خلف أبواب «آيا صوفيا» حيث تكمن أسرار الحضارات

تعتبر مدينة أسطنبول التركية المضيق الذي تندمج فيه ثقافات القارتين الأوروبية والآسيوية، ولكنها تثبت يوماً بعد يوم أنها مفترق طرق بين العالم الحديث والقديم، فقد تأثرت هذه المدينة المذهلة بالعديد من الموجات الثقافية العالمية التي توالت عليها خلال القرون الماضية.

ويجسد متحف آيا صوفيا الثقافات المختلفة التي احتضنتها المدينة على مر التاريخ، فقد تحولت هذه الكنيسة القديمة إلى مسجد قبل أن يتم افتتحها كمتحف يقصده ملايين السياح سنوياً الذين يأتون لمشاهدة الهندسة المعمارية المذهلة واللوحات الفسيفسائية التي تخطف الأنفاس من الحضارات المختلفة الموجودة في هذا المبنى التاريخي الذي يتوسط المدينة ويروي قصصاً عن الأغرقيين والعثمانيين وغيرهم.

آيا صوفيا ملتقى الأديان

كانت آيا صوفيا عبارة عن كنيسة بنيت في الموقع الحالي للمتحف، حيث تم بناء بناء كنيسة كونستانتيوس الثاني ومن ثم كنيسة ثيودوسيوس الثاني في عام 532 ميلادية، وأمر الإمبراطور البيزنطي جستيان الأول ببناء أكبر الكنائس المزخرفة على أطلال الكنيسة الثانية بعد أن تعرضت للتدمير. وبعد ذلك، أصبحت مقراً لبطريرك القسطنطينية الأرثوذكسية الشرقية، وفي عام 1453، تحولت آيا صوفيا لمسجد إمبراطوري عندما غزا العثمانيون المدينة، وبقيت داراً للعبادة الإسلامية حتى عام 1935 حيث أخذت آيا صوفيا شكلها الحالي وتحولت إلى متحف عندما أعلنت الدولة التركية تبنيها للعلمانية.

فن العمارة المتقن والمذهل

تظهر لمسات الحضارة البيزانطية بشكل واضح على الهيكل الخارجي لآيا صوفيا، وتم تدعيم القبة، التي تحتوي على آثار أقدام لحصان، بأربعة أعمدة فقط لتبدو كأنها شبه معلقة في الهواء، وتتغنى بمجموعة من 40 نافذة ملونة تنسدل من قاعدة القبة لتساعد في تخفيف وزن القبة على الهيكل وتقوم بتوجيه الضوء الطبيعي داخل المتحف بطريقة مميزة. ومن جهة أخرى، تركت الثقافة الإسلامية آثارها على آيا صوفيا التي تحتوي على أربعة مآذن تتزين بمجموعة من الزخاف الإسلامية الرائعة.

اللوحات الفسيفسائية تروي حكاية عمرها آلاف السنين

تضم آيا صوفيا العديد من اللوحات الفسيفسائية التي تعود للديانة المسيحية التي تم تدمير بعضها، في حين تم شحن العديد منها إلى إيطاليا بعد تحولها إلى مسجد، كما يوجد مجموعة من الأعمال الفنية المزخرفة على الطريقة الإسلامية.

عجائب آيا صوفيا

يعتبر البعض متحف آيا صوفيا ثامن عجائب الدنيا، فهو يحتوي على باب خشبي يقال أنه من سفينة النبي نوح عليه السلام، وبعض الرموز التي تشتهر بها بعض الحضارات القديمة، كما يضم بئرين من المياه التي يزعم الزوار أنها تتمتع بقوة شفاء كبيرة، وبحسب مايقال إذا شرب الشخص ثلاث مرات على التوالي في أيام السبت من البئر الموجود في القاعة الرئيسية ستشفيه من جميع الأمراض التي يعاني منها.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد داخل المتحف عمود كبير يعرف باسم بيرسبرينغ الذي يبقى رطباً حتى في أحر أيام الصيف، كما يحوي في قاعدته على ثقب صغير حيث يتمنى الزوار الشفاء من الأمراض عند وضعهم لإصبعهم في الثقب.

مجلة الرجل

Exit mobile version