قمح الراجحي.. استفهامات حول المشروعات القومية

تفاجأت الأوساط السودانية بصور لحاصدات تنهب الأرض نهباً وسط حقول قمح واسعة، وتخرج بانتاجية كبيرة، ليتبين من الخبر المصاحب أنها في مزارع الراجحي بالشمالية في مشروع أمطار الزراعي، لتقفز إلى أذهان الكثيرين العديد من التساؤلات من قبيل لماذا غابت هذه الصورة في المشروعات القومية مثل مشروع الجزيرة وماهي أسباب تدني الإنتاجية في مشاريعنا هذه مقارنة بما تنتجه مشروعات المستثمرين الأجانب أو القطاع الخاص الوطني مثل دال

:: أسباب تدني الإنتاج ::
المزارع علي بشرى بقسم القرشي مشروع الجزيرة قال لـ (آخر لحظة) إن إنتاج القمح الحالي أقل بنسبة كبيرة عن المنتج في الموسم السابق، وأن من أسباب تدني الإنتاج في مزارعهم ارتفاع درجات الحرارة، وعدم مقدرة عينات الحبوب المزروعة على مقاومتها، لتضاف شكوى البشرى إلى شكاوى أخرى من بينها ما أوضحه عضو تحالف مزارعي المناقل أحمد عبد الباقي الذي مضى في نفس الإتجاه، وأكد أن التقاوي التى استلموها من هيئة البحوث كان بعضها مختلطاً بتقاوي أخرى لأعشاب ضارة أثرت سلباً على خصوبة التربة وضعف الإنتاجية، بجانب تأخر ميعاد الري خاصة (السقية الأولى) وذلك يعود لعدم صيانة قنوات الري، ووضع على رأس الأمر غياب الإدارة الحقيقية لمشروع الجزيرة سيما في الحقول .
:: مطالبة بدعم البحوث ::
الأستاذ عدلان محمود عدلان عضو لجنة الزراعة بالبرلمان، قال للصحيفة أمس إن إنتاج القمح في الجزيرة ضعيف ومتذبذب رغم المساحات الواسعة المزروعة، وأرجع الأمر إلى تأخر انسياب مياه الري في المشروع والتكلفة العالية لمدخلات الإنتاج، واصفاً السعر التركيزي المحدد للقمح بالمحبط عند مقارنته بالأسعار العالمية، وطالب عدلان بدعم البحوث الزراعية وإدخال عينات تساعد في الزيادة الراسية لإنتاج القمح، بالإضافة إلى دعم الدولة للمدخلات الإنتاجية من تقاوى وأسمدة ومبيدات
: : مشروع أمطار ::
مشروع أمطار الذي أنتج انتاجاً كبيراً يعتبر من أكبر المشاريع الزراعية الاستثمارية في المنطقة الشمالية بامتياز، وأنشيء على مساحة تقدر بـ(100) ألف فدان لإنتاج الحبوب، وهو ويعتبر ثمرة تضافر الجهود بين القطاع العام والقطاع الخاص في الخليج والسودان، كما أن مساحة المشروع الإجمالية (100000) فدان على خمس مراحل، تم الانتهاء من استصلاح المرحلة الأولى وتركيب وتشغيل عدد (100) رشاش محوري مساحة كل محور (150) فداناً، أي ما يقارب (60) هكتاراً، إضافة إلى إكتمال البنية التحتية من مجمع سكني، وخدمات اجتماعية، ومسجد ومطاعم، والمستودعات والورش، بجانب توفير مدخلات الإنتاج من بذور وأسمدة ومبيدات، فضلاً عن المعدات الثقيلة والزراعية من داخل السودان وخارجها.
إبتهاج حكومي:
معتمد محلية الدبة أحمد أبو زيد عثمان قال إن بداية الحصاد مبشرة، وحققت مابين اثنين الى اثنين ونصف طن للهتكار الواحد، وهو إنتاج غير مسبوق بالولاية، ووصف المعتمد التجربة بالناجحة، وتابع أن محليته تمتلك ميزات كبيرة للاستثمار منها الأراضي الصالحة للزراعة والكهرباء، إلى جانب الطرق المعبدة التي تربطها بالعاصمة الخرطوم وموانىء الصادر على البحر الأحمر.
:: رفض المقارنة ::
وفي ذات المنحى رفض نائب مدير المشروع عوض الجيد محمد الزبير، المقارنة بين إنتاج القمح بالجزيرة وإنتاج (أمطار) معتبراً أن الموسم الحالي شهد نجاحاً كبيراً وإنتاجاً وفيراً للقمح بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أن أقل درجات سجلتها المنطقة لم تتجاوز (17) درجة مئوية، وأرجع الإنتاج الوفير في مشروع أمطار إلى ملاءمة المناخ لزراعة القمح بالولايات الشمالية.. حيث تصل درجات الحرارة إلى (9) درجات مئوية، نافياً في ذات الوقت ما يشاع عن تلكؤ البنك الزراعي في تمويل المزارعين وتوفير مدخلات الإنتاج، مؤكداً التزام البنك بتوفير ما يحتاجه المزارعون في الوقت المحدد من حاصدات وتقاوي ومبيدات.
:: مقومات النجاح ::
وفي السياق ذاته قال الخبير الزراعي د. الناير حامد أن الأسباب التي تؤدي إلى نجاح أي عملية زراعية بصورة عامة تتمثل في الإدارة الجيدة للمزرعة والمتابعة اللصيقة لعمليات الزراعة، بجانب الالتزام بالمواعيد المحددة لكل مرحلة والتقاوي الجيدة المحسنة، وأرجع الناير تدني انتاجية القمح بمشروع الجزيرة إلى تأخر التمويل الذي كان سبباً في تأخر مراحل عملية الزراعة، وعدم استفادة المزارع من انخفاض درجات الحرارة، وأشار إلى أن إدارة المزرعة في الغالب ما تكون بالوكالة.

اخر لحظة

Exit mobile version