أدخل تشخيص خاطئ من مستشفى خاص بمكة المكرمة أسرةَ مواطنة على وشك الولادة في حالة رعب وفاجعة، وصفوها بالمؤلمة والقاتلة، بعد إخبارهم بإصابة المواطنة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) قبل ولادتها بساعات. ولم يقف المستشفى قعند هذا الحد، بل أتبع تشخيصه الخاطئ بأن أمر الأسرة بالخروج فورًا من المستشفى، والبحث عن مستشفى حكومي، وكانت المواطنة بملابس المستشفى دون ممرضة وطبيبة متجاهلين الإجراءات النظامية المتَّبعة في مثل هذه الحالات.
وقال المواطن (ع.م) لـ”سبق”: زوجتي أحست بالولادة؛ وتوجهت إلى مستشفى خاص بمكة المكرمة، وكانت في شهرها الأخير، وهي تعاني آلام الولادة، وتم دفع تكاليف الكشف والإجراءات اللازمة بعد الإقرار لإجراء عملية ولادة.
أضاف: وعلى الفور أجرى المستشفى جميع التحاليل، وبعد إدخال زوجتي غرفة العمليات خرجت الدكتورة وموظف التخدير وأخبراني بأنهما لن يجريا العملية؛ لأن نتائج التحاليل أكدت إصابة زوجتي بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) بحسب تقريرهم، ورفضا إطلاعي على التقرير المخبري الذي وردهما من المختبر. وكان وقع ذلك الخبر عليّ وعلى زوجتي كالصاعقة. وقد طلبوا منا مغادرة المستشفى على الفور.
وأشار الزوج إلى أن الأمر لم يقف عن هذا الحد، بل إنهم طلبوا مني التوجه إلى مستشفى حكومي، وتم إخراج زوجتي بلباس غرفة العمليات، وقاموا بإدخالها مركبتهم، وتم نقلنا إلى مستشفى الولادة والأطفال بدون ممرضة أو مسعف، مع أن الحالة كانت حرجة للغاية. وقد تم استقبالنا في مستشفى الولادة والأطفال بمكة المكرمة، وأخبرناهم بما حدث لنا في المستشفى الخاص.
وأردف: تعاملوا مع الموقف على وجه السرعة لإجراء عملية قيصرية لإنقاذ حياة زوجتي والجنين، ثم قاموا بإجراء التحاليل على الفور، وعمل مزرعة دم للتأكد من هذا الخبر المؤلم لي ولزوجتي، وبعد خمسة أيام من الحالة النفسية السيئة، نترقب ما هو المصير المنتظر، وبفضل من الله طلعت نتائج التحاليل بأن زوجتي – ولله الحمد – والجنين سالمان من فيروس نقص المناعة (الإيدز). وبعد ذلك استطعنا مغادرة المستشفى، ورزقنا الله بمولود، ولكن كان المستشفى الخاص سببًا في قتل فرحتنا بمولودنا الجديد. وبهذا أقدِّم الشكر لإدارة مستشفى الولادة والأطفال والكادر الطبي المعالج على اهتمامهم ورعايتهم وما قدموه لنا خلال إقامة زوجتي لديهم خلال الأيام الخمسة الماضية.
وطالب الزوج بإيقاع أشد العقوبات على المستشفى الخاص، ومحاسبة من تسبب لهم بحالة نفسية ورعب بعد اتهام زوجته بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، والتعويض النفسي والمعنوي؛ حتى لا يتكرر ذلك مع آخرين.
ومن جانبه، قال متحدث الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة حمد العتيبي: استلمت شكوى المواطن المذكور بخصوص ما تعرضت له زوجته، وعلى الفور وجه المدير العام للشؤون الصحية بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة، وتم طلب ملف المواطنة الطبي والتقارير الطبية الصادرة من المستشفى الخاص.
وتابع: نشدد على أن الجهات المختصة باشرت التحقيق في شكوى المواطن، الذي اتهم المستشفى الخاص بإخراج تقرير مخبري خاطئ بإصابة زوجته بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
ولفت إلى أن الإدارات المختصة بصحة مكة المكرمة تحفظت على ملف زوجة المشتكي، وتم إجراء التحقيقات اللازمة مع المسؤولين بالمستشفى؛ وذلك تمهيدًا لعرضها على اللجنة ذات العلاقة، والتحقيق مع الفريق الطبي المعالج لإكمال الإجراءات الإدارية والفنية من قِبل الجهات الرسمية، وإعداد تقرير مفصَّل بذلك.
يُذكر أن هذه الواقعة تعيد إلى الأذهان، فصول مأساة الطفلة ريهام حكمي، التي وجدت نفسها فجأة تحت دائرة الأضواء بسبب خطأ طبي، جعلها تحمل في جسدها دمًا ملوثًا بفايروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز” دون ذنب.
صحيفة سبق