أصبح هوس كل فتاة هذه الأيام أن تبقى بيضاء اللون بأي ثمن، دون معرفة للمخاطر والأمراض التي تنلقها هذه المستحضرات القاتلة التي يتم استعمالها دون استشارات طبيبة، وهذا ما جعل بعضهن يتضرر منها بصورة كبيرة، لأنها تعمل على تشوُّهات خلقية، مثل: البرص وبقع داكنة على الجسم يصعب علاجها، وأن هذه المستحضرات تدخل السودان بطرق غير شرعية عن طريق التهريب، ومن ثم يتم توزيعها على التجار الذين غزوا بها الأسواق والبوتيكات المختلفة، وهذه الكريمات قد أطلق عليها التجار مسميات على حسب الحالة الاجتماعية التي تعيشها الفتاة في المجتمع، ولا ننسى أن محلات التجميل التي يديرها أهل الاختصاص، أيضاً، لهم دور كبير في عملية تفتيح لون بشرة الفتيات عن طريق حقن “الحقن” التي تقوم بتبييض الجسم، وهذه الحقن يتم طعنها دون استشارات طبية، وتكون على ثلاث مراحل مختلفة، ومن ثم تصبح الفتاة بيضاء اللون، رغم أن سعرها غالي الثمن لا يزال الطلب عليها متزايد من قبل الفتيات.
آخرها منتجات أمريكية
ونجد أن مواقع التواصل الاجتماعي خاصة “الفيس بوك” لعبت دوراً كبيراً في ترويج المنتجات الأمريكية، تعمل على التسمين على حسب المواضع التي تريد الفتاة زيادتها أو تسمينها، وهنالك أنواع من المساحيق والصوابين الكيمائية التي تعتبر آخر صيحات كريمات التفتيح المنتشرة هذه الأيام في الأسواق التي تجد القبول من عدد كبير من شريحة الفتيات بصورة ملفتة، منها كريم “دودي” و”كرتون” وأكثرهم في السوق كريم “الدعم السريع” الذي أصبح يشكل هاجساً مزعجاً في مجتمع الفتيات، لأن الكل أصبح يبحث عنه في الأسواق رغم سعره غالي الثمن لا يزال الطلب عليه كثير، لأنه يعتبر من أخطر الكريمات حالياً في السوق، مما أطلق عليه اسم “الدعم السريع”، وهذا المستحضر يقوم بتفتيح البشرة خلال أسبوع فقط، مع خلطه مع أي نوع من أنواع الكريمات الأخرى، وهذا الاسم أطلقه بعض تجار الكريمات، ومن ثم تناولته الفتيات المهووسات بتبييض بشرتهن حتى أصبح منتشراً بهذا المسمى الذي تم أخذه من قوات الدعم السريع المعروفة لدى الحكومة.
هوس الرجل بالبشرة البيضاء
سؤال يطرح نفسه، هل كل شاب يحب أن تكون شريكة حياته بيضاء اللون- هذا مادفعنا أن نستطلع عينة من شريحة الفتيات في هذا الشأن، وكانت الإجابات شبه متابينة، لأن أغلب الفتيات أرجعنا السبب في تغيير لون بشرتهن إلى رغبة الرجل السوداني الذي أصبح مهووساً وراغباً للمرأة البيضاء، مما جعلهن يتجهن إلى استخدام تلك المنتجات المسمومة أو القاتلة، حتى ترضي ذوق من يحبها، وأرجعنا أن بعض من الرجال إذا رأى فتاة بيضاء ينظر إليها بطريقة تكون ملفتة للأنظار مما جعلهن يتجهن لهذا المرض القاتل.
من أجل سمرتي
أطلقت طالبات بجامعة “الخرطوم” كلية “الصيدلة” مؤخراً مبادرة طيبة كانت تحت شعار” بشرتي لونها ذهبي وأنا أريدها هكذا”، هذه المبادرة كانت جديرة بالاحترام، ووجدت قبولاً من الفتيات اللاتي حافظن على بشرتهن من الخطر الذي يلحقهن بسبب الكريمات، وكان الهدف من هذه المبادرة مخاطبة الفتيات اللاتي يستخدمن كريمات تبييض البشرة بكثافة دون معرفتهن لمخاطرها الصحية التي تلحق بهن، لأن كثرة الكريمات المختلفة تؤدي إلى دمار لون البشرة السمراء في السودان، وهذه المبادرة الشبابية وجدت تجواباً وقبولاً في نفوس الطالبات الموجودات في ساحة المناقشة، حيث ناقشوا الطالبات اللاتي أطلقن المبادرة عن خطورة هذه الكريمات ومخاطرها على صحة النساء بسبب استخدامها الدائم، ولا يمكن تجاهلها، ولكن يجب أن نسعى إلى إقناع آلاف الفتيات لتجنب هذه المركبات الخطيرة على صحة الجلد التي تتحول فيما بعد إلى سرطان قاتل.د
التيار