*صديقي الحلمنتيشي- عبد الرفيع- دعاني إلى سنار..
*والمناسبة بدء فعاليات مهرجان سنار عاصمة للثقافة الإسلامية..
*فهو زميل صحفي إلى جانب كونه أحد (أعيان الصعيد)..
*ثم إنه ليس بالشخص الذي يُرد له طلب بحكم ما بيننا من ود وصداقة واحترام..
*وقبل الخوض في موضوع الدعوة نعود قليلاً إلى الوراء..
*إلى زمانٍ كنت منتسباً فيه إلى (الرأي العام) ومعي-أو أنا معه- الدكتور الشوش..
*فهو كان قدم من الاغتراب لتوِّه وصعُب عليه (الحال)..
*حالنا نحن، والبلد، والناس، والمعيشة، وصحفنا التي ليست مثل (مجلته الخليجية)..
*فكان- من ثم- يتوق إلى (كدَّة) مع المؤلفة قلوبهم..
*والمفردة بين القوسين أعلاه هي من بنات (أحزانه) وليست من عندي..
*أما تصوُّره للكدَّة نفسها فمن بنات (أسفاره)..
*فمن كثرة أسفاره واغترابه و(راحاته) لم يكن يريد سوى وظيفة سفير..
*ومن شدة حرصه على الكدّة ترجاني أن أساعده..
*أن أكتب (كلمتين حلوتين) أناشد فيهما الحكومة بتحقيق أمنيته..
*ونظير ذلك وعدني بمنصب (ملحق إعلامي) معه..
*وكنت أسأله عن وعده- مداعباً- صباح كل يوم فيبشرني بكلمة (أبشر)..
*فصارت مفردة (أبشِر) ملازمة لمفردة (كدَّة)..
*ومن غرائب الصدف أن الحكومة تفاعلت مع أشواقه وتفضلت عليه بـ(كِديدة)..
*نعم كِديدة-لا كدَّة- تمثلت في وظيفة ملحق إعلامي..
*يعني تفضلت عليه بالمنصب الذي كان يُفترض أن يتفضل عليّ هو به..
*فلم يبْقَ أمامي سوى منصب ذي (غرفة صغيرة)..
*منصب بواب (السفارة في العمارة) بما أن بقية الوظائف كلها (مكدودة)..
*(أها)، مثل هذه الغرفة ما كنت لأجدها في سنار..
*فقد اشترطت على صاحب الدعوة عبد الرفيع مصطفى أن أحظى بغرفة لوحدي..
*وذاك قرار اتخذته منذ رحلة سابقة لسنار ذاتها..
*وكانت استجابة لدعوة خاصة بمصنع السكر لا أذكر مناسبتها الآن..
*ولكني أذكر جيداً ما كان يبدر من شريكي في الغرفة ليلاً..
*ورغم أنها شراكة لليلة واحدة- من بعد استئذان- إلا أنها كانت (تكفي وزيادة)..
*فهو كان مصاباً بعادة-لا مرض- الكلام أثناء النوم..
*وعند الفجر كنت أعرف عن حياته كل شيء، منذ بدايتها وحتى نهايتها بـ(الزواج)..
*والأسوأ من ذلكم، ساهرت منذ بداية الليل وحتى نهايته..
*نعود إلى موضوع الدعوة وأقول إنني حمدت الله على عدم تلبيتها..
*فقد كانت الغرف (أندر من لبن العصفور)..
*أو- كيلا يغضب مني صاحب الدعوة- كانت الغرف (قليلة) والوفود (كثيرة)..
*أما سبب عدم تلبيتي الدعوة فمفردة ذكَّرتني بـ(أخت) لها..
*مفردة……….. (أبشِر !!!).