ثارت مساعٍ حثيثة لتيار الإسلام السياسي المسيطر على #طرابلس وغرب البلاد مؤخراً بشأن اقترابه من #نظام_القذافي المنهار العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت قيادات التيار الإسلامي تسعى لاستثمار هذه الورقة التي طالما احتفظوا بها في مسارهم الساعي للوصول إلى حكم البلاد .
وكان “خالد الشريف” عضو #الجماعة_الإسلامية المقاتلة والمشرف الحالي على سجن الهضبة الذي يحتضن أهم قيادات النظام السابق أعلن الثلاثاء الماضي عن الإفراج عن 14 موقوفا من المحسوبين على نظام #القذافي كان من بينهم شخصيات أمنية متورطة فيما عرف بأحداث سجن أبوسليم عام 1996م بطرابلس .
ومنذ منتصف العام الماضي كشفت قيادات محسوبة على نظام لقذافي عن وجود اتصالات مع قادة الجماعات الإسلامية بطرابلس، فقد أعلن فرج احتيوش وزير الصحة السابق والمسؤول البارز في النظام السابق الموجود بمصر عن لقاءات احتضنتها الدوحة بين قيادات في نظام القذافي وقيادات إسلامية من الجماعة المقاتلة و #الإخوان_المسلمين لمناقشة “أوضاع المساجين” المحسوبين على النظام السابق.
اللقاء الذي لم يكشف “احتيوش”، عبر تصريحات صحافية، عن محتواه تلاه بشكل مفاجئ إعلان سجن الهضبة في ذات الشهر عن إطلاق سراح ثمانية من مسؤولي النظام من أبرزهم “محمد الزوي “آخر رئيس للبرلمان في عهد القذافي ، وآخر محافظ للبنك المركزي “عبد المجيد الزليطني”.
المساعي التي لم تتحدث عنها قيادات الإسلاميين في ليبيا، كشفت عنها مصادر صحافية في تونس خلال نوفمبر من العام الماضي بالقول إن زعيم حزب النهضة #راشد_الغنوشي يقود مساعي “لإطلاق سراح معتقلين من نظام العقيد الراحل #معمّر_القذافي في السجون الليبية” ودونما التصريح عن هذه المساعي أشارت إلى أن الغنوشي يسعى “لإقناع أطراف ليبية برأب الصدع والتقريب بين مختلف وجهات النظر في وقت تمر به #ليبيا عموماً، والعاصمة طرابلس خصوصاً بتصاعد لأعمال العنف، وتغييرات في موازين القوى” وتابعت نقلا عن مقربين من الغنوشي “موضوع التحاور مع مسؤولي القذافي لم يعد سريا وأن محاولات كثيرة في أكثر من عاصمة عربية جرت”.
ولم تخفِ قيادات الإسلاميين في ليبيا مساعي الغنوشي، حيث أعلن المكتب الإعلامي لحزب #العدالة_والبناء في طرابلس عن لقاءات جمعت رئيسه محمد صوان والعضو البارز بالجماعة نزار كعوان بالغنوشي في تونس، واللافت في إجراءات الإفراج عن سجناء أنها نفذت بحسب قرارات النائب العام بطرابلس رغم أنها جاءت بحق شخصيات سبق أن حكمت محاكم طرابلس عليها بأحكام بالسجن والتغريم المالي وغيرها، من دون الإشارة لإلغاء هذه الأحكام من قبل المحكمة أو الاستئناف عليها .
وفيما بدا أنها إفراجات بحق شخصيات بارزة إلا أن اختيارها يبدو أنه جاء بعناية كاملة، فأبرز المفرج عنهم شخصيات مؤثرة سياسيا وقبليا كالمنحدرة من قبائل #القذاذفة ووفلة أو شخصيات عادية لكسب مزيد من التأييد في أوساط مؤيدي النظام السابق، لكنها في ذات الوقت لا تزال تحتفظ ضمن سجن الهضبة بالشخصيات التي يبدو أنها تشكل الكلمة الفصل كــ”عبد الله السنوسي” و”أبوزيد دوردة”، وهما مسؤولان بأجهزة مخابرات القذافي، أو “البغدادي المحمودي” آخر رئيس وزراء.
وربما تعكس الحالة السياسية الخانقة التي تعشيها الجماعات الإسلامية في ليبيا جزءا من مساعيها الحالية لفتح مسارات جديدة لإنقاذ أوضاعها، لاسيما من خلال مؤيدي النظام السابق .
فقد خسرت الجماعات الإسلامية في #ليبيا نتائج #الانتخابات_البرلمانية منتصف عام 2014م كما فشلت عملياتها العسكرية “فجر ليبيا” و”الشروق” في تحقيق أي مكاسب على الأرض، بالإضافة للانقسام الخطير الذي تعانيه طرابلس بعد رفض ميليشيات طرابلس وجود مجموعات مسلحة منحدرة من مصراته تحظى بتأييد الجماعات الإسلامية وأعلنت الحرب عليها خلال الشهر الجاري قبل أن تتمكن من إخراجها من طرابلس بينما حاولت أحد هذه الكتائب اقتحام مقر سجن الهضبة .
وفي مؤشر جديد لرفض هذه الجماعات الإسلامية طالب آمر كتيبة التدخل السريع (غنيوة الككلي) عبر مراسلة وجهها إلى مساجد ومكاتب الأوقاف بمنطقة أبوسليم وسط طرابلس “محاربة افكار الجماعات المنحرفة ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين” ما يعكس حالة الاختناق السياسي والعسكري الذي تعيشه هذه الجماعات إذا ما أضيف إليها مجاهرة مظاهرات شعبية خرجت بميادين طرابلس خلال أحد جمع الشهر الجاري ترحب بدخول #قوات_الجيش وتهتف باسم “حفتر” القائد العام للجيش الخصم اللدود لتيار الإسلام السياسي في البلاد.
العربية نت