أثارت قصة إسلام (69) قبطياً بكسلا ردود فعل واسعة بمختلف أنحاء السودان، بل إن بعضاً من أصحاب الأجندة حاولوا استغلال تلك القصة بغرض خلق حالة من الاستياء وخلق الفتن بين الأقباط المسلمين والمسيحيين، وفي الوقت الذي لم تهدأ فيه ثورة الانتقادات لمسلمي الأقباط، كانت بعض أجهزة الدولة تحتفي بقصة إسلامهم.. المفاجأة الكبرى أعلنها أمس مدير المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المقارنة د.عمار صالح؛ حيث قال لـ(السوداني) إن عدد الأقباط الذين دخلوا الدين الإسلامي ارتفع إلى (1244) مسلماً ومسلمة بمختلف ولايات السودان.
مدير المركز الإسلامي للدعوة والدراسات المُقارنة د.عمار صالح وكل من سامي أديب ولطفي جاد وهما أعضاء “رابطة أقباط السودان المسلمين” سجلوا زيارة لـ(السوداني)، وعبَّرَ أعضاء رابطة الأقباط عن مدى الطمأنينة والراحة التي يشعرون بها في كنف الإسلام، مؤكدين تمسكهم التام بالدين الإسلامي عن قناعة تامة ورضا ضمير، لافتين إلى أن لديهم رابطة تضمهم تتبع للمركز الإسلامي وأن للرابطة صفحة على الفيسبوك.
د. عمار صالح أعلن عن اعتناق (1244) قبطياً الدين الإسلامي بمختلف ولايات السودان؛ بينهم من أسلم حديثاً وبعض منهم أسلموا منذ سنوات، في وقت أكد فيه إسلام (16) قبطياً بعطبرة، مشيراً إلى أن الأسر التي أشهرت إسلامها تكسوها العفة منذ أن كانت مسيحية وإلى أن اعتنقت الإسلام، لافتاً إلى أنهم قاموا بزيارة تلك الأسر وأنه جلس لبعض المسؤولين بولاية كسلا وعلى رأسهم وزيرة الرعاية الاجتماعية بالولاية ومدير الرعاية الاجتماعية بنهر النيل والتي وعدتهم بتذليل كافة الصعاب والمشكلات، مشيراً إلى أن عدداً من المسؤولين خطوا خطى حثيثة لحل مشكلات الأقباط الذين أعلنوا إسلامهم.
يقول د.عمار إن أقباط كسلا انضموا للرابطة عقب إسلامهم وتمت زيارتهم في كسلا وناقش معهم المركز الإسلامي مسائل أبرزها العلاج والتأمين والسكن، لافتاً إلى أن صندوق إعانة المرضى الكويتي وعلى رأسه مستر سامي أرباب تكفل بعلاج كثير من الحالات التي وردت إليهم، إلا أن مشكلة السكن لا زالت تواجه أقباط كسلا، فضلاً عن بعض مشكلات التعليم إذ لا تتجاوز أعداد الشباب الذين تخرجوا في الجامعة والذين لا زالوا يدرسون بالجامعة (5) شباب فقط بكسلا، أما نسبة التعليم في البقية فهي ضعيفة نوعاً ما. وأشار د.عمار إلى أن المشكلات التي تطرأ بين أعضاء الرابطة يعمل المركز الإسلامي على حلها.
وقال سامي أديب إن أقباط السودان منذ أن كانوا مسيحيين لم يمدوا أيديهم طلباً للإحسان والشفقة وأنهم الآن أصبحوا مسلمين وأيضاً لم ولن يمدوا أيديهم. وأضاف سامي أديب أنهم أعلنوا إسلامهم عن قناعة تامة بالإسلام وليس من أجل الدعم أو الحاجة، وأنهم لم يسبق لهم أن طلبوا يد العون من أحد، وأن الذين أعلنوا إسلامهم عبارة عن أسر بأبنائها وأطفالها وشبابها، في وقت أكد فيه أن عدد الأقباط في السودان لا يتجاوز (مليون) قبطي، وأن هنالك أقباطاً أسلموا بالخفاء ولم يشتركوا في الرابطة حتى الآن.
د.عمار صالح قال إن أبريل القادم ستعقد فيه “رابطة أقباط السودان المسلمين”، مؤتمرها الثاني لانتخاب الرئيس الجديد للرابطة، مشيراً إلى أن أول مؤتمر عقد للرابطة قبل ستة أعوام بقاعة المشير الزبير ووقتها كان عدد الأقباط لا يتجاوز (850) قبطياً مسلماً؛ والآن ارتفع عددهم إلى (1244) مسلماً ومسلمة.
تجدر الإشارة إلى أن عبد الله الطيب بطرس زعيم أسر الأقباط المسلمين في كسلا كان قد روى قصص إسلام العديد من الأسر القبطية بكسلا، معرباً عن أمله أن يحيا أفراد عائلته القبطية بسلام ودون أي حاجة، وشدد على تمسكهم بالدين الإسلامي وأنهم لن يتراجعوا عن قرارهم باعتناق الإسلام، علماً بأنه تناول قصص بعض الأسر الفقيرة ليس من باب السؤال وإنما ليؤكد على تمسكها بالإسلام.
السوداني