تقرير أممي: الجوع يهدد العالم وجنوب السودان والصومال الأكثر تأثراً
حكومة واو تمنع المنظمات من توزيع المساعدات على النازحين
سلفاكير: دول الإقليم طالبت بإشراك جميع القوى الجنوبية في الحوار الوطني
جوبا: نرحب بمشاركة المعارضة في الحوار حال تخلت عن العنف
تفاصيل جديدة في الاعتداء على عمال الإغاثة في الطريق بين جوبا والبيبور
موقع إخباري: إدارة أوباما ودول إقليمية منحت جوبا الضوء الأخضر للتنكيل بالمعارضة
جاك خميس: جون كيري وقادة المنطقة عملوا على صوملة جنوب السودان
أكد الرئيس سلفاكير ميارديت بأن الحوار الوطني مفتوح للمجموعات المسلحة حال تخلت عن العنف. وقال في اجتماع ضمه ومجلس أعيان الدينكا أمس إن قادة دول المنطقة تؤيد الحوار الوطني الجنوبي، إلا أنهم طالبوا بأن يكون شاملاً وشفافاً، وأضاف: قلت لهم إنه حوار وطني ومفتوح للمشاركة من قبل كل الجنوبيين والمجموعة التي نرفض مشاركتها هي تلك التي لا زالت تستخدم العنف وسيلة للضغط علينا، وقلت لهم لكن في حال وافقوا على التخلي عن العنف فإنه مرحب بهم لأنهم جنوبيون والمواضيع التي سنناقشها في الحوار تهمهم بالطبع وعليه سيكون الحوار شفافا وجامعاً.
وطالب سلفاكير المجموعات العرقية بالمشاركة في الحوار الوطني من أجل إيجاد حل لمشكلة القبلية بالجنوب، وأشار إلى أن انعدام الثقة بين القبائل الجنوبية وسوء الفهم أقعدا البلاد عن جني ثمار الاستقلال، وأضاف قائلاً: خلال فترة النضال من أجل الاستقلال عملنا بمختلف خلفياتنا على الحرب من اجل الاستقلال، دون النظر إلى الاختلافات القبلية، فمن أين جاءتنا هذه الفتنة، ومضى يقول: هذا ما قررنا العمل على حله خلال الحوار الوطني.. إنها فرصة لنا كجنوبيين لمناقشة مشاكلنا وإيجاد حلول لها”.
حزن كيني
احتشدت جموع غفيرة بمطار جومو كينياتا الدولي بكينيا امس لاستقبال جثامين أربعة من عمال الإغاثة الأوغنديين الذين قتلوا بجنوب السودان.
ووفقا لصحيفة “ذا صن داي نيشن” فإن الضحايا يعملون لدى منظمة قراسرووت أمبورمنت التي تمولها اليونسيف. وكان من ضمن الحضور مدير الشركة جافار موبوغو .
وقالت الصحيفة إن الضحيا وهم سايمون موبوغو وديفيد واينانا وجوزيف واناجو قتلوا خلال تحرك فوجهم من جوبا إلى البيبور حيث تم إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين مجهولين، وأضافت بأن الضحية الرابعة والذي قتل أثناء الهجوم سيتم نقله براً خلال الأيام القليلة القادمة.
وكشفت ابنة عم أحد الضحايا عن اتصال بينها وابن عمها كيمانى موبوغو أفاد فيه بأنهم كانوا بصدد الذهاب إلى البيبور جواً عندما تم إعلامهم بأنهم سيتحركون براً، مضيفة بأن قريبها عاش لأكثر من عشر سنوات بالجنوب، فيما فقدت كيماني شقيقها أيضاً بالجنوب والذى ابتعثته المنظمة للعمل معلماً للغة الإنجليزية هناك.
صوملة الجنوب
اتهم مقال نشره موقع “نايلومبديا” وزير الخارجية الأسبق جون كيري بتقويض السلام بجنوب السودان بسبب قوله إن تعيين تعبان دينق خلفاً لزعيم المعارضة رياك مشار قانوني، وأضاف أن دول الإيقاد والولايات المتحدة الأمريكية هما المسؤولان عن استمرار العنف بالجنوب، كون أن دول الإيقاد عملت على خدمة مصالحها وتعلية أهدافها على الشعب الجنوب المغلوب على أمره، كما عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إنفاذ مشروعها الديمقراطي بالجنوب دون النظر لما يحل بشعبه.
وقال كاتب المقال جاك خميس تعبان بأن الخطوة التي قام بها كيري منحت جوبا إشارات خضراء حول دعم واشنطن لها في مساعيها تجاه عزل المعارضة بقيادة مشار الأمر الذي دفعها لاختطاف المعارضين ودفع الرشاوى للمسؤولين الحكوميين من أجل ترحيل قادة المعارضة في الدول المجاورة، مشدداً على أن ما قامت به إدارة الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيتها جون كيري إضافة إلى دول المنطقة وبخاصة كينيا وأوغندا ومصر اشعل الحرب بالجنوب وحوله إلى صومال جديد.
