دخل إلى صالون المقابلة في منزل والده في هدوء واحترام جم, يشعرك بأن عراب الإسلاميين موجود بالداخل .. قدم واجب الضيافة قبل أن ندلف إلى الحوار.. يحمل في يده جريدة ويشير بأصبعه إلى أحد الكتاب, ويعلق بأن الكاتب كان يشتم والده..
وقتها أدركت متابعته وإلمامه بما يكتب عن والده .. كان مدخلنا معه عن الشيخ حسن, لكن دموعه سبقت الإجابة, وخيم الحزن على المكان, توقفت قليلًا وقدمت واجب الاعتذار ورجعت بي ذاكرتي إلى أن هذا المكان قبل عام كان مليئاً بصوت البكاء والصراخ من اللائي ناصرن الشيخ ونصرهن، تجولت عيناي في جنبات المكان, وسرعان ما استقبلتني صور وشهادات ومذكرات للراحل .. رجعت مرة أخرى إلى الحوار, وكنت أحمل ثمة محاور استخرجت ما تهمه وبمقدوره الرد عليها, قدمت له أسئلة مفخخة وكانت إجاباته أكثر تفخيخاً, ويصعب استفزازه, ويرد دون حذر, قلبنا معه الكثير من القضايا من زمن المفاصلة