(1) > لاحظت ان الاعلام السوداني ظل دائماً يمنح مصر الصدارة في الاهتمام والتغطية، حتى والازمة مشتعلة بين جنوب الوادي وشماله، يمنحونهم من التقدير الكثير ــ ربما يفعلون ذلك من باب المحبة لمصر ومن منطلق التجله لها ولما كانت تشغله مصر في العالم العربي وفي العالم عموماً قبل أن تتدحرج مصر وتتراجع وتأتي اسفل القائمة.
> مصر لم تعد بتلك الريادة التى يعاملها بها السودان، فقد فقدت مصر مكانتها حتى عند اهلها.
> مصر جمال عبد الناصر واحمد بهاء الدين ومصطفي امين وانيس منصور وفاتن حمامة، ليست هي مصر احمد موسى وتامر أمين والغيطي وسما المصري وشعبان عبد الرحيم.
(2)
> لا يعقل أن يتعامل الإعلام السوداني مع نجوم مصر وحتى من هم دون ذلك، بكل ذلك التفخيم والتبجيل الذي يصنعه لهم الإعلام المصري ويفرضه علينا.
> أخذنا من الإعلام المصري تلك الألقاب الكبيرة التى يصنعها لنجومهم على غرار كوكب الشرق وعميد الأدب العربي وسيدة الشاشة العربية وأمير القلوب وبرازيل مصر.
> لنا في ذلك مثل ما لهم، بل أعظم… عندنا عبقري الرواية العربية وفنان إفريقيا الأول وعبد الله الطيب (عراب اللغة العربية) والأمير صديق منزول وجكسا والبرنس.
> لماذا نتعامل معهم بتلك الألقاب المفخمة في الوقت الذي يتعامل فيه الاعلام المصري مع المبدعين السودانيين وعباقرة هذا الوطن بذلك التجاهل (المتعمد) و (الإسفاف) المقصود.
> حد أن يوصف أحد مقدمي برامج (الملاهي الليلية) في أحد (كابريهات) الفضائيات المصرية الاهرامات السودانية بمثلثات الجبنة.
> ربما ذلك الإعلامي لا يفهم إلّا بمعدته.
> محمد وردي بكل عبقريته في الكلمات والألحان والأداء مكث في مصر أكثر من (10) سنوات دون أن تستضيفه فضائية مصرية واحدة أو حتى إذاعة.
> لا يمكن أن يجهل الإعلام المصري (الهرم) محمد وردي وأغنياته رقصت عليها مصر كلها عندما تغنى بها محمد منير.
> ورقصت له حتى أهرامات الجيزة.
> لا يمكن أن يجهل المبدع السوداني .. وأم كلثوم غنت أفضل أغنياتها على الإطلاق (أغداً ألقاك) للشاعر الهادي آدم.
> ويمكن أن نذهب أبعد من ذلك ونقول إن معظم رؤساء مصر لنا فيهم (دم) من ناحية الأم.
> إعلامنا السوداني هنا يمكن أن يتعامل مع ممثل مصري (كومبارس) او حتى (دوبلير) بفخامة مبالغ فيها وإجلال كبير، كما فعل مع محمد الصاوي وضياء ميرغني، ونحن الذين خرج من بيننا عوض صديق وعبد الوهاب الجعفري والفاضل سعيد ومكي سنادة وحاكم سلمان والهادي الصديق.
(3)
> التاريخ أثبت أن الحضارة السودانية والحضارة النوبية تحديداً تسبق الحضارة الفرعونية.
> بل أن التاريخ اثبت ان الحضارة الفرعونية نفسها بدأت من هنا.
> وليس في ذلك عجب … النيل يمر اولاً من خلال هذه الاراضي ولا يدخل الاراضي المصرية إلّا بعد ان ينال منه الفتر والضعف، وحسبي ان الحضارة المصرية كذلك.
(4)
> فضائية في حجم ومكانة قناة النيل الأزرق في ظل هذا الاستخفاف المصري بالسودان، قدمت حلقة كاملة من برنامج (الحريف) عن محمد ابو تريكة (المحظور) حتى في بلده لتتحدث عن امير القلوب وزيدان العرب.
> القناة حدثتنا عن انجازات ابو تريكة وعن اهلي القرن، والفضائيات المصرية مع كثرتها تتعامل مع كل سوداني بلغة (البوابين) التى تطلقها على السودانيين عامة.
> تخيلوا ان مدحت شلبي الاعلامي المصري يقدم برنامجاً تتجاوز ساعات بثه في اليوم (6) ساعات تحدث عن كل الاندية العربية التى صعدت لمرحلة المجموعات في البطولة الافريقية للابطال.. وتحدث عن الأندية الافريقية كذلك، ولم يتوقف عند النتائج الكبيرة التى حققها الهلال والمريخ في البطولة.
> بل أنه استخف بالهلال وقال انه اقل اندية المستوى الثاني حسب تصنيف (الكاف) ، وهو يعلم ويعرف أن الهلال سبق له ان انتصر على الاهلي في معقل (الكلية الحربية) بالقاهرة بهدف ريتشارد جاستن.
> والهلال هو من جندل الأهلي في ام درمان بثلاثية شهيرة وهو يلعب بقيادة ابو تريكة والحضري وفلافيو وجيلبرتو وعماد متعب ووائل جمعة وشادي محمد.
> الهلال حقق هذه النتائج .. عندما كان الإعلام المصري يستخف ايضاً بالهلال.
(5)
> لذا نقول إن الإعلام السوداني وليس المصري هو (المدان) في هذه الأزمة، لأنه يتعامل بتفخيم زائد مع مصر التى لا يحترم إعلامها تاريخ هذا البلد وآثاره ومبدعيه وانسانه وهلاله ومريخه.
> انظروا كيف دحرج الاعلام الخليجي والعربي عموماً (مصر) ، التى اصبحت تنظم مباريات (السوبر) في الامارات بحثاً عن (الصيت).
> كفانا (دهشةً) بالمصريين ..لأن ما تقدمه (سما المصري) والغيطي واحمد موسى لا يدعو للدهشة.
(6)
> هذا العمود لا علاقة له بما سوف ينشر غداً في نفس المساحة إن شاء الله.
محمد عبدالماجد
الانتباهة