كاودا .. القلعة المُقدّسَة!!

تقع مدينة كاودا في ولاية جنوب كردفان، وتتبع إداريّاً إلى محليّة هيبان وتبعد مسافة 96 كم شرق العاصمة كادوقلي، ومسافة 65 كم غرب مدينة تلودي الحدوديّة، ومسافة 35 كم جنوب مدينة هيبان، وكذلك تبعد مسافة 150 كم شمال منطقتي جاوا وبحيرة الأبيض الحدوديّة. تُوجد بها أشجار المانجو والليمون والقشطة والدليب وشمالها باتجاه هيبان توجد غابة جميلة وسط الجبال بها شلالات كثيرة تُسمى غابة سرف الجاموس.
طبيعة خلاّبة
تتميّز طبيعة هذه المدينة بوجود شلال عند بوابة البرام في مدخلها الغربي، وتحيط به غابة سرف الجاموس، مما جعل منها مدينة سياحيّة اسماً وواقعاً، حيث أنّ اسمها مشتقٌ من كلمة كودي بالعاميّة التي تعني الشلال المتدفّق من الجبال، ترتفع مدينة كاودا عن سطح البحر ما بين 800 – 1000م، ممّا جعلها تتمتّع بجوٍ مُعتدلٍ طوال العام، وتتميّز بأنّها منطقة جبليّة ومحميّة طبيعيّة بسبب سلسلة جبال المورود التي تحيط بها من جميع الجهات.
أسرار مسمى كاودا
وتُشير (التيار) أنّ كاودا أو كودي تتكوّن من منطقتين رئيسيتين، حَسب القَبَائل التي تَسكنها فهُناك كودي العلوية وتسكُنها قبيلة الأطورو، وكودي السفليّة وتسكنها قبيلة تيرة، ويمكن العبور إلى كاودا من خلال مدخليها الشمالي عبر مدينة هيبان، والغربي عبر بوابة البرام، ومن أبرز القرى أو المناطق القريبة منها أم دوال، مفلوع، وانقارتو من جهة الشرق، وسرف الجاموس ومندي من الشمال، والبرام، وأم سردية والعتمور من الغرب، واللحيمر والتيس وتروجي من الجنوب الغربي. وأكبر قبائل مدينة كاودا قبيلة الأطورو وتعتبر المدينة الأساسية لقبيلة الأطورو، فالأطورو هي إحدى القبائل التي تسكن جبال النوبة في المنطقة الوسطى والشرقية منها، وتُعتبر الأطورو من أجمل المناطق الطبيعيّة في المدينة، وتتكوّن هذه القبيلة من خمس عائلات (خشوم) وهي: عائلة كرندي، كبرة، كجاما، تمكرا واللمبي، وتعيش هذه القبيلة مع قبائل أخرى في ذات المدينة، مثل: قبائل الهيبان، التيرة أو التيرا، الليري، الشواية واللمون. تحتل قبيلة الأطورو المركز الخامس من حيث الكثافة السكانيّة بعد قبائل النيمانج، الكواليب، الميري والمورو، وتعتنق هذه القبائل الديانة الإسلامية والمسيحية، ومن أبرز قيادات هذه القبيلة الملك ارنوكابي، والملك حسين نالو كودي، ومن أشهر اللاعبين الذين تعود أصولهم لهذه المدينة اللاعب عبده تيما، وبطل الماراثون جاكوب اندريا، وأمير موسى. قبيلة تيرا تسكن هذه القبيلة في منطقة التيرا بجبال النوبة وتتكوّن من أربع عائلات، وهي: عائلة كومو، أم دردو، كلكدا واجرون، وحكم هذه القبيلة العديد من الملوك، مثل: الملك كوديله، ورحمة لوشو، والملك كرديله، ومحمد رحمة لوشو، وللقبيلة رقصات خاصة بها، مثل: رقصة كاكودي، ونيقو، وكنارة، إلى جانب اشتهار القبيلة بممارسة رياضة المصارعة. يقال إنّ هذه القبيلة هي الوحيدة في جبال النوبة التي يمكن أن يكتب سكانها باللغتين العربيّة والإنجليزية.
