ميادة عبده :أنا مغرمة بلوني والاعتقاد أن القنوات الكبرى لا تقبل سمراوات غير صحيح

ميادة عبده اسم ذو مذاق.. ظفرت بصيت عالٍ بعد انضمامها إلى طاقم مقدمي نشرات الأخبار بفضائية الجزيرة القطرية. (التيار) جلست إليها بالدوحة القطرية وأدارت معها هذا الحوار.. فإلى التفاصيل:
أجرته بالدوحة: خالدة اللقاني
*حدثينا عن البدايات؟.
بدأت مسيرتي عام٢٠٠٠م، عبر الراديو، واستمر ذلك حتى عام٢٠٠٤، حيث تدرَّجت من تقديم وإعداد برامج الأطفال مروراً بالربط الإذاعي والدوبلاج والبرامج الخفيفة، وصولاً إلى نشرات الأخبار، وهنا كان الاستعداد للانتقال إلى الأخبار على التلفزيون، خاصة عقب إكمال الحصول على البكالوريوس في الإعلام، وجاء انتقالي عام٢٠٠٥م، عبر برنامج ثقافي منوَّع وبرنامج صباحي وبرامج منوَّعة، ومن المحطة المنشودة نشرات الأخبار والبرامج السياسية، كل هذه المحطات كانت في بلد المولد ليبيا عبر إذاعات وقنوات متعددة، وهناك أيضاً حصلت على درجة الماجستير في الإعلام، في العام ٢٠١٢م، انتقلت إلى العمل بمدينة الإنتاج الإعلامي في دبي مع قناة “الشروق” السودانية كمذيعة نشرات وبرامج لفترة محدودة قبل انتقال القناة للسودان، وبعدها انتقلت لقناة “الشرقية” العراقية أولاً من دبي، ثم للأستوديوهات الرئيسة في لندن، ثم تقديم الحصاد وبرامج سياسية.. كنت الفتاة الوحيدة التي تقدم الحصاد الرئيس من الأستوديو الرئيس في لندن برفقة ثلاثة شبان.
*متى التحقتِ بقناة الجزيرة؟.
‎في العام2014م، تلقيت عرض عمل من شبكة الجزيرة، وانتقلت للدوحة وتدرجت حتى أصبحت اضطلع حالياً بنشرة “المنتصف “التي هي بمثابة حصاد الظهيرة والنشرة التفاعلية “نشرتكم” التي تم اختياري لها من بين الزميلات، لأكون العنصر النسائي الوحيد برفقة زميلين هما: جلال شهدا وأيمن عزام، مع الاستمرار في تقديم نشرات أخرى في فترات مختلفة أيضاً.
*كوجه سوداني بقناة الجزيرة…ماهي الصعوبات التي واجهتك؟.
في الحقيقة لم تواجهني صعوبات ترتبط بكوني سودانية، فقد كان الظن أن هناك صعوبة في كسر الاعتقاد لدى القنوات الكبرى التي لا تقبل مذيعات سمراوات، وتحديداً من السودان، والواقع أنه عندما جاءني عرض العمل من الجزيرة تأكدت أنه لا وجود أساساً لذلك التصور الخاطئ، وأن المعايير المهنية التي تطبَّق على أي مذيعة هي الفيصل.
*ماهي معايير الاختيار في قناة تعد الأضخم عالمياً؟.
الجزيرة لديها آلية اختبار من خمس مراحل، تبدأ بمقابلة هاتفية مروراً بامتحان تحريري، وتجربتي أداء على الشاشة، ومن ثم اختبار المقابلة الشخصية مع لجنة خاصة عالية المستوى، ويجب اجتياز كل هذه المراحل بامتياز، ليتم القبول، كل ذلك قبل التجربة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
*جمال الشكل هل هو الشرط الأساسي في تعيين المذيعات بشكل عام؟.
بالتأكيد ليس السبب الأساسي، وكما ذكرت هناك شروط ومعايير مهنية، ولكن يجب أن لا ننسى أن المظهر عموماً من المواصفات العلمية للشاشة، وأقصد هنا أن يكمل الشكل المضمون من مهارات وقدرات، لا أن يطغى عليها.
*تجربة ليبيا هل كانت سبباً في تنقلك عبر القنوات الفضائية؟.
تجربتي الإعلامية في ليبيا كانت محطة من محطات مسيرتي، وتنقل الإعلامي أمر طبيعي، طالما هناك طموح مهني، وبالنسبة لي هذه التجربة سواءً في فترة الراديو أو التلفزيون أسست أيما تأسيس لميادة التي تطل اليوم عبر شاشة الجزيرة.
*ماذا عن تجربتك بقناة “الشرقية”؟.
“الشرقية” كانت نقلة نوعية مهمة أثرت خبراتي المكتسبة، ودائماً ما أشبهها بدورة إعلامية مكثفة ومركَّزة، كونها ارتبطت بالشأن العراقي الذي لا يخفى على أحد مدى تعقيد ملفاته بأحداثها وشخوصها والمتأثرين والمؤثرين فيها والمهتمين بها.
*الأسرة وموقفها من المجال الإعلامي؟.

