كسلا السودانية تتغلب على آفة شجرة المسكيت

كاد اليأس يتسرب إلى المزارعين السودانيين في ولاية كسلا شرق البلاد بعدما فشل غالب الجهود في القضاء على شجرة المسكيت التي توصف بالآفة، والتي غطت أكثر الأراضي الزراعية خصوبة في البلاد.

ومع مغادرة المزارعين لأراضيهم إثر زحف الشجرة الآفة عليها وانتشارها في جميع المساحات الصالحة للزراعة، نجحت بعض الشركات أخيرا في الاستثمار في الشجرة اقتصاديا وتحويلها من خانة الضرر إلى النفع.

وكانت الحكومة السودانية استوردت الشجرة في بداية ثمانينيات القرن الماضي لعمل حزام أخضر حول المنطقة التي بدت متأثرة بتحرك الرمال والزحف الصحراوي، قبل أن تنتشر لتغطي نحو مليون فدان من أراضي نهر القاش الأكثر خصوبة بالقرن الأفريقي.

ورغم انعدام المعالجة الحقيقية لانتشار الشجرة التي غيبت أكثر الأرضي الزراعية خصوبة من المساهمة في الدخل القومي السوداني، أعاد نجاح التجربة الجديدة الأمل لكثير من المزارعين الذين بدؤوا يعودون لفلاحة أرضهم من جديد.

ولم يمنع عجز الحكومة أصحاب الفكرة الجديدة من وضع حد لمعاناة القطاع الزراعي في ولاية تعتمد في غذائها على الزراعة وما ينتج محليا من حبوب وغلال.
برنامج الاستفادة من الشجرة في إنتاج الفحم يعد الفرصة الأخيرة للقضاء عليها (الجزيرة)

الفرصة الأخيرة
ما بدأ من جهد أشبه بمحاولات الفرصة الأخيرة للقضاء على هذه الآفة، كما يقول عز الدين عثمان العوض مدير شركة سنمار الزراعية العاملة ببرنامج إزالة الشجرة باستخدام آليات ثقيلة وخفيفة لاقتلاعها من جذورها، والاستفادة منها اقتصاديا بتصدير فحمها الذي يعد من أجود أنواع الفحم النباتي.

وبرأي عز الدين الذي تحدث للجزيرة نت فإن فحم شجرة المسكيت من المنتجات الاقتصادية الهامة التي تشجع على الاستثمار التجاري فيها، ما يعني الاستمرار في مكافحتها.

ويكشف أن فدانا (4200 متر مربع) من شجرة المسكيت ينتج طنا من الفحم النباتي عالي الجودة، مؤكدا أن اكتشاف فائدة الشجرة جاء متأخرا بعدما تضررت مجموعات كبيرة من المزارعين في شرق البلاد.

ويضيف “حولناها من شجرة ضارة إلى شجرة نافعة، كما أن إزالتها من هذه الأرضي شجعت المزارعين على العودة واستئناف الزراعة فيها بعد توقف دام أكثر من ثلاثين سنة”.
الفحم المستخرج من شجرة المسكيت من أفخر الأنواع (الجزيرة)

نقل ملكية الأرض
أما المزارع أحمد جعفر الذي يتعاون مع الشركة في مكافحة شجرة المسكيت فيشير إلى انتشار الشجرة في أكثر من 7000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة.

ويقول للجزيرة نت إن كثيرا من المزارعين هجروا الزراعة بعدما نجحت الشجرة في تغطية كل مساحات زراعتهم التي يعتمدون عليها في معاشهم، لكنه يؤكد أن نتائج إزالة الشجرة جاءت مبشرة بعد استخدام آلات زراعية مناسبة.

وبينما وضعت وزارة الزراعة بولاية كسلا ضوابط جديدة تمنع انشار الشجرة في مناطق الإزالة، فقد أعلنت أن أي تقصير من المزارعين سيؤدي إلى نزع الأرض وتمليكها لمزارع آخر.

ويقول والي الولاية جماع آدم جماع إن كل إمكانيات الولاية ستبذل لأجل إزالة هذه الشجرة، بعدما فاقت إمكانياتها وإمكانيات الحكومة السودانية في الفترة السابقة.

ويرى أن الإهمال سيساهم في عودة الشجرة إلى الظهور من جديد خاصة أنها تنتشر عبر تنقل الماشية بين غاباتها والمشاريع الزراعية في المنطقة.

الجزيرة نت

Exit mobile version