> بالتزامن مع إعلان الخطوط الجوية السودانية عن شروعها في حصر أموالها وخسارها بالمحطات الخارجية، دشنت الخطوط الجوية السعودية – يوم الخميس الفائت – أولى رحلاتها القادمة من مدينة جدة إلى مدينة بورتسودان، بحيث تكون ثلاث رحلات أسبوعياً،
مع خطة زيادة عدد الرحلات في المرحلة المقبلة.. علي حامد والي البحر الأحمر وآخرون احتفلوا بمناسبة التدشين، وطالبوا الخطوط السعودية بالمزيد من الرحلات!!
> وحال علي حامد وإخوانه بالولاية والمركز، وهم يفرحون برحلات الشركة السعودية التي حلت محل رحلات الشركة السودانية، كما حال عم مرسي .. كان عم مرسي يرفع يده بالدعاء عقب كل صلاة : ( اللهم افتح أبواب رحمتك لحاج خليل وأرزقه رزقًا وفيرًا وطيباً ومباركاً فيه) .. وسألوه: لماذا تنسى نفسك وتخص حاج خليل بالدعاء؟ فأجاب: (خليل دا الزول الوحيد البيسلفني قروش، وإن شاء الله ربنا يديهو قروش كتيرة علشان أسلف منو بقلب قوي)!!
> المهم، مبروك للخطوط السعودية رحلات بورتسودان.. وهناك طلب بطرف سلطة الطيران المدني، تقدمت به شركة طيران الاتحاد الإماراتية، لترفع عدد رحلاتها من رحلتين يومياً إلى ثلاث رحلات يومياً.. وطلب آخر من شركة ناس إير السعودية، تقدمت به الشركة لترفع عدد رحلاتها من رحلتين يومياً إلى ثلاث رحلات يومياً.. وطلب ثالث، وليس أخيراً، تقدمت به القطرية للطيران، لترفع عدد رحلاتها من رحلتين يومياً إلى ثلاث رحلات يومياً!!
> وشركات طيران أخرى، عربية وإفريقية، تتأهب لزيادة عدد رحلاتها من و إلى الخرطوم.. أما مصر للطيران، فمنذ أشهر، رفعت رحلاتها من رحلتين إلى ثلاث رحلات يومياً .. إنها ثمار سياسة تحرير الأجواء.. فالتحليق للأقوى والأجود، وللمواطن حرية الاختيار حسب الأسعار والخدمات.. وهكذا يجب أن يُدار اقتصاد البلد.. أي بالتحرير الذي يرغم الشركات على المنافسة بالجودة والسعر.. فالاحتكار آفة الاقتصاد!!
> وما تحصده البلاد من فوائد سياسة تحرير الأجواء وكثافة طيرانها أضعاف ما كانت تحصده في أزمنة سودانير التي ظلت تحتكر الأجواء حيناً من الدهر (بلا فائدة).. قبل سياسة التحرير، كانت سودانير, تحتكر الأجواء وتحرسها بلا جدوى.. ولو أية شركة طيران وطنية نالت من المزايا نصف ما نالته سودانير، لملأت آفاق الدنيا تحليقاً بلا حدود.. ولكن أينما حل الفساد يحل الفشل والدمار!!
> ومع الالتزام بسياسة تحرير الأجواء، يجب خلق سياسة اقتصادية تمكن شركات الطيران السودانية من منافسة تلك الشركات الأجنبية.. ويجب تجاوز محطة سودانير لحين تحصر ديونها وتسددها، ودعم الشركات الوطنية بحيث تكون بدائل لسودانير وتنافس الشركات الأجنبية في زحام سياسة تحرير الأجواء.. بالبلد خمس شركات طيران وطنية، وهي ذات كفاءة وقادرة على التنافس لو وجدت ( بعض الدعم)، وليس ( كامل الدعم)، كما حال سودانير!!
> فالدول من حولنا لا تعامل شركاتها الوطنية – عامة كانت أو خاصة – بذات تعاملها للشركات الأجنبية، إذ لشركات الوطنية امتيازات خاصة.. وبتلك الامتيازات الخاصة تجاوزت شركاتها الوطنية – العامة والخاصة – جغرافية قطرها إلى فضاءات الكون.. وعلى سبيل المثال، من المٌعيب – اقتصادياً – أن تبيع الحكومة الوقود لشركة تاركو السودانية بذات الأسعار التي تبيع بها لمصر للطيران..
ومن المُعيب – اقتصادياً – أن تفرض الطيران المدني رسوماً على شركة بدر السودانية بذات القيمة التي تفرضها على القطرية!!
> ومن المُعيب – اقتصادياً – أن يُكرم بنك السودان طيران الخليج بالدولار الرسمي ثم تحرم شركة نوفا السودانية – وغيرها من الشركات الوطنية – من ذات الدولار وترغمها على الشراء من (السوق الأسود)، لجلب إسبيراتها وإطاراتها.. وهكذا.. فالكيل هنا (ظالم)، وغير متبع في كل دول العالم.. شركاتنا هي المواعين التي تستوعب (شباب بلادنا)، وفي تدميرها تشريد للشباب ثم تدمير لصناعة الطيران في البلاد.. وعليه، نعم لسياسة تحرير الأجواء مع خلق مناخ المنافسة للشركات السودانية!!
الطاهر ساتي
الانتباهة