(قال تعدد، قال)!!، إذا كان الكثير من الرجال المتزوجين ليست لديهم القدرة على رفع معدل الإخصاب؛ فعن أي تعدُّدٍ تتحدثون؟.

دعت هيئة علماء السودان في تصريح نقلته عنها وكالة السودان للأنباء (سونا) إلى تعدد الزوجات وذلك للحد من ما سمته ارتفاع معدلات العنوسة والطلاق، وأضاف رئيس الهيئة محمد عثمان صالح أن هناك زيادة كبيرة في عدد الإناث مقابل عدد الذكور، علاوة على تفشي البطالة وسط الشباب ما قد يفتح الباب أمام مشكلات اجتماعية من قبيل الانحرافات السلوكية .
أولاً وابتداءً، كنت أتمنى أن يخبرنا الشيخ الجليل عن أأيِّ مرجعية استدل بها على أن نسبة الإناث في السودان أكثر من الرجال؛ فحسب آخر إحصائية للتعداد السكاني كان عدد الأطفال من عمر (1) إلى (14) في السودان ما نسبته 43.2%، ونسبة الرجال من إجمالي عدد السكان 51% مقارنة مع نسبة النساء، إضافة إلى ذلك فإن نسبة وفيات الأمهات هي 215 حالة وفاة من بين كل مائة ألف حالة ولادة.
بمعنى أن عدد الرجال هو الأكثر؛ وأن نسبة وفيات الأمهات مرتفعة، وإن أقل من نصف عدد السكان بقليل هم من الأطفال، فمن أين جاء الشيخ بارتفاع نسبة العنوسة.
أيضاً مما يلفت النظر في ذلك البيان القول بإحصان الشباب منعاً للانحراف، بالله عليكم أنتم تتحدثون عن التعدد وتُناقضون أنفسكم بالحديث عن إحصان الشباب… ذلك رغم علمكم بارتفاع نسبة البطالة والضائقة المعيشية التي تمر بها الأُسَر.. فكيف لهؤلاء الشباب أن يحصنوا أنفسهم.
الشاهد في الأمر يا سادة، أن بيانكم هذا مُفصَّلٌ على اناس بعينهم، ممَّن يتطاولون في البنيان ويقودون الفارهات ويضاربون في البنوك. وهؤلاء أصلاً لا ينتظرون بيانكم فقد ثنَّوا وثلَّثوا وربَّعوا، هذا طبعاً غير “امرأة لمأمورية، وامرأة لدبي، وأخرى للشقق المفروشة”.
والمؤكد أنهم حتى حينما يتزوجون مثنى وثلاث فهم لا يتزوجون الفتيات العوانس اللائي فاتهن قطار الزواج، إنما يتزوجون من فتيات في أعمار بناتهم.
إذن، فالمعددون لم ولن يحلوا لكم مشكلة العنوسة، والذين ترغبون في إحصانهم ليست لهم قدرة على الإيفاء بمتطلبات الزواج.
ثم هناك أمر مهم وهو أن معدل الخصوبة في السودان 3.9% هذا يعني أننا في خطر، ويعني أيضاً أن هناك خللاً في التركيبة الاجتماعية.
بمعنى أن هؤلاء المُعدِّدين لا قبل لهم بتلك الزيجات ولا قدرة لهم على زيادة نسبة الإخصاب، فركزوا جهودكم على إحصان الشباب ودعمهم وتمليكهم وسائل الإنتاج، وجعلهم إيجابيين في تكوين الأسرة.
هذه هي القضايا التي يجب أن تناقشوها ويطرق عليها: البطالة، انخفاض الخصوبة، ارتفاع نسبة وفيات الأمهات عند الولادة، ارتفاع معدلات الطلاق، مساعدة الشباب على الزواج وتيسيره؛ وليس التعدد.
خارج السور:
الكثير من الرجال المتزوجين ليست لديهم القدرة على رفع معدل الإخصاب؛ فعن أي تعدُّدٍ تتحدثون؟

سهير عبد الرحيم
السوداني

Exit mobile version