* تصدر خبر معظم صحف الخرطوم قبل أيام، حول نية حكومة ولاية الخرطوم ترحيل اللاجئين من دولة جنوب السودان الى معسكرات خارج العاصمة.
* الخبر يؤكد (بيات النية) من قبل الحكومة تجاه هذا الشعب الذي بات في أقل من خمس سنين فقط من الانفصال مشرداً ولاجئاً وباحثاً عن لقمة العيش بعد أن ذاق علقم الحرية المصنوعة من قبل مسؤولي الدولتين.
* الحكومة السودانية وحكومة ولاية الخرطوم تفتح أحضانها الدافئة وأبوابها للاجئين من دول أخرى لا رابط بيننا وبينهم سوى اللغة والدين، بينما تتنكر لمن كانوا جزءاً أصيلاً من الشعب السوداني، ويحملون الجنسية السودانية دماً وميلاداً، ونذكر ما حدث قبل أكثر من عامين من هرولة و(كبكبة) بعض المسؤولين وهم يقدمون خراف الأضاحي للاجئين السوريين واليمنيين بالخرطوم، بما فيهم الاتحاد العام للطلاب السودانيين وعدد من المؤسسات الحكومية واذرعها المختلفة، وأذكر حينها تناولنا لهذه الحادثة بنقد قوي وتحدثنا عن مآلات ذلك نفسياً على النازحين السودانيين اللاجئين من ولاياتهم للولايات الأخرى بسبب سياسات ذات الحكومة بدارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة.
* واليوم تكرر (ذات) الحكومة (ذات) الأخطاء وهي تعتزم ترحيل اللاجئين من أبناء جنوب السودان (اللاجئين) من جحيم الحرب والجوع مثلهم مثل اليمنيين والسوريين، الى معسكرات خارج الولاية ما يعني عزلهم تماماً، بينما يقدل ويتضرع حاملوا الجنسيات الأخرى من سوريين ومصريين واثيوبيين وغيرهم، ومنهم من حصل على الجنسية السودانية والجواز، بيما حُرم منها الأحق بالجنسية من أب أو أم جنوبية.
* لاجئوا جنوب السودان إرتباطهم بنا إرتباط دم ووجدان وهم الأقرب الينا جغرافياً وعرقياً وتاريخياً، وما يحدث من رجفة وكبكبة من هؤلاء المسؤولين أمام بقية اللاجئين من البلاد العربية دون الجنوبيين أصبح مسألة تستحق الدراسة، لأن ما يقومون به لا يعبر عن العدالة، حتى أصبحنا مضحكة العالم بالشخصية الطيبة الساذجة التي برع في رسمها وتصديرها للخارج المسؤول السوداني.
* من حقهم علينا أن يُعاملوا بالمثل إن لم يكن بالضعف، وتوفير السكن والعلاج والتعليم هو أوجب واجبات الحكومة لحين إيجاد حل لأزمتهم، ويجب على الحكومة بدلاً عن عزلهم، أن تفتح لهم أبوابها وتحتضنهم مثلهم مثل اللاجئين الاثيوبيين والاريتريين الذين أصبحوا يشكلون غالبية السكان في بعض المناطق بالعاصمة وحدها ناهيك عن الولايات، ولم نسمع يوماً بترحيلهم لبلادهم، بل يمارسون حياتهم بشكل إعتيادي جداً ومنهم من تم تسكينه في وظائف أولى بها أبناء الجنوب.
أمر آخر وسؤال لا بد أن نسأله للجهات الحكومية المعنية: (أين يقيم اللاجئين السوريين واليمنيين والاريتريين والاثيوبيين)؟؟ وهل تتعامل معهم الحكومة كلاجئين مثلهم مثل أبناء جنوب السودان؟ وهل تم وضع خطة لإجلائهم وإعادتهم إلى بلادهم، أم الأمر إقتصر على أبناء جنوب السودان فقط؟
* إعادة النظر في سياسة الحكومة الديبلوماسية تجاه بعض الدول مهم للغاية، وفرز الكيمان يجب أن يكون خارج هذا النطاق، ويكفي ما أوصلتنا اليه هذه السياسات غير الراشدة.
بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة