دفن الليل أب كراعاً بره، حفرة مدفونة وحفرة بره

عند مروري بامتداد شارع الاسطبلات النزهة بالخرطوم لاحظت حملة نظافة مكثفة للشارع وردم للحفر وإزالة للأنقاض وإنشاء لأعمدة إنارة حديثة وإعادة سفلتة شاملة تم معها إغلاق الشارع وتحويل مسار السيارات إلى الشارع الجنوب الغربي لمجمع ساريا.
في البدء ظننت أن وزارة البنى التحتية ومحلية الخرطوم قد استجابتا لنداءتي المتعددة بشأن إنارة الشارع وإعادة سفلتته، وأحسست أننا كصحافة أصبحنا فعلاً سلطة رابعة ونسهم في صنع القرارات.
ولكن لم تلبث فرحتي تلك أن انطفأت جذوتها بعد يومين فقط حينما قررت أن أسلك نفس الطريق المسفلت والمضاء حديثاً لأفاجأ بأغلاق الشارع تماماً بسيارات القوات النظامية والشرطة الأمنية والجيش وجهاز الأمن وكل الجماعه الذين يقومون بحماية الرئيس.
علمت لاحقاً أن مسؤول كبير يشهد افتتاح مصانع داخل مجمع ساريا. بمعنى أن السفلتة والإضاءة لم تأتِ نتيجة لأصوات السلطة الرابعة إنما جاءت بناء على تعليمات لوزير البنى التحتية ولمعتمد الخرطوم أن ياجماعة المسؤول الكبير حايجي بالشارع ده فما تفضحونا.
لذلك تم تسخير كل الإمكانات والعمل ليل نهار من أجل أن يعتقد المسؤول أن هذه الشوارع فعلاً بنفس هذه الحلية الزاهية والنظافة والتنظيم.
ولأن ذلك العمل يتم بسرعة وارتجال ودون تخطيط فالوضع يكون أشبه بدفن الليل أب كراعاً بره، حفرة مدفونة وحفرة بره عمود مضاء وواحد يطفئ وينور، خور دفنوهو وخور غطوهو، ضلفة باب مضروبة بوهية وواحدة مغبشة. والنتيجة مغادرة المسؤول الكبير من هنا وبروز الأخطاء من هنا.
والشاهد أن غالبية المسؤولين يقومون بواجباتهم الأصلية والطبيعية فقط حين يعبر كبار المسؤولين بجانبها (نظام نحنا شغالين ياريس).
أولئك المسؤولون يذكروني ببعض الأساتذة في المرحلة الابتدائية والذين يقوم أحدهم باستعمال الطبشور الملون ومسطرة تخطيط السبورة، ومن ثم مراجعة الحصة وحفظها قبل تدريسها ويرتدون الملابس الأنيقة حين يكون هناك مراقب أو موجه تربوي يزور المدرسة وذلك حتى يدون الموجه التربوي ملاحظات إيجابية عن أدائهم.
بالمناسبة يوجد بص من بصات مواصلات ولاية الخرطوم خ استثمار بالرقم (14) معطل منذ نحو عشرة أيام في منتصف الشارع الإسفلتي للأسطبلات، قبالة مضمار سباق الخيل وعلى بعد 200 متر من ساريا.
هذا البص يأتي إليه يومياً مجموعة من الميكانيكية ويحاولون إصلاحه ويفشلون ثم يغادرون، تسبب هذا البص بسبب وجوده الخاطئ في منتصف الطريق في وقوع حادثين، (طبعا في السودان وضع علامة أمامك بص معطل أو احترس أمامك حفرة عبارة عن وضع طوبتين فوق بعض ومعاهم جريد نخل او فرع شجرة نيم) هذه العلامة العالمية التي تستخدم لدينا.. الحق يقال إن سائق الباص قد قام بوضع الطوبتين وهكذا قد أعذر من أنذر.
هل ننتظر عبور مسؤول كبير حتى يتكرم أحد المسؤولين الصغار بسحب البص من طريق السيارات.
يوم أمس قمت باستطلاع الميكانيكي الموجود مع البص أخبرني أن البص يخص صفوان إكسبريس وليس مواصلات الولاية.
السؤال متى قامت الولاية ببيع بصات المواصلات لصفوان؟.
خارج السور:
عشان مافي زول ينكر لينا الكلام ده، قمت بتسجيل كل شيء صوت وصورة.

سهير عبدالرحيم
السوداني

Exit mobile version