لماذا يقال أن مصر أم الدنيا ؟؟! لأن مصر حكمتها كل الحكومات علي مر التاريخ. الاتراك , المماليك , الالبان، النوبيين السودانيين، الرومان ,الاشوريين والفرنسيين , الانجليز , العرب , الاكراد الايوبيين , الفاطميين الشيعه والاخشيديين الافارقه, الالبانيين …الخ.
فمصر حوت كل هؤلاء الغزاء وكانت لهم أما وشعبها لهم عبيداً، فمصر لم تعرف الحرية في تاريخها الحديث ولا القديم الا في بضع سنوات من حكم محمد نجيب “من مواليد الخرطوم” “وامه سودانية” و انور السادات “وامه سودانية” اما عبدالناصر فكان أداة مأسونية لضرب المسلمين تحت مسمي القومية العربية، ومن خلفهم فهم اتباع مامورون يحكمون ولا يتحكمون واخرهم يهودي من أم يهودية مغربية .
أما السودان فكان عدداً من الممالك الحرة التي تحكم ذاتياً إبتداء من مروي ونبتة وكوش التي حكمت من السودان كل مصر وحتي فلسطين وكانت القدس ضمن حدودها *إنظر التوارة – العهد القديم، وعلي مر العصور كان شمال السودان وشرقه مستقلاً بدول (مروي – نوباتيا – كوش – وبلاد البجا) وكلها كانت مستقلة حتي الفتح الاسلامي لم يستطع دخولها عنوة وقد قال الصحابة بقيادة عبدالله بن ابي السرح (لم نجد يوماً اشد علينا من يوم دنقلة) وكان فرسان السودان يسمون رماة الحدق لشدة ودقة تصويبهم بالسهام في عيون أعدائهم، اما اواسط السودان ابتداء من جنوب الخرطوم، فكان ممالك أحدث تاريخاً (علوة – والمقرة – وسوبا – السلطنة الزرقاء) وكان الاخيرة حكمها ذاتياً لأكثر من خمسمائة عام، ثم دارفور وفيها ممالك (الفور – الداجو – التنجار – الكيرا – المساليت) والاخيرة كانوا الاكثر شراسة ومقاومة ضد الاستعمار الفرنسي من أن يدخل السودان من البوابة الغربية، حتي أن فرنسا استخدمت لاول مرة الطائرات الحربية للقتال جنوب الصحراء الكبري ضد فرسان المساليت ومع هذا لم تستطع احراز تقدم يذكر.
حتي عندما دخل المستعمر التركي للسودان عن طريق مصر كانت مصر خاضعة للحكم التركي ومملوكة له وجنودها عبيد ومرتزقة يأتمرون بامر السلطان في استانبول، فثار عليهم السودانيين بقيادة محمد احمد المهدي الذي يرجع له الفضل في تكوين لبنة الدولة السودانية الاولي فوحد تحت رايته اهل دارفور والشرق والشمال والوسط وجبال النوبة، وزحف نحو الخرطوم ليقتلعها عنوة في 25 يناير 1885م ويعلن السودان دولة مستقلة، في ذلك الزمان كانت مصر مازالت ترسخ تحت وطئت العبودية والاستعمار، وعندما استقل السودان وخرج اخر جندي انجليزي في 1 يناير 1956م مكثت مصر بعدها سبع أشهر قبل أن يخرج منها الجيش الانجليزي المستعمر.
وبعد هذا السرد التاريخي المختصر الا يستحق السودان الحر الابي أن يكون أباً للدنياً اذا كانت مصر أمها ؟
يدور في خلدي دائماً سؤال مهم متي حكمت مصر السودان حتي يكون ولاية تابعة لها ؟
اريد شيئاً حقيقياً ومؤكداً منذ الحضارة القديمة وحتي تاريخه ؟
السؤال موجه لكل مصري مخدوع بإعلامه وتاريخه المزيف فهل من مجيب ؟
د. ريماز محمد