كشف وزير الموارد المائية والري والكهرباء السوداني معتز موسي عن دور كويتي ريادي في إصلاح علاقة بلاده بالولايات المتحدة الأميركية والعديد من دول الجوار والمنطقة، لافتا إلى قرب توقيع اتفاق لشراكة استراتيجية بين السودان ودول مجلس التعاون.
وبين موسى في حوار مع «الراي» أن التنمية في السودان «ارتبطت بشكل وثيق بالكويت، «فلا تجد مجالا الا فيه بصمة كويتية من المياه إلى الكهرباء والري والطرق والاتصالات»، موضحا أن السودان «لعب دورا أساسيا في نزع فتيل أزمة سد النهضة في المنطقة بتبنيه لموقف نزيه ومعتدل وتعامله مع الأمر بالحقائق فقط دون إفراط أو تفريط»، مشددا على أهمية هذا السد لإثيوبيا في انتاج الكهرباء.
وتطرق موسى للعديد من القضايا الدولية والحلم العربي بتحقيق الأمن الغذائي في سياق الحوار التالي:
• كيف تقيم مستوى العلاقات الثنائية بين الكويت والسودان؟
– تمتاز علاقاتنا مع الكويت بأنها واضحة جدا حيث يسهل على أي انسان أن يقيمها، فالتنمية في السودان ارتبطت بشكل وثيق بالكويت والاستثمارات الكويتية، ولا تجد مجالا سواء بالمياه أو الكهرباء أو الري أو الطرق أو الاتصالات الا فيه بصمة كويتية، ونحن راضون تمام الرضا عن مستوى العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
• ماذا عن زيارة الرئيس السوداني للكويت؟
– هذه الزيارة كانت بدعوة من سمو أمير الكويت بهدف تعزيز العلاقات المستمرة وقد أعلن الجانب السوداني تلقيه موافقة دول مجلس التعاون الخليجي على توقيع اتفاقية لشراكة استراتيجية مع السودان، سيتم التوقيع عليها في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والمقرر عقده قريباً جدا، وهدفنا من هذه الزيارة تقديم الشكر للكويت لدورها في تنمية السودان واستقراره ودورها الريادي في اصلاح علاقات السودان مع الولايات المتحدة الأميركية ودول الجوار والاقليم.
• لماذا تعتمدون على السدود في السودان لتوليد الطاقة وتتركون الطاقة الشمسية؟
– هناك تعدد في الموارد بالسودان والسدود لها دور كبير فـ70 في المئة من الكهرباء لدينا نحصل عليها من هذه السدود وهذا لا يعني إلغاء دور الطاقة الشمسية المتوافرة لدينا بشكل كبير ولكننا حاليا نستغل الموارد المائية في السدود وان لم تكف فسنستغل الطاقة الشمسية وان لم تكفنا فسنمضي في التوليد الحراري، ولذلك اهتمامنا بتوليد الكهرباء من المياه لا ينفي الطاقة الشمسية والعكس بالعكس.
• ماذا عن موقفكم من بناء سد النهضة وتأثيره على علاقاتكم مع مصر؟
– السودان لعب دورا أساسيا في نزع فتيل الأزمة في المنطقة بتبنيه لموقف نزيه ومعتدل وتعامله مع الأمر بالحقائق فقط دون إفراط أو تفريط، فسد النهضة مهم وستستفيد اثيوبيا منه في انتاج الكهرباء وتطلق المياه للسودان ومصر، وبمجرد خروج المياه من سد النهضة الذي يبعد 15 كيلومترا عن السودان ودخولها الأراضي السودانية فان الاتفاقيات بين مصر والسودان قائمة في اقتسام مياه النيل بالتالي لا يرى السودان أي وجه للأزمة لأننا ومصر متفقان على نصيب كل منا من المياه وكلنا مقتنعون بأن سد النهضة لا يستهلك المياه بل يستخدمها لتوليد الكهرباء ومن ثم يطلقها، لذلك لا نرى أن هناك منطقا للقلق وكلما استمررنا في الدراسات فإننا سنتعرف أكثر بأن ليس هناك ما يدعو للخوف أو القلق طالما الاتفاقات واضحة.