الأسرة هي الداعم الأول في مسيرتي، ولولا إيمانهم بي ودعمهم هذا لصعب عليَّ تجاوز العديد من العقبات أو تحقيق الإنجازات، خاصة أنني كنت أدرس الشق العلمي قبل الجامعة، وحصلت على الترتيب الأول في معظم مراحل دراستي، رغم ذلك تقبل والداي رغبتي في دراسة الإعلام وامتهانه، وقدما كل الدعم، وكانت ولازالت أسرتي أكبر داعم من بعد الله سبحانه.
*نظرتك للإعلام السوداني؟.
الإعلام السوداني ميدان المثقفين، وهذا أمر مشرِّف أن يذكر الإعلامي السوداني رديفاً للثقافة، ولكن يبقى إشكالية أنه موغل في المحلية ولا يهتم بالقدر الكافي بالجمهور الخارجي على مستوى الوطن العربي، في وقت نعيش عصر الانترنت والفضاء الواحد، وهذا ما يجعله أقرب للانغلاق على نفسه في اهتماماته ورسائله والشكل الذي يقدم به.
*ألم يستهويك ارتداء الثوب السوداني والظهور به؟.
الثوب السوداني كأي زي تقليدي حول العالم له أنواع برامجية معيَّنة يلائمها الظهور به، أما الأخبار والبرامج السياسية، خاصة على قنوات عربية، لا منطق مهني في ارتدائه فيها مهما كان بلد هذا الزِّي، طالما يتسم بالطابع التراثي التقليدي الذي يشعرك أنك في مهرجان تراثي لا نشرة أخبار.
*من خلال عملك مذيعة هل فكرتي بتغيير لونك …كما هو حال أغلب المذيعات السمراوات؟.
لست ممن ينساق وراء هبات معينة، هذا من حيث المبدأ، ثم أنني مغرمة بلوني إن شئتي وآراه مميزاً لا معيباً حتى أغيَّره، ومن سينظر له وكأنه تشوُّه خَلقي أو يربطه بصفات إنسانية فهو من يجب أن يعالج تشوُّهه الخُلقي.
*هل فكرتي بالانتقال والعمل في السودان؟.
الإعلامي طموحه لا ينتهي، ولهذا يبحث دائماً على الإضافة التي ستحدثها أي خطوة في المجال، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف حياتية معيَّنة، وأنا الآن في مرحلة استقرار مهني يرضي طموحي الحالي، لذا لا أفكر في الانتقال.
*سياسي سوداني تمنيت الالتقاء به؟.
أن كنت تقصدين، مهنياً، ضيفاً، كل مسؤول أو سياسي يهم المتابع أن يحصل على معلومات منه أو عنه هو هدف حواري بالنسبة لي، أما على المستوى الشخصي لست ممن يطلق هكذا أمنيات ترتبط بأشخاص.
*يقال إنك لا تتحدثين لغتك الأم ..لاستنكارك لها.. ما رأيكِ؟.
بالطبع أتحدثها، ولكن بسبب تأثري بالبيئة التي نشأت فيها وبحكم الغربة طوال حياتي وكثرة التنقل والاحتكاك بجنسيات مختلفة قد يبدو أنها ليست مرضية للبعض الذي يقول ذلك.
*ماهي أهم العناصر التي تضمن للإعلامي المتميز البقاء لفترة طويلة في الفضائيات العربية؟.
في نظري الإطلاع الدائم ومتابعة الأحداث وخلفياتها وأبعادها، أهم عنصر لاستمرارية المذيع المتخصص في السياسة والقدرة على تطوير الذات مع كل تطور يحدث ويرتبط بالمهنة، وهذا يتطلب أيضاً مراجعة الأداء من فترة إلى أخرى، وأن لا يفقد الإعلامي صلته بالتعلم، مع قناعة أن كل يوم هناك شيء يتعلمه.
*كيف نحمي المجتمعات العربية من التكنولوجيا الإعلامية السالبة؟.
الأمر ليس سهلاً، ويرتبط بالرقابة الذاتية في عصر السوشال ميديا، ولكن يجب أن تكون هذه المنصات منبراً لترقية المحتوى، كما يجب أن يتم استيعاب هذه التكنولوجيا وتقنينها عبر وسائل الإعلام التقليدية بما يعطي شيء من الرقابة لما تعرضه.
*الفرق بين الإعلام العربي والإعلام الغربي من حيث الحرية؟.
في يومنا هذا الذي بات فيه الإعلام الغربي يعاني من بوادر قمع للحريات، اعتقد أن الأمر أصبح جلياً، ارتباطه بأصحاب السلطة لا المجتمعات، أن نظرنا للأمر من زاوية حرية الرأي والتعبير، ولكن بشكل عام الحرية المطلقة أمر سلبي أيضاً أن استخدمت الحرية للنيل من قيم مجتمعية فيختل معها الميزان بين الخطأ والصواب وبين الحق والباطل.
*موقف لم صَعُب التعامل معه ..وأنتِ في الاستوديو؟.
لا يجب أن يكون هناك موقف لا يستطيع الإعلامي التعامل معه، هناك دائماً طريقة أو مخرج، وإلا فقد أعلن فشله على الهواء، لذلك من شروط الإعلامي سرعة البديهة، فما أكثر المواقف التي يتعرض لها الإعلامي، ولكن هناك مواقف نتعامل معها على الهواء ويصعب التعامل مع تبعاتها النفسية عندما ينتهي البرنامج أو النشرة، وهذا بالتأكيد يزداد صعوبة لدى مذيع الأخبار والبرامج السياسية.
*ماهي نقطة ضعفك؟.
نقطة ضعفي الطفولة، فكل ما يمسها يشعرني بالانهزام والعجز أمام تعاظم اللا إنسانية.
*بماذا تحلم ميادة عبده؟.
الأحلام كثيرة مهنياً وشخصياً، ولكن أفضِّل إبقاءها بيني وبين نفسي حتى تتحقق.
*ماهي هواياتك؟.
المطالعة، أحب قراءة الكتب بشكلها الورقي والكتابة التي تجد براحها على مواقع التواصل والمدوَّنات.
*أين ترين نفسك الآن؟.
مذيعة في قناة الجزيرة.
*كلمة أخيرة؟.
تحياتي لكل قراء صحيفة (التيار) ولكل إعلامي يحترم مهنته ويجتهد من أجلها.

التيار

Exit mobile version