* بعد تفكير وتدبر يدرك الناس أنه لا ملجأ لهم إلاّ لله وانتظار فرجه؛ إزاء حالهم مع حكومة فاسدة تفلح في مراقبة كل ما يهددها بالزوال؛ وتعجز تماماً عن مراقبة الأسواق وتصاعد
الأسعار..! ثم.. الملجأ للناس هو (الثورة) على لصوص السلطة؛ فعسى أن يستقيم الحال..!
* قادة السلطة لا يدخلون الأسواق.. ولا يعلمون بالذي زاد سعره إلى الضعف أو ما الذي يزيد كل أسبوع؛ بالتالي لن يحس أحدهم باكتواء المواطن يومياً بالأسعار التي أحالت حياته إلى جحيم..!
* يبدو مشهد النظام السوداني (سَفه في سَفه) من واقع الغلاء المُسبب؛ ومن فشل سياساته العامة في تحقيق ما يرضي طموحات الرعية بالحد الأدنى؛ وعدم القدرة على ضبط الجشع؛ أو في الحقيقة ترك الجشع (بحرية) عن قصد؛ ولا عجب في ذلك؛ فالحكومة بمثابة عمدة ل(سوق الجشع)..! إن وراء كل سلعة يرتفع سعرها بين ليلة وضحاها تتبيّن هرولة (السفه) الرسمي
على طول وعرض بلادنا المحكومة بالسفهاء (غير المسؤولين)؛ الذين يستهلكون الموارد بإسراف نظير أشياء ليس من بينها دعائم للمواطن الباحث عن توفير الخدمات؛ والمراقِب بصبر وغضب لتحليق الأسعار بارتفاعات جنونية..!
( ۲)
* إذا كنت عضواً خاملاً في حزب السلطة، أو منتمياً إلى برلمانها، وتعرف أنك ستموت بلا إشراقة تميِّزك؛ إذا كنت كذلك فيحق لك أن تظهر تحت ضغط حمى (العجز) أو ما يمكن تسميته استحالة القدرة على الابتكار وصنع الخير؛ ففي ظهورك بأيّة صيغة أيها الإنقاذي تنال التعويض النفسي الذي يملأ تجاويفك.. فتغدو وكأنك ستبلغ الجبال طولاً..!
* ما تفعله جماعة الحزب الحاكم في السودان هو بالضبط ملء تجاويف (لزوم الفرعنة) والظهور بسِماتٍ ليست فيهم؛ هي في أصلها إدعاء فج.. قوم لفوا وداروا في كل قبيح فحققوه؛ ثم صعبت عليهم جميع الأشياء الطيبة؛ فتهيّأت أنفسهم للشهرة عن طريق الخبث..!
* أي عضو من الحزب الحاكم باحث عن الشهرة ما عليه إلاّ أن يتحين الفرص ليصرح بشيء ما (غريب وعجيب) ليحذو حذو من سبقوه في عالم (الصِيَاعة) السياسية التي احترفوها؛ودمغت هذا العهد دون غيره من العهود..!
( ۳)
شعارنا العالي بيرفع
والعالم كلو بيسمع
فلنأكل مما نزرع
ولنلبس مما نصنع
ل(جنّة) نضيرة نحوِّل
الأرض البور البلقع
وبالطاقة القصوى الكامنة
حا تلِف مكنات المصنع
* هذا هو نشيد (الإنقاذ) أو سلطة المنافقين الراهنة.. أي النشيد الممل خلال حقبة التسعينيات وما بعدها بقليل.. وقد حولت هذه السلطة جنة الوطن إلى بور ومعاناة..!
* لو استمع أحد القادمين »من المقابر « إلى هذا النشيد؛ سيعتقد أن ذلك المغني المتهافت لانقلاب الإنقاذ العسكري تحققت أحلامه..! وبعد لفٍّ طويل في الشوارع سيكتشف زول المقابر أن عصابة ما تسمى (ثورة الإنقاذ) دمرت المشاريع والإنسان والقيم؛ وأوقفت الماكينات التي تغزل وشاحات عزتنا، وما تزال في مربع (الزبادي) و(الهوت دوغ) ودعاية العدس (المستورد)..!
أعوذ باﻟﻠﻪ
أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة