الإجهاز على الجهاز!!

*بعض اللاعبين تسبق أفعالهم عقولهم..

*بمعنى أنهم يلعبون أولاً، ثم يفكرون، ثم يندمون..

*ومن أراد نماذج (محلية) فلينظر إلى لعب ضفر ونمر والشغيل..

*فهم- وأمثالهم – تحرك أجسادهم العاطفة قبل العقل..

*وحين تلحق العقول بالأجساد- أخيراً- تكون العاطفة قد فعلت فعلها..

*ثم يقع الندم على تصرف أرعن في لحظة من غياب العقل..

*وكذلك في مجال السياسة ينطبق علينا الشيء ذاته؛ حاكمين ومحكومين ومعارضين..

*فالحاكمون (اندفعوا)- قديماً- في سكة التهور..

*عادوا أمريكا، واستعدوا العالم، وأعدموا مجدي، و(قدسوا) حرب الجنوب..

*ثم ندموا على ذلكم كله بعد وقوع (الضرر)..

*وبعد أن لحق العقل بالعاطفة- أخيراً- عقب هرولة طويلة خلفه..

*وبعد أن صار الفساد نفسه لا يستحق فاعله الإعدام دعك من حيازة عملة..

*والمعارضون سبقت عواطفهم عقولهم ففرَّطوا في الحكم..

*ثم سبقتها مرة أخرى فأفرطوا في العداوة..

*ثم سبقتها تارة ثالثة فأفرطوا في استرضاء (الخصم) وأعينهم على (كيكته)..

*وإلى الآن تهرول عقولهم وراء قلوبهم للحاق بها..

*والمحكومون اندفعوا بعواطفهم-لا عقولهم- تظاهراً ضد الديمقراطية (المسالمة)..

*ثم اندفعوا بها- ثانيةً- تأييداً لانقلاب نظام الإنقاذ..

*وحين لحقت عقولهم بقلوبهم- وأرادوا التظاهر ضده- وجدوا أنه (ذا أنياب)..

*وصبروا- مكرهين- على الفقر والتمكين والفساد..

*والآن يتكرر الخطأ (العاطفي) ذاته تجاه جهاز الأمن..

*فمن قبل-عقب ثورة أبريل- صرخت (قلوب) الجميع مطالبة بحل الأمن..

*مطالبة بضرورة (الإجهاز على الجهاز)..

*ثم ندم الجميع على ذلك (الحل) بما فيهم الصادق المهدي..

*فالبلاد صارت مثل أبي (القدح) الذي استغنى عن (قدحه) الذي يحميه..

*فتكالب أعداء الداخل- والخارج-على (قلب) الوطن..

*فجهاز أمن مايو اكتسب خبرة كان يمكن أن يفيد بها البلد تحت مسمى أي نظام..

*فقط المطلوب كان بعض (تنقيح وتدقيق وتنظيف)..

*والآن جهاز أمن الإنقاذ اكتسب خبرة تراكمية ليست موجهة كلها ضد المعارضين..

*كما اكتسب- أيضاً- (تعقلاً) كبيراً على حساب (العاطفة)..

*فهو ما عاد يلجأ – إلا نادراً- إلى أساليب قوش ومن قبله من مديريه السابقين..

*ومن ثم فإن (أساسه) ينفع لمرحلة ما بعد الإنقاذ..

*ينفع أن يُبنى عليه (تعزيزاً)، لا الحكم عليه بالإعدام (تعزيراً)..

*ولكن حديثي هذا لا (ينفع) مع الذين تسبق قلوبهم عقولهم..

*تماماً مثلما لم (ينفع)- من قبل- كلامي عن أصل حضارتنا النوبية الفرعونية..

*فقد كانت خيول العاطفة الجامحة هي التي تهرول نحوي..

*ومن ورائها تكابد العقول رهق (السباق)..

*والآن أحاول أنا (اللحاق بها !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version