*من صُنفوا بأنهم أعداء المرأة كثرٌ من أصحاب القلم..
*سواء في مجال الصحافة أو الفكر أو القصة أو الفلسفة..
*ومنهم- على سبيل المثال- العقاد وتوفيق الحكيم وأنيس منصور..
*وفي مجال الفلسفة نيتشة وشوبنهور وكيركيجارد..
*ولكن عند دراسة حالة كل واحد من هؤلاء- بتجرد-نجد أنهم (أبرياء)..
*أبرياء من (تهمة) معاداة المرأة لمجرد أنها أنثى..
*ونستثني قلة على رأسها الفيلسوف شوبنهور جراء (عقدة) تسببت فيها أمه..
*فما من رجل (عاقل) يمكن أن يكون عدواً للمرأة..
*و(أبو) الفلسفة الوجودية- سورين كيركيجارد- لم يُرد أن يظلم خطيبته معه..
*فهو إما أن أكون (أب) الوجودية، أو (أب) أبنائه منها..
*فإن اختار الأبوة الثانية فسوف يظلمها، ويظلم أبناءه، ويظلم نفسه، ويظلم الفلسفة..
*فلما اختار (الأبوة) الأولى قيل إنه عدو المرأة..
*وعباس العقاد ظل وفياً لذكرى من كان يُفترض أن تكون زوجته فلم يتزوج..
*لم (يفعل) رغم إنها (فعلت) ما لم يكن يرغب فيه..
*فقد خيّرها بين أحضان (الزوجية) وأحضان (الممثلين) فاختارت الثانية..
*وأنيس منصور كانت زوجته الوحيدة زوجةً لرجل قبله..
*وحين مرضت- وظن أنها ستموت- كاد أن يموت هو هماً وغماً وحزناً..
*ومات- فعلياً- قبلها بسبب هذا الاعتلال النفسي؛ ربما..
*وتوفيق الحكيم يكفي أن نقول إنه لا يمكن أن يكره المرأة و(يحب الحمار)..
*فالأحكام الانطباعية-إذاً- هي سبب مثل هذه التهم..
*وهي أحكام مستمدة من كتابات يُنظر إلى (ظاهرها) ويُهمل (باطنها)..
*فأحمد رجب- مثلاً- كان ينتقد المرأة بغرض (الإصلاح)..
*كان يريد منها ترك (كثرة الكلام) كيلا يُصاب زوجها بمرض (قلة الكلام)..
*أو ما كان يسميه في كتاباته الساخرة (خرس الأزواج)..
*وفي المقابل قد نكتشف أن من يطلقون هذه الاتهامات هم أعداء المرأة الحقيقيون..
*ونعني دعاة التحرر الأنثوي دونما (ضوابط)..
*الذين (يشجعون) المرأة على كل الذي لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم وبناتهم..
*وما دعاني لهذه الكلمة أنني وجدت نفسي متهماً أيضاً..
*وجدت نفسي كذلك رغم الفارق المهول بيني وبين (المشهورين) أعلاه..
*أو هذا ما علمته من زميل (موتسب) بما أنني لا (واتساب) لي..
*فقد أخبرني الزميل عطاف أن هذه التهمة متداولة في أحد (قروبات) الصحافيين..
*فعجبت كيف أكون كذلك وأنا ضد ختان الإناث؟!..
*وضد (تسليع) المرأة- واستغلالها جسدياً- كما في (فلسفة) الإعلانات؟!..
*وضد تغييب (إرادة) الفتاة عند عقد زواجها؟!..
*أما إن كان المقصود أنني ضد (التحرر)- من قيود الأخلاق- فأنا كذلك..
*وأكتبوني عندكم (عدواً كبيراً!!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة