في مقام سابق وقفت تحت عنوان (الانترنيت والجريمة)وقلت ان سبب اهتمامي بالموضوع انني قدمت ورقة بعنوان اثر مواقع التواصل الاجتماعي على الشباب المسلم السودان نموذجاً وذكرت فبها: وإذا رجعنا إلى تصريح جو كالفينو قائد فريق البحث بالدراسة نجده يقول إن هناك فوضى في استخدام عالم الانترنت والبرامج التلفزيونية بالنسبة لكثير من صغار السن وتقلل من إدراكهم لمدى خطورة الاستهلاك الزائد للمخدرات والسجائر مما يجعلهم أكثر عرضة لمشاكل الجهاز التنفسي ويزيد من معدل الإدمان لديهم.
وكتبت كثيراً عن خطورة الانترنت وعن مهمة أولياء الامور وانه لا بد من وضع رقابة على المواقع الاباحية والمواقع التي تروج للافكار الهدمة والارهاب وكنت اعلم ان امكانات الدولة ضعيفة نسبة لتطور نظام ما يعرف بالكاسر الذي يسمح بفتح المواقع المحجوبة… وكتبت عن مواقع التواصل الاجتماعي الذي روج لها البعض بانها كان لها الاثر الواضح في ثورات الربيع العربي… وحتى كتاباتي في احد هذه المواقع كنت أهداف الى توعية البعض وكنت كما قيل مكره اخاك لا بطل!
وقلت لذلك فاني أظن أن هذا النوع من الجرائم سيستمر ويطغى على ساحة الإجرام بشكل كبير وسيتطور مع مرور الوقت إلى ما هو اخطر واعقد، لذلك فان وجود استراتيجيه فعاله لدى الدول تحارب هذه الجرائم الوسيلة الأضمن لتقليلها ومحاولة التحكم بها ولا ننسى دور الإفراد في محاربتها عن طريقه توعيتهم بايجابيات وسلبيات استخدام شبكه الانترنت وحث الشركات المتخصصة على إنتاج البرامج التي تحمي البرامج وتحمي المتصفح.
واخيراً اذكر بعض التوصيات التي جاءت في ورقتي التي ذكرتها: ايجاد بدائل إسلامية للمواقع الحالية تكون بطريقة جاذبة للشباب.
مراقبة الأسرة للأبناء وعدم تركهم يتجولون في كل المواقع.
دراسة أسباب تفشي ظاهرة التعامل مع المواقع الاجتماعية للتوصل إلى كيفية العلاج.
عدت الى نهاية العام السابق كمقدمة للكتابة عن الواتساب وقد هز الثقة في النفوس نتيجة للاستعمال السيئ… فنجد البعض يستخدمون ايات قرآنية محرفة والبعض يستدل باحاديث ضعيفة وموضوعة… ثم صار الواتساب مصدراً لاشاعات ضارة بسمعة الافراد فلا ندري ما الفائدة من تناقل خبر وفاة فلان او استقالة علان وهل يعلم هؤلاء ما خطورة هذه الاشاعات؟ وحديث عن تشكيل الوزارة وان الوزير الفلاني قد استبعد.
ثم اعلانات عن وظائف تهدر وقت من يقدم لها… وتتناقل مواقع التواصل فقدان اسرة لطفل طالبة مساعدة الاسرة المكلومة ونكتشف بعد فترة ان الصورة لطفل يمني ولا علاقة لها بالسودان… وحديث عن وزير قدم هدية عبارة عن موبايل مرصع بالجواهر لفنانة سودانية… ثم حديث عن رجل دين احتفل باغنية (عقد الولي) فنجد الاغنية مدحة ولكن الايقاع فقط يشبه ايقاع الاغنية. وحديث عن العلاقات السودانية المصرية.
ان الاستعمال الخاطئ للواتساب افقدنا الثقة في ما يحمله من اخبار وهذا امر خطير خطير يجب الانتباه اليه.
والله من وراء القصد
مقام ومقال – د عبداللطيف محمد سعيد
صحيفة الجريدة