طبوغرافيا المنطقة التضاريسية
ويقول المارشال أول البروفيسور بخيت سليمان كوكو بخيت أمين الإعلام والعلاقات العامة والثقافة بالحركة الشعبية أصحاب المصلحة الحقيقية في حديث لـ (التيار) بأن موقع كادواد طبوغرافيا المنطقة التضاريسية جبال حائطة بكل المنطقة بها مخرج واحد فقط من الناحية الشمالية.
ويرى أنها منطقة استراتيجية من الناحية العسكرية محمية طبيعية، كَمَا أنّها تمثل تحصينات عسكرية ومكانها يمثل أيضاً بُعداً استرايتجياً لقادة الحركة الشعبية، ويضيف كوكو بان كاودا تحوي كهوفا كثرا تستخدم كصدات من الهجمات الصاروخية وقصف الطائرات.
ويضيف بخيت أن طبيعة كاودا ساخرة وخلابة كأنها رسمت عبر ريشة فنان تشكيلي تكثر فيها الأشجار والحشائش والفواكه ويتسوق أهالي كاودا في التموين والاحتياجات الأخرى من سوق “سبتك” الذي يبعد (65) كيلو من سوق جمبكة بمحلية أبوكرشولا.
معسكر صغير في قمة جبال شاهقة
تعتبر مدينة كاودا عند المتمردين العاصمة المقدسة لهم، ورمزية النضال الذي قاده يوسف كُوه، وهي معسكر صغير في قمة جبال شاهقة اتخذته الحركة الشعبية عاصمة ومقراً استراتيجياً لها، فشكلت رمزية مُهمّة جداً للحركة الشعبية قطاع الشمال.
أصل الحكاية:
كاودا سيطر عليها المتمردون في تمرد 1983م، ولم تكن فيها قوات للجيش الحكومي منذ الاستعمار، وفي اتفاقية سلام جبال النوبة عام 2002م كَانت تُوجد بالمنطقة قوات السلام الدولية التي تُراقب الاتفاقية ومنطقة مُنظّمات الإغاثة، فاحترمت الخرطوم هذه الاتفاقية ولم يدخل كاودا أو يراقبها.
خطوات تكتيكية:
وفقاً للاتفاقية تم بناء سبعة مطارات بعدد 11 مدرج طيران من قبل هذه القوات بحجة هبوط طائرات المراقبة، وتم طبخ المؤامرات من داخل كاودا وفي اتفاقية 2005م أصبحت المنطقة على وضعها الحالي نسبةً لوجود اتفاقية على مناطق النوبة وبروتوكول خاص فأصبحت من ضمن مناطق الحركة الشعبية، وهذا يعني أن القوات الحكومية منذ تمرد توريت 1983م لم يدخل كاودا ولم يحاول لأنها لم تكن ذات أهمية حيث كان التركيز على دخول جوبا. بعد انفصال دولة الجنوب أصبحت كاودا منطقة حركة دائبة للمخابرات الأمريكية الغربية، فأضحت منطقة لوارد السلاح من كل بقاع العالم، وتعتبر كاودا معبراً رئيسياً لعمليات الإمداد العسكري بالأسلحة والذخيرة.
موقع حصين واستراتيجي
ويعود السبب لاختيار الشعبية لمنطقة كاودا وتمترسهم فيها لاعتقادهم أن القوات الحكومية لن تستطيع الوصول اليها بسبب موقعها الحصين بين الجبال والقرى الصغيرة المُتفرِّقة، والتي يعتبرها المتمردون خطوط دفاع اولى فيصعب مهاجمتها بالطيران، إضافةً الى توزع قوات التمرد حول الجبال وسفوحها.
ويبلغ تعداد المدنيين في كاودا حسب احصائيات تحصلت عليها (التيار) حوالى (60) ألف نسمة، كما تحاط المدينة بنحو 2000 لغم ومتفجر.
بحسب خبراء عسكريين، فإنّ خسارة قطاع الشمال والحركات المسلحة المحالفة له لمنطقة كادوا وسقوطها يعني أن الحرب قد شارفت على نهايتها وسقوط التمرد.


التيار

Exit mobile version