ويصعب التحدث أو تفسير ما تقوم به بعض وسائل الإعلام من تأجيج لقضية سد النهضة فما يهمنا هو التركيز على الحقائق العلمية والدراسات.
• هل علاقاتكم مع قطر وتركيا كانت وراء سبب هذا التأجيج؟
– السودان دولة مستقلة ذات سيادة تستطيع أن تدخل في أي علاقة مع أي دولة وهذا حقها ولا يستطيع أي انسان أن يملي على السودان مع أي دولة باستطاعته أن يكون علاقة ولكن في الوقت ذاته نحن نحافظ ونرعى وننفذ اتفاقاتنا مع مصر من دون أي شك فطالما نحن ملتزمون باتفاقيات نهر النيل لا نرى داعيا ليحدثنا أي انسان كائنا من كان عمن نعمل علاقة معه أو لا.
• كيف تصف تعاونكم مع جنوب السودان؟
– فعليا منذ اليوم الأول للانفصال واجهت جنوب السودان مصاعب جمة وان لم يكونوا قد توقعوا حدوثها فهم غير واقعيين، فقد دخلت في حرب طويلة جدا ونحن نتمنى لشعبها الاستقرار حيث لا فكاك لهم من السودان في طبيعة الحال بسبب الجوار المفتوح والعلاقات بين الشعبين وخطوط النفط التي تمر من السودان، ونحن دوما نمد أيدينا لأشقائنا في جنوب السودان لأن الحرب لا تسر الا الأعداء ونحن لا نضمر لهم الا كل خير ونأمل أن يتمكنوا من تجاوز هذه الأزمة في القريب العاجل.
• كيف تقيمون الموقف الكويتي والعربي من عدم الالتزام بقرار المحكمة الجنائية الدولية في شأن الرئيس عمر البشير؟
– هذه هي الصفة الأصيلة لدى أشقائنا العرب من نخوة ومروءة ومواقف نبيلة وهو أمر متوقع ومعهود من الكويت والأشقاء العرب فهم ساندوا عدالة وكرامة وسيادة السودان وهو أمر لن ينساه الشعب السوداني مدى الحياة.
• بعض وسائل الإعلام اتهمت السودان بالوقوف خلف الأحداث الارهابية التي ضربت مصر، فهل لهذا علاقة بفرض السودان تأشيرة دخول على المصريين؟
– نحن لا نبني علاقاتنا مع أشقائنا في مصر على الفعل أو ردة الفعل أو الإعلام بل بالطرق الرسمية والحكومة المصرية لم تذكر مطلقا أن للسودان أي علاقة في هذه العمليات، والسودان في تاريخه لم يشهد أي أعمال ارهابية فليس من طباعنا أو أخلاقنا أن نتعامل بأسلوب الارهاب، وبالنسبة لفرض التأشيرة على المصريين فقد كان بطلب من الجانب المصري خوفا من أن يدخل السودان اناس لا ترغب مصر بدخولهم السودان وبالتالي أمر التأشيرات متفق عليه بين البلدين.
• متى سيتحقق الحلم العربي بأن يكون السودان سلة الأمن الغذائي للعرب والعالم؟
– هذه المقولة صحيحة جدا ولكنها التزام ضخم ومهول يحتاج تنفيذه إلى تضافر عربي كبير وقد توافرت الإرادة، فالسودان بادر منذ ثلاث سنوات وطرح مشروعا واضح المعالم في القمة العربية والتقطته الجامعة العربية والصندوق العربي فللمرة الاولى تكون لدينا دراسة عربية مشتركة للأمن الغذائي في السودان وقد تمت تسمية المشاريع وباعتبار الكويت المساهم الأكبر في هذا الصندوق كانت أول دولة توقع على أول مشروع ننوي انشاءه في اطار مشروع تأمين الغذاء العربي ووقعت اتفاقية أول قرض تلاه القرض الثاني مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بمساهمة كبيرة من الكويت والسعودية وأعتقد اننا بدأنا للمرة الاولى منذ عقود في انفاذ هذا الحلم على أرض الواقع وأتمنى أن نرى النتائج الفعلية خلال عقد من الزمان أو أقل.
| كتب خالد الشرقاوي |
الراي الكويتية