*قبل هذا (اليوم)- بيوم- معارض يذبح ثوراً..
*فقد سمع بأن اسمه ورد كوزير دولة في حكومة الوفاق الوطني المرتقبة..
*وقبل هذا (اليوم)- بيومين- مغنٍ شاب يتسلق قائمة المسرح..
*ثم (ينطط) على قمة فواصله الحديدة وهو يغني فوق رؤوس (الراقصين)..
*وقبل هذا (اليوم)- بثلاثة أيام- أجالس نفراً من جيل هذا المغني..
*أجالس مجموعة من الشباب في عمر (وِلِّي) هذا..
*وفي سياق (الدردشة) أذكِّرهم بأن ذكرى ثورة أبريل بعد أيام ثلاثة..
*فيسألني بعضهم بما أختزله في عبارة (يعني إيه ؟!)..
*فأجيبهم بأنها أحد أيامنا التي عناها وردي حين غنى (لمثل هذا اليوم كانوا يعملون)..
*فنحن لنا في تاريخ بلادنا أيام مشهودة مثل يوم الاستقلال..
*أو هي امتداد لهذا الاستقلال تحت لافتة استقلالنا الكبير عن الاستعمار..
*استقلال أجهزة الحكم الثلاثة عن بعضها البعض..
*أو – تحديداً- استقلال الجهازين القضائي والتشريعي عن الجهاز التنفيذي..
*وهو الاستقلال الذي طالب به قضاة أفريقيا قبل أيام..
*طالبوا به من عاصمة بلادنا التي عرفت هذا الاستقلال منذ (يوم) الاستقلال..
*ثم عرفته- مرة ثانية- عقب (يوم) أكتوبر..
*ثم عرفته – للمرة الثالثة والأخيرة – بعد (يوم) أبريل الذي تحل ذكراه اليوم..
*ولهذا يتجدد كلام وردي (لمثل هذا اليوم كانوا يعملون)..
*أو وقف هذا التجديد بتوقف أثر (اليوم) الثالث لتصبح لـ(الأيام) معانٍ أُخر..
*و(تتنطط) النظرات سؤالاً في أعين جيل وِلِّي (يعني إيه ؟!)..
*يعني- أقول- مثل هذا المعارض الذي ذبح ثوراً كان يود أنْ لو (ذبح) الإنقاذ..
*وعوضاً عن ذلك ذبح كل شعاراته عن (مطالب الجماهير)..
*وصار (مطلبه الذاتي) هو هدف حياته التي مضت (أيامها) ولم تمض الإنقاذ..
*وأمثاله كثر ممن يتكالبون على (الكيكة) الآن..
*وشتان ما بين يوم- قلت لمحدثيِّ من جيل وِلِّي- و(يوم) كانوا لمثله يعملون..
*وألملم خيوط الهمهمات تساؤلاً نصه (يعني إيه ؟!)..
*يعني، حين نلنا استقلالنا- يقول عطا الله- كان شعب الخليج يحسدنا على كل شيء..
*على الكهرباء ، على القطار، على السينما ، على النظافة..
*والآن نحسدهم نحن على كل شيء- يواصل الكاتب اللبناني- بفضل (العباقرة)..
*عباقرة ذبح (الأيام) التي كان آباؤنا لمثلها يعملون..
*ونصير إلى أخرى لمثلها يذبح المعارض ثوراً ابتهاجاً بجني ثمارها (توزيراً)..
*وما زال السؤال (ينط) من الأعين والشفاه (يعني إيه ؟!)..
*يعني ولا حاجة ، ولا حاجة ، ولا حاجة خالص..
*وفي مثل هذا اليوم (نطِّطني يا وِلِّي !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة