السؤال
ما حكم الاحتفال بعيد الأم؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالأعياد في ديننا مرتبطة بعباداتنا، وهي ثلاثة لا رابع لها؛ عيد الفطر عقيب عبادة الصيام، وعيد الأضحى عقيب الوقوف بعرفة، وعيد الجمعة الذي يتكرر في كل أسبوع؛ فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب» وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن يوم الجمعة يوم عيد؛ فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده» .
وأما ما يسمَّى بعيد الأم فهو نبتة غريبة عن ديننا وحضارتنا؛ وقد جلب إلينا من بلاد غلب على أهلها عقوق أمهاتهم وإهمال شئونهن، وعليه فما ينبغي للمؤمن أن يحتفل بهذا العيد؛ لأنه من الأعياد المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولم تنبت في أرض الإسلام ولم يعرفها المسلمون في قرونهم المفضلة، وما لم يكن ديناً بالأمس فلن يكون ديناً اليوم، والمسلم مأمور ببر أمه في كل وقت وليس في يوم معيَّن في السنة ثم ينساها في بقية الأيام، ويكفينا أن الله تعالى قد قرن حق الوالدين بحقه في مواضع من القرآن كقوله تعالى {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا} وقوله {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} وقوله {أن اشكر لي ولوالديك} فلسنا بحاجة إلى مثل هذه الأحفال المصطنعة ولا الأعياد المبتدعة، والله الموفق والمستعان.
الشيخ د.عبد الحي يوسف
شبكة المشكاة