انتبهوا أيها السادة فى مصر وفى السودان هنالك جهات تخطط لزعزعة امنكم وتخريب اوطانكم

من وراء حملة الإساءة إلينا ولماذا كل هذا العداء ؟ كنت وإلى عهد قريب لا أرى بلدا أقرب إلينا من مصر
وكنت اعتز بهذا الجوار وأرى فى مصر الأمل والغد والحلم العربى الكبير ، وكنت ممن يرى حتمية اندماج وانصهار الشعبين فى بوتقة الوحدة لتنشا دولة وادى النيل العريقة وتتفجر الثروات وتزدهر الصناعات وتنمو العلاقات .
ومهما توترت العلاقات السياسية بين البلدين وتنافرت النخب الحاكمة ، تجد الحياة بين الشعبين السودانى والمصرى تسير على أحسن ما يكون بوعي وفهم وإدراك من الجانبين ، ويقول لك أي شخص يمشى على قارعة الطريق نحن أخوات ولم يجرؤ أحدا فى أي من البلدين أن يوجه رسالة مسيئة للطرف الآخر من خلال الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء .. ودون أن يعنف أو يوبخ أو يحاسب ، وتظل الشعوب حريصة على هذا التواصل والتفاعل رغما عن قطيعة النخب السياسية .
ولكن السؤال المحير ما الذى جد وما الذى نقل التجاذب والتشاكس بين الأنظمة الحاكمة إلى القاعدة الشعبية بين البلدين ، واوغر الصدور وملا وشحن النفوس حتى وصلنا إلى هذا الانحدار السحيق فى سلك العلاقات الإنسانية بين الشعبين ؟ لابد من وقفة تأمل وإعادة جرد حسابات قبل أن يأخذنا الموج العالى إلى أسوأ سيناريو فى علاقات البلدين ، لابد أن هنالك أمرا نجهله نحن جميعا كشعوب مستضعفة ومستهدفة يراد لنا ويدير لنا من بعيد .
ولابد أن نعى دورنا جيدا فى هذه المرحلة وان لا نندفع وننجر وراء دعاة الفتنة والذين ينفخون فى الرماد ، صحيح نحن كسودانيين نتعرض يوميا من بعض المأجورين للشتم والإساءة والسباب وحتى استخدام الألفاظ العنصرية البغيضة .. لكن السؤال والاستفهام الكبير لماذا كل هذا ومن من وراء ذلك؟
وللاجابة على ذلك نقول: هنالك اياد خفية تعبث بورقة العلاقات السودانية المصرية والاستقرار الأمنى الموجود الآن والتداخل وتبادل المنافع والمصالح بيننا ، وهذا هو الملحق لما يسمى بثورات الربيع العربى للقضاء على آخر مراكز القوة فى المنطقة العربية الأفريقية . والاجهاز على البلدين وإتمام الخراب والدمار الشامل العربى .
انتبهوا أيها السادة والسيدات فى مصر وفى السودان هنالك جهات تخطط لزعزعة امنكم وتخريب اوطانكم وتشريد أطفالكم وتدفع ببعض الجهلاء والحاقدين والمرتزقة والماجورين لإثارة الكراهية بينكم وجركم إلى معارك المنتصر فيها مهزوم .. كونوا قدر التحدى وفوتوا الفرصة على الاعداء والخونة والمتربصين .
وأخيرا قد لا يروق مقالى هذا للكثيرين ولكن دعونا هذه المرة أن نخاطب صوت العقل وان نتحلى بضبط النفس وان نكون أكثر حكمة وحلما واناة بعيدا عن العصبيات ، وليس بمقدورنا أن نحول وطننا لنتقى سوء الجوار ، والوطن ليس سجادة تطوى وتعاد ، وعلينا أن نتعاطى مع الواقع رغم المرارات ، لا خضوع ولا خنوع ولا انحناء ولا ركوع إلا للخالق العظيم . ودمتم بخير .

أحمد بطران

Exit mobile version