(التهريج) هو الملجا الأول الذي يلجأ اليه بعض (إعلاميي ومشخصاتية) مصر(حديثي الولادة) لمواجهة القضايا التي تستفز عقولهم الضيقة والتي تمتلئ حد التخمه (بالتفاهات) .فهم لايعتمدون على المنطقية ولا العقل .ولكن يسارعوا ب(التريقة) وتأليف النكات وهو أمر معروف عن المصريين بأنهم (شعب نكتة) .ويحترفون عدة فنون تأتي من حيث الترتيب بعد (الرقص الشرقي) الذي يعتبر أحد أبرز مايميز (الثقافة المصرية) حيث لايخلوا (مقهى) أو (نادي) أو حتى فيلم سينمائي من مشاهد (الرقاصات).وكلي تأكيد بان الجميع يذكر مقولة الممثل المصري (عادل إمام) في مسرحيته الشهيرة (شاهد ماشافش حاجه) والتي يعكس فيها شخصية المواطن المصري البسيط (حد الغباء) .الذي حينما يسأله القاضي قائلاً : لماذا تسكن وفي رقاصة في العمارة؟ فأجاب عادل إمام : (يابيه) لو كل واحد عزَّل عشان من فوق ليهو( رقاصة) البلد كلها حتبات في (الشارع).
بعد الرقص مباشرة يأتي (التشخيص) اللي هو التمثيل وينفسم ممثلين مصر الي عدة اقسام (أكشن) و(تراجيدي) و(ورمانسي) و(كوميدي) والكوميديا أكثر مايبرعون فيه فهم بطبيعتهم (نكت) تمشي على الأرض.أما ممثلين (الكوميديا) الحاليين فيحترفون(التقليد) فهم اذا أرادو تقمص شخصية ما تحولو الى (ببغاءات).وإذا أرادوا أن يتمسخروا من أحدهم تحولوا الى (مهرجين) ليضحكوا الناس .وهم لايضحكون الا أنفسهم فقط. لأن مايفعلونه لايمكنه أن يضحك أحد غيرهم.فالكوميديا الحديثة قميئة منفرة سافرة و (بذيئة) تعتمد على (قلة الأدب). والإيماءات الشاذة والمقرفة أحياناً .والتي تستحي أن تشاهدها مع أفراد أسرتك.
إعلاميي الانظمة المدفوعة القيمة ..والذين اشتهروا بالتزوير والتزييف وبيع امهاتهم اذا اقضت مصالحهم ذلك..ظلو يتطاولون على (السودان والسودانيين) بقضية وبدون قضية عمال على بطال زي مابيقوو ويصروا على ان يصوروا شخصية (عصمان البواب) المحفورة في عقل الفنانين المصرين (الفارغة) بأن السودانين هم أشخاص (سود البشرة) (لغتهم مكسرة ومخارج نطقهم معكوسة) و(أغبياء). مع العلم بأن (الغباء) هي صفة ألصقها بكبارهم القائد الجليل (عمرو بن العاص) حينما جاء مصر (فاتحاً) فأرسل ل (عمربن الخطاب) قائلاً عن مصر : (كبارهم اغبياء وصغارهم اذكياء ونساؤهم لعوب ورجالهم طروب يجمعهم الدف وتفرقهم العصا.ومن دخل مصر ولم يزني فقد دخل الجنة).
وهذه الأيام اشتعلت نار الغيرة والحسد وهم يرون انظار العالم تتجه للسودان ويتركونهم فهم مهرجين ادمنوا اضحاك العالم وادمنوا والاضواء و(الشحاتة) والتي تعتبر مهنة ثالثة في مصر حيث تناولها شاعرهم الشاب (هشام الجخ) في احدى قصائده قائلا: (
شعور سخيف
إنك تكون رمز الشحاتة.
تبنى مبنى للشحاتة.
تعمل وزارة للشحاتة.)
و(الشحاتة) جاءت قصص كثيرة انها كانت السبب وراء تسمية (جمهورية رقص العربية ) باللغة الانجليزية ب(إيجيبت).Egypt.حيث قالت احدى الروايات والتي لانشكك في صحتها لتشابهها مع واقع تلك البلد…قالت انه كان حينما يصل مندوب الحاكم الفرنسي الى الميناء في مصر يحاصره العامة ويلحون عليه بالسؤال (إيه جبت-ياباشا إيه جبت-إيه جبت).
وعندما يعود ويسأله المسؤلون في فرنسا عن تلك البلد فيجيب متهكما 🙁 انها بلد إيه جبت) حتى سار عليها ذلك الاسم (ايه جبت).
