هل تضغط السودان على مصر بورقة “سد النهضة” من أجل حلايب وشلاتين؟

«أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر للأمن القومي السوداني».. هكذا أعلنها الرئيس السوداني عمر البشير صراحة للمرة الأولي، معربًا عن تأييده لبناء سد النهضة الأثيوبي، والذي يشكل تهديدًا علي حصة مصر في مياه نهر النيل، ليدير البشير ظهره لمصر، ويتوافق مع إثيوبيا في بناء السد للحصول علي دعم الكهرباء، بعد اكتمال بنائه، ليبحث البشير عن المصلحة السودانية، دون الالتفاف إلي أي مصالح مشتركة وقائمة بين مصر والسودان.

جاءت تلك التصريحات خلال زيارة البشير إلي أثيوبيا، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، بدأت من الثلاثاء، لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين، وبرر البشير خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، ما يقوله بشأن سد النهضة، إلى أن السودان يشتري حاليًا نحو 300 ميجاوات من الطاقة الكهربائية من إثيوبيا، ومضى قائلا: إن هذه الكمية قبل اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبي، والبلدان يعملان حاليًا لإيصال الكهرباء من السد إلى الخرطوم.

فيما تقول إثيوبيا إن السد لن يضر بدولتي المصب، وإنها تهدف إلى توليد الطاقة الكهربائية من السد، لدفع جهود التنمية، وتعزيز العلاقات مع بقية الدول، ومنها مصر والسودان، عبر تصدير الطاقة، وهو ما تنفيه مصر خوفًا من اكتمال بناء السد بشكل كامل.

وللتعقيب علي العلاقات المصرية السودانية، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، أن كل الدول تبحث عن مصالحها في المقام الأول، مشيرًا إلي ان السودان منذ نشوء الأزمة الخاصة ببناء سد النهضة، وخاصة جنوب السودان، كان يميل إلي بنائه للاستفادة من توليد الكهرباء، في التنمية الصناعية والزراعية.

وأضاف “أحمد”، في تصريحات خاصة لـ”المصريون”، أن العلاقات المصرية السودانية، لن تتأثر بمجرد تصريحات سياسية يطلقها أي من الأطراف المسئولة عن السياسية الدولية؛ لبحث الدول عن مصالحها، مؤكدًا أن النظرة الواقعية للأمور تقضي بأن أثيوبيا لن تتوقف علي بناء السد، والسودان لن تتراجع عن دعمها، وعلي مصر أن تتعامل مع ذلك الموقف وفقًا للمعاهدات الدولية التي أبرمت لحفظ حقوق الدول المشتركة في مياه نهر النيل سواء دول المنبع أو المصب.

وأضاف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مصر تنتظر التقرير الذي من المقرر أن يصدر من المكتب الدولى، الخاص بمتابعة الرد علي رفض مصر لبناء السد، لبحث هذه المشاكل المتعلقة برفض مصر لبناء السد الذي كان من المقرر أن يحجز ما يقرب من 14 مليار متر مكتب، وأكد أثيوبيا أنه سيحجز ما بين 65 إلي 74 مليار متر مكتب، وهو ما يؤثر علي الحصة النهائية التي ستصل إلي مصر من المياه.

وأوضح رخا، أن هناك خطرًا من الممكن أن يهدد كل من السودان وإثيوبيا، في حال اكتمال سد النهضة، لا يلتفتان إليه، بعيدًا عن تأثر مصر أو رفضها لاستكمال البناء، وهو أنه في حال اكتمال النباء بنفس المعايير والمقاييس التي أعلنت عنها إثيوبيا، ستكون هذه الدول مهددة بزيادة منسوب المياه بشكل كبير قد يؤدي إلي حدوث زلازل وزيادة في نسبة طمي النيل، يؤدي إلي ارتفاع منسوب المياه عن ارتفاع السد ومن الممكن أن تغرق العديد من المناطق المتواجدة حول محيط السد.

وفي سياق متصل قال سعيد اللاوندي، الخبير في شئون العلاقات الدولية، إن التصريحات التي يدلي بها الأطراف المتشركين في دول المصب والمنبع، حول سد النهضة، أمر لن يؤثر في شيء؛ لوجود حالة حوار قائمة بين الأطراف واتفاقيات قد أبرمت بين “مصر وإثيوبيا والسودان”، والتي بموجبها لن يتم التحرك في أي خطوة من شأنها تشكيل خطورة علي الدولة الأخرى.

وأضاف اللاوندي، في تصريحات خاصة لـ”المصريون”، أن هناك حالة من التوتر التي تشهده العلاقات بين مصر والسودان، خاصة بعد الحديث بشأن رغبة السودان في استرداد حلايب وشلاتين واعتبارها أنها ملكها، وهو ما أثر بشكل سلبي علي تلك العلاقات، ولكن لا يمكن وصفها بـ”العداء”.

وأشار الخبير الدولى، إلي أنه يجب علي النظامين المصري والسوداني، أن يشرعا في عقد مؤتمرات مشتركة بين البلدين، لتقارب أوجه النظر، والشروع في إجراء حوار متكامل لكي يتم الاتفاق علي مصالح مشتركة، وليس الميل إلي جهة ودولة علي حساب الأخرى، للعلاقات الطيبة التي تربط البلدين علي مدار القرون الماضية.

منار مختار
المصريون

Exit mobile version