وقع عدد من المشاهير في فخّ نساءٍ استطعْنَ إثارة الجدل حولهم وجرهم إلى المحاكم لأسباب مختلفة، لكن يبقى القاسم المشترك بينهم هو طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين “الجنس اللطيف” والفنانين. إذ أنّ أغلب المدعيات قضائيّاً على المشاهير ارتبطن بعلاقة عاطفية معهم، لكنّ النهاية لم تكن سعيدة.
كما أن جرائم الاعتداء والتحرش كانت أسباباً رئيسيّةً لبعض حالات مقاضاة الفنانين من قبل النساء. وإذا كانت بعض المدعيات قد لجأْن للمحاكم من أجل استرداد حقوقهنّ، لكنّ أخريات قادتهنّ الرغبة في الانتقام بعد إنهاء العلاقة إلى مقاضاة الفنانين إمعاناً في الإضرار بهم، والتأثير سلباً على حياتهم الشخصية ومشوارهم الفني.
وعانَى المطرب الجزائري، الشاب مامي، من صديقته الفرنسية التي قادته للسجن عدّة مرّات في فرنسا بتهمة الاعتداء عليها، ومحاولة إجبارها على الإجهاض. بدأت القضيّة في صيف 2005، حين تعرف الشاب مامي على فتاة فرنسيّة تدعى، إيزابيل سيمون، وارتبط معها في علاقة أسفرت عن حمل رفض مامي الاعتراف به، والاستمرار في العلاقة مع إيزابيل بعد تمسُّكها بالاحتفاظ بالجنين. واتّهمت الضحيّة المُطرب باستعمال القوة لإجهاضها حين استدعاها إلى الجزائر، ونصب لها فخّاً لإسقاط الجنين بالقوة ودون موافقتها. وقدمت إيزابيل ما يثبت ادعاءاتها. فإضافة إلى الفحص الطبي، قدَّمت تسجيلات صوتية قامت بتسجيلها لمساعدي مامي، وهم يخبرونها بأنَّه تم التخلُّص من الجنين. وتمَّ سجن المطرب مامي بتهمة الاعتداء المتعمد والاحتجاز والتهديد وممارسة العنف. وحين أحس المدافعون عنه قضائياً، بخطورة التهم الموجه له، نصحوه بالاعتراف بأبويته للطفلة لتخفيف الحكم عليه، فاعترف مامي بأبوته لها، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات.
ولعلَّ أشهر قضايا “جرجرة” النساء للفنانين في المحاكم، قضيّة أحمد الفيشاوي وأحمد عز اللذين تتشابه قضيتهما من حيث الوقائع، وحتى الشهرة التي حظيت بها. وأيضاً، النهاية المتشابهة إلى حد ما لكلتا القضيتين. فأحمد الفيشاوي الذي رفض الاعتراف بالعلاقة الزوجيّة بهند الحناوي، وما نتج عنها، اضطر في النهاية وتحت تأثير حكم قضائي إلى الاعتراف بابنته. أمّا أحمد عز الذي شغلت قضيته الرأي العام العربي، فلا يزال يرفض الحديث عن قضيته التي خسرها في جميع مراحل الدعوى القضائية التي رفعتها ضده الممثّلة زينة والتي انتهت بحكم قضائي نافذ يثبت بنوة طفلي زينة لأحمد عز.
وشكَّلت قضايا النفقة، جانباً مُهمِّاً من قضايا الزج بالفنانين في أتون رُدهات المحاكم. لعلَّ آخر ضحايا هذا النوع من القضايا، الممثّل الشهير، حسين فهمي، الذي لا يزال مُتابعاً بسبب القضيّة التي رفعتها ضدّه طليقته، لقاء سويدان، مطالبةً بنفقة قدرها خمسة ملايين جنيه. وكان حسين فهمي، أيضاً، مُتابعاً أمام محكمة الأسرة، بسبب قضية الخلع التي رفعتها زوجته السعودية، رنا القصيبي.
ويبدو أنّ نجم الأغنية المغربيّة، سعد المجرد، هو أكثر الفنانين العرب المتضرّرين من قضايا التحرُّش والاعتداء، إذ أنّه لا يزال سجيناً ومُتّهماً بتهم ثقيلة قد تقضي على مشواره الفني. اتّهمت فتاة فرنسية المجرد باغتصابها في فندق وسط باريس.
أما المطرب المعروف، الشاب خالد، فقد أثارت قضية رفعت ضده الكثير من الجدل، إذ اتّهمَتْه سيّدةٌ فرنسيّة بالتخلي عن ابنهما، وعدم الاعتراف به، وادّعت بأنها كانت تربطها والشاب خالد علاقة عاطفية أثمرت طفلاً، وطالبته بالاعتراف بابنه، وألزمته دفع نفقته.
لكنَّ خالد أنكر أبوته لهذا الطفل، وقال إنه غير ملزم بأي شيء تجاه تلك السيدة، واتهم بعض الجهات بتلفيق القضية للتأثير على شهرته. وشكلت هذه القضية مادة دسمة للصحافة الفرنسية، وكادت تسبب في طلاق الفنان لولا تدخل بعض الأصدقاء. وفي الأخير، نسبت محكمة فرنسية الطفل أنيس إلى خالد وألزمته النفقة. وتبقى المرأة ضحيّة ذكوريّة هؤلاء الفنانين وتسلطهم.
العربي الجديد