هذه الايام اشتعلت قلوبهم غيرة وحسد وغل وهم يشاهدوا انظار العالم اجمعين تتوجه نحو السودان غربية كانت او شرقية فهم الوحيدون من وقفوا ضد فك حصار السودان ورفضوه حتى انهم لم يهنئوا بصورة رسمية. وهم يحاولوا ان دوما ان يطمسوا حقائق تاريخية ويزورا في التاريخ ويحاولوا اخفاء ان العالم كان يحكمه الفراعنة السود. وللعلم فإن الحضارة النوبية سبقت الحضارة المصرية ب2500 عام حكم خلالها (الفراعنة السود) مصر والسودان.والكاتب المصري آنيس منصور الذي لا يشكك في حصيلته المعرفية وإنتمائاته الوجدانية أحد، حيث يقول: (ليس هنالك ما يسمى حضارة مصرية، فهي حضارة نوبية).!!
وهاهو حسدهم وغلهم يشتعل علانية وكلابهم تنبح والشيخة موزا (حفظها الله) تزور السودان والعالم ينظر عبرها للحضارات ويلتفت للسياحة بالسودان .
وبدأو كعادتهم بالتهكم واخراج مابصدورهم الممتلئة غل ومضمخة عبودية لحكامهم منذ الفراعنة والى السيسي…ويسئون الى السوداننين ويتساءلون من هو السوداني؟
وأنا حاوريك سوداني إيه..سوداني هو اللي بينعش اقتصاد (أُمَّك) اللي هي (مصر) بالسياحة بماإنكم عايشين على أمجاد (حضارة) بادت قبل (سبعة الف عام). وأصبحت مجرد حجارة تصلح كمزار يؤرخ عبوديتكم الدائمة لمن يملك زمام الامر فيكم
ثانياً سوداني هو اللي حارب في حرب اكتوبر لتحرير سيناء جنباً الى جنب مع الجندي المصري عشان خاطر الجيرة اللي إنت مابتفهمها.سوداني هو الفاتح البلد للمستثمرين المصريين وبيعاملهم معاملة المواطن السوداني .
سوداني هو القبلة التي توجه اليها المصريين الذين ضاقت بهم (بلدهم ) بعد ظهور البترول عندنا لتقتاتو من خيراتها .ولتعلم بأن أغلب عمال (البلاط) و(المكنيكية) و(السمكرجية) و(الفرانين) و(الحلاقين )في السودان من المصريين. واقولكم يا(اقزام) بدل التهريج اللي إنتو بتعملوا فيهو ده وتتمسخرو وتَضَّحكوا في الناس شوفو حل بالعقل والمنطق للحاصل في بلدكم ده من بلطجة ونصب وتحرش وحال واقف . وعن السودان أقوليكم .(سوداني) أنا شبه قارة متعددة الثقافات. وعن ناسو أقوليك (ناسو كرام وطيبين جد مراعين ديمة حق الجيرة ويفكو الزنقة للمحتار وقت الحيرة ويقاسموا اللقمة للجعان وقبل يخش بطونهم زاد بيشوفوا الجار..قلوبهم حارة زي النار وقت الحارة تلقاهم يخوضوا النار..بس (إنت بليد) ومابتفهم وإظنك إنت زاتو( حمار).تقولي مصري..؟ مصري شنو وطعمية شنو؟ نحن في مطعم؟
أيوا نسيت إنتو الإخترعتوا الطعمية زي ماقال الصحفي القطري أحمد علي : أن المصريين يعيشون على حضارة الماضي دون تخطيط للمستقبل، وتتحدثون عن الصناعة وانتم تستوردون كل شىء من الخارج حتى(فانوس رمضان)تستوردونه من الصين..وحوي ياوحوي إيوحه).وقال : ياراااجل انتوا مابتشبعوش من الحرب لدرجة انكم الآن تحاربون بعضكم البعض على السلطة ،وحال البلد واقف ،واقتصادها منهار .والجنيه متدهور ووصل 21 جنيها ركوعا امام الدولار ومضفيا قول(طال عمرك) لحكامنا وقادتنا لاننا أوفياء لهم ولانفعل بهم كما فعلتم مع فاروق والسادات ومبارك،وكما تفعلون الآن مع مرسي واختتم كلامه قائلا:إنك تعيشين في عقدة الماضي يانفرتيتي، بينما العالم المعاصر يخطط للمستقبل، وهذا سبب مشكلتكم أنكم تنظرون للوراء وليس للأمام .فماذا صنعتم أنتم غير أقراص الطعمية؟
مؤمن ابوالعزائم