خبير مصري: السودان يتحرش بمصر

يرى خبراء متخصصون في الشأن الخارجي، أن اتجاه السودان لتوقيع عقود جديدة لاستيراد بعض الخضراوات والفواكه من دول أخرى غير مصر “أمر طبيعي”، ولن يؤثر على القاهرة، مؤكدين أن السودان يضغط على مصر من جميع الاتجاهات لحل الخلاف القائم بينهما بمنطقتي “حلايب وشلاتين”.

وأعلنت شعبة مستوردي الخضر والفواكه السودانية، اعتزامها توقيع عقود جديدة لاستيراد بعض الخضراوات والفواكه من دول المغرب وسوريا ولبنان وإسبانيا وجنوب أفريقيا، عوضًا عن الخضر والفواكه المصرية المحظور دخولها إلى البلاد منذ نحو عام .

وقال رئيس شعبة مستوردي الخضر والفواكه بالغرفة القومية للمستوردين في السودان، عمر عبدالغفار، لصحيفة، “السوداني”، إن “الموردين السودانيين اتجهوا إلى دول بخلاف مصر، مثل دول المغرب وتركيا وتونس وسوريا ولبنان جنوب أفريقيا وإسبانيا، لتغطية الأسواق المحلية من الخضر والفواكه، وخاصة أن شهر رمضان الكريم مقبل على الأبواب”، مشيراً إلى أنه “جار التنفيذ حاليًا لإبرام عقود جديدة لاستيراد بعض الفواكه والخضر من تلك الدول” .

وحث عبدالغفّار الجهات المختصة السودانية، لإجراء تخفيضات في رسم الجمارك والنقل، لفاكهة البرتقال، وذلك مع اقتراب شهر رمضان الفضيل؛ لأن الاستهلاك المحلي لهذه الفاكهة يصل لنسبة 70 % وسط جميع الفواكه المستوردة”، مؤكدًا في ذات الوقت، “خلو الأسواق المحلية من الفواكه المصرية؛ لأن عمليات التهريب من مصر قد توقفت، بسبب ارتفاع درجات الحرارة” .

وتابع قائلاً: “إن عمليات نقل الفواكه الطازجة تحتاج لبرادات عبر البحر أو الطرق المعبدة، ومسألة تهريبها من مصر حاليًا غير محتملة مرة أخرى، لارتفاع درجات الحرارة والطرق الوعرة، الأمر الذي يتطلب مدة زمنية أطول لتهريب السلع” .

بدوره، أكد الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن توقيع السودان عقود استيراد الخضراوات والفواكه من دول أخرى بديل لمصر، “هو أمر غريب”، مما يؤكد أن هناك مكايد ضد الدولة المصرية من السودان للضغط عليها من أجل قضية حلايب وشلاتين التي تشغل الرأي العام السوداني .

وأضاف صيام لـ”المصريون”، أن السودان يخلط الأمور السياسية بالاقتصادية وهو ما يؤدي إلى كارثة بين الدولتين تربطهما علاقات وطيدة منذ عقود من الزمن، مطالبًا المسئولين بمواجهة هذه الأمور بنوع من الشفافية والصراحة بعيدًا عن السياسة، فإذا كان هناك أخطاء فلابد من الاعتراف بها ومعالجتها، أما ترك الأمور هكذا دون توضيح من الحكومة فإن الأمر سيصبح أشبه بكرة الثلج التي تأخذ في طريقها كل شيء”، وخاصة أن دول الخليج وأمريكا رفضت دخول المنتجات المصرية من الفواكه والخضراوات خلال الآونة الأخيرة.

وأوضح، أن القرار لن يؤثر على مصر، وخاصة أن السودان تمثل 10% من الصادرات المصرية للخضراوات والفواكه بالعالم، حسب زعمه.

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الله الأشعل، خبير العلاقات الدولية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اتجاه السودان للتعاقد مع دول أخرى كبديل لمصر هو ضمن سلسلة جديدة من سلاسل التي تتبعها السودان تجاه النظام الحاكم، مؤكدًا أن اعتقاد البعض بأن القرار سياسي ليس صحيحًا .

وأضاف الأشعل لـ”المصريون”، أن السودان يتحرش بمصر خلال الفترة الأخيرة، وذلك لأن هناك توترًا مكتومًا بين السيسي والبشير لا يريد كل منهما الإفصاح عن هذا التوتر، مطالبًا الدولتين بضبط النفس للخروج من هذه الأزمات.

وأخطرت الحكومة السودانية مصر بحظر استيراد الخضر والفواكه المصرية منذ العام الماضي، وأصدرت حظراً جديداً لبعض المصنوعات الغذائية المصرية خلال العام الحالي، لأسباب الشكوك في أن هذه المنتجات والمصنوعات الزراعية قد تكون مصابة بفيروسات خطرة لصحة الإنسان.

إسلام رضا
المصريون

Exit mobile version