حظر المساعدات
أصدر ميل إليو عمدة بلدية واو أمراً للمنظمات التي تقدم المساعدات الإنسانية بالتوقف عن توزيع المساعدات للنازحين المقيمين بمجمع كنيسة ايبسوكوبل في واو.
وقال إليو في اجتماع مع الإنسانية العاملة في المنطقة بأن توزيع المساعدات سيتوقف لحين ترحيل جميع النازحين إلى مقرهم الجديد، وإن المساعدات ستقتصر على توزيع المياه والأدوية فقط، وأضاف أن على المنظمات الانتظار ثلاثة أيام حتى تتمكن من توزيع المساعادات حيث ستنشر سلطات الولاية أعدادا كبيرة من أفراد الشرطة والأمن لحماية العاملين في المجال الإنساني.
شبح جوع عالمي
قال تقرير أممي إنه على الرغم من المساعدات والجهود الدولية التي تبذلها المنظمات الإنسانية الكبرى عالمياً، مثل منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمي، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من مؤسساته، إلا أن شبح الجوع لا يزال يهدد مختلف أنحاء العالم، خاصة جنوب السودان والصومال واليمن في ظل الصراعات والحروب التي تفرز أزمات اقتصادية تنعكس بدورها على نقص الغذاء وكافة متطلبات الحياة.
وكشف تقرير مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، أن النزاعات الدامية والظروف المناخية وارتفاع أسعار السلع الغذائية ساهم خلال العام الماضى فى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع في العالم إلى 108 ملايين نسمة، موضحاً أن هذا العدد يمثل زيادة بنسبة 35% مقارنة بعام 2015، حيث كان من يعانون الجوع في ذلك الحين 80 مليون نسمة.
وأوضح التقرير أن هذا العدد يشمل الأشخاص الذين يعانون انعداما شديداً في “الأمن الغذائي” والذين يعانون أيضًا نقصًا حادًا في الغذاء وعاجزين عن تلبية حاجاتهم في هذا المجال بشكل دائم، بجانب الأشخاص الذين يجبرون على ذبح مواشيهم لتجنب الموت جوعاً.
وأفاد التقرير بأن هذا الانعدام الحاد في الأمن الغذائي يمكن أن يتفاقم في العام الجاري عبر وصول المجاعة إلى أربعة بلدان هي جنوب السودان والصومال واليمن وشمال شرق نيجيريا.
ثمرة تعاون
ووفقاً لإذاعة مونت كارلو الفرنسية، فإن التقرير الذي يعتمد على أساليب عدة في تحديد مقاييس المجاعة، يعتبر بمثابة ثمرة تعاون بين الاتحاد الأوروبي ووكالات عدة تابعة للأمم المتحدة والوكالة الأمريكية “يو إس إيد” والعديد من الهيئات الإقليمية المتخصصة.
وتوصل التقرير إلى أنه من ضمن أسوأ تسع أزمات إنسانية كانت الحروب الأهلية السبب الأساسي للمجاعة، وهناك عوامل أخرى تدخل في الحساب مثل الأحوال الجوية خصوصاً الجفاف والأمطار المفاجئة، إضافة إلى المناطق المعرضة للمجاعة، وقال إن هناك دولاً مثل العراق وسوريا ومالاوى وزيمبابوي دخلت حالة انعدام الأمن الغذائي.
من ناحيته، قال خوسيه جرازيانو دي سيلفا المدير العام لمنظمة الفاو (منظمة الأمم المتحدة للزراعة والتغذية) في التقرير: “بإمكاننا منع وفاة الناس جوعاً عبر حماية سبل العيش في الأرياف والاستثمار فيها”.
من جانبها، قالت أرثاران كوزان مديرة برنامج الغذاء العالمي: “إن الجوع يفاقم الأزمات ويدفع نحو مزيد من انعدام الأمن والاستقرار، وما يبدو اليوم تحدياً مرتبطاً بالأمن الغذائي سيصبح غداً تحدياً مرتبطاً بالأمن فقط”، وختمت قائلة: “إنه على العالم أن يتحرك الآن لإنقاذ الأرواح وسبل عيش ملايين الأشخاص”.
إجراءات سريعة
وفي معرض تعليقها على التقرير، قالت نيفين ميميكا مفوضة التعاون الدولي والتنمية في الاتحاد الأوروبي: “إن هذا التقرير يسلط الضوء على الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات سريعة وموجهة للاستجابة للأزمات الغذائية بفعالية ومعالجة أسبابها الجذرية، وقد كان الاتحاد الأوروبي رائداً في هذه الاستجابة، حيث خصصنا مبلغ 550 مليون يورو عام 2016، ثم تم تخصيص 165 مليون يورو أخرى لمساعدة الأشخاص المتضررين من المجاعة والجفاف في القرن الأفريقي”.
من جهته، قال خريستوس ستيليانيدس، مفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، إن هذا التقرير ثمرة جهد مشترك ومتابعة ملموسة للالتزامات التي تعهد بها الاتحاد الأوروبي في مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني في اسطنبول، والذي سلط الضوء على الحاجة الملحة لإجراء تحليل شفاف ومستقل للأزمات قائم على الإجماع، ويأمل أن تشكل هذه الوثيقة أداة قوية للمجتمع الدولي بأسره من أجل الارتقاء بمستوى تنسيق استجاباتنا للأزمات.
وأفاد بيان المنظمة بأن الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ وافق على منح القرض لمنظمة الأغذية في إطار الاستجابة الدولية “للحيلولة دون حدوث مجاعة أخرى في الصومال”، بعد 5 سنوات من المجاعة السابقة.
هذا توقيعي
عودة مشار
اللقاء الذي جمع بين زعيم المعارضة المسلحة بالجنوب الدكتور رياك مشار ورئيس مفوضية المراقبة والتقييم المشتركة فيستوس موغاي أمس الأول ألقى بحجر في بركة السلام الراكدة. فمنذ خروج الدكتور رياك مشار من جوبا مطرودًا ومطارداً انحدرت الأوضاع في الدولة الوليدة إلى هوة الانهيار، إذ استمرت دوامة العنف الطاحنة في التهام الزرع والضرع قبل الإنسان، الأمر الذي أجبر حكومة جوبا على إعلان المجاعة في بعض ولايات البلاد، إن لم تكن كامل البلاد تحت أنياب الجوع الكافر.
وحملت الأنباء أن اللقاء المطول الذي سبقه لقاء مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نيكلاس هيسوم ناقش ضرورة تهيئة محفل سياسي لأطراف الصراع من أجل التوصل لتسوية سلمية للنزاع بعد أن رفض مشار مناقشة وقف إطلاق النار من جانب واحد، بحجة أن مجموعته لا تشن الصراعات بل إنها تجبر على الدفاع عن نفسها .
وبغض النظر عن مخرجات الاجتماعات التي تنعقد مع مختلف الأطراف وزعيم المعارضة مشار تبقى حقيقة واحدة بأنه لا سلام بالجنوب في حال تغييب مشار، وإن حاولت الإيقاد والاتحاد الأفريقي نكرانها أو تجاهلها. وذلك أن أهمية مشار لا تأتي من كونه قائد المعارضة بل من الرمز الذي يمثله للمعارضة الجنوبية والثقل القبلي والجهوي والسياسي الذي يتمتع به الرجل.
ومشار خلال تاريخه النضالي الطويل جمع خبرات عسكرية وسياسية تراكمية، لا يستهان بها كما أن له علاقات إقليمية ودولية واسعة أهلته أن يخوض العديد من المواجهات السياسية والعسكرية دون أن يخصم من رصيده الوطني الكثير. ويبدو أن صمته الاخير والذي فسره المجتمع الدولي والأقليمي بالضعف وحمل بين طياته صبرًا وحكمة وحنكة، بدأت تؤتي أكلها بعد أن وصلت تلك الأطراف إلى أهمية وجود لاعب ساسي في المشهد الجنوبي من أجل إيقاف الحرب بعد أن فشل تعبان في تلك المهمة فشلاً ذريعاً . إذ أفسد عليه نظام جوبا حيلته حين دعاهم لطرد المعارضة المسلحة السودانية في رابعة النهار وأمعنوا في دعمها وتسليحها عشية الليل وضيعوا رأيه بأن حولوه من شريك أصيل إلى مؤتمر يسبح بحمد إدارتهم وإن جاءت خصمًا على دماء أهله وعزة نفوسهم وتدنيس حرماتهم وأذاقتهم ذل الجوع ومهانة الحاجة.
نعم، على المجتمع الإقليمي والمؤسسات الدولية والإقليمية والإيقاد بشكل خاص أن تلتفت إلى مصلحة الشعب الجنوبي وأن تعلي مسغبته وذله وهوانه وتقتيله فوق مصالحهم الخاصة وأطماعهم في جنوب يمثل حديقة خلفية آمنة يرمون فيها قذارتهم ويصفون من خلالها ضعفه وهوانه حسابات يريدون لها أن تموت في الخفاء قبل أن ترى وسائط التواصل الاجتماعي قبل الأعلام رؤوسها فتحفر لتخرج كاملها للعلن.
إنصاف العوض
صحيفة الصيحة