وجود حماس ومما أخذ على وزير الدولة في الخارجية حينها أن كلامه يمكن أن يفسر بأنه قد وصف حماس بالإرهاب… بمعنى أنه لم يحكم ألفاظه ويضبطها بالقدر الذي يبعد الشبهة والخلط أو (الاحتمال الثاني) أنه فعلا مقتنع بأن حماس إرهابية وهذا مستبعد بالتأكيد لأن السودان وربما مصر والسيسي نفسه يعتبرون حماس حركة مقاومة ولكنهم يعارضون صلتها بإيران وحزب الله ولا يعارضون مبدأ المقاومة ولذلك من المفترض أن يقول الوزير … إذا كان السؤال عن تصنيف حماس بواسطة أمريكا أنها حركة إرهابية فنحن لا نوافق على هذا التصنيف بل ونعتقد أن إسرائيل التي تدافع عنها أمريكا وتحميها بالفيتو ومارسته لصالحها 27 مرة في مجلس الأمن هي دولة إرهابية … وإذا كان السؤال عن وجود حماس في السودان فهذا غير صحيح لأن حماس موجودة في فلسطين وتقوم بمقاومة العدو الإسرائيلي في فلسطين وليس في السودان.