الدكتور المصري هاني رسلان، الخبير بالشأن السوداني، ورئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام، أشار إلى أن الخرطوم تنتهج بقرار فرض تأشيرة دخول على المصريين إلى السودان، سياسة المعاملة بالمثل، فمثل هذا القرار مطبق فعليًا على السودانيين عند دخول مصر.
رسلان أضاف في تصريحات خاصة لـ”اليوم الجديد”، أن الخرطوم أرادت أن ترد على مصر في محاولة منها للظهور ولفت الانتباه، على خلفية الأزمات التي حدثت بينهما مؤخرًا.
إلا أن وضح أن هذا القرار لا يؤثر على مصر، لأن السودان لا تستقبل سوى الإخوان المسلمين والعمالة، مشيرًا إلى أن القاهرة لن تهتم به، لأنها تعي جيدًا أنها سياسة عمر البشير تجاه النظام المصري الحالي.
ولفت الخبير بالشأن السوداني إلى أن الخرطوم تناور القاهرة في مصالحها، مستشهدًا بالدخول في تحالف مع إثيوبيا والسعودية، وقطع علاقتها مع إيران.
في حين أشار إلى أن هذا الإجراء سالف الذكر خاص بالسودان، وهي ترى فيه أنه يخدم مصالحها، بعد شكوى عدد من السودانيين من دخول نظائرهم المصريين البلاد بدفعات كبيرة دون أذن أو تأشيرة، قائلًا “من حق كل بلد البحث عن مصالحه”.
وعن تمادى تدهور العلاقات بين البلدين، وضح أنه أمر سياسي خاص بالنظامين الحاكمين في مصر والسودان، واللذان ينتهاجان نهجا مخالفًا، حسب ما يران من مصالح تخدمهما، مشيرًا إلى أن “الكيميا” بين الرئيس السيسي والرئيس السوداني غير مطابقة، موضحًا أن استقبال الخرطوم للإخوان في أرضهم ومعارضة النظام الحالي بشكل غير لائق، جعل العلاقة بين البلدين تدخل في “نفق مظلم”.
ولكن رسلان أكد أن هذه العلاقة المتدهورة بين البلدين، لن تستمر طويلاً، لأن ما يربط الشعبين الشقيقين يفوق كل الأنظمة السياسية، موضحًا أن هناك تاريخ ومصالح مشتركة تجمعهما، وأهداف تربطهما، مشيرًا إلى أنها “سحابة وهتعدي”.
اليوم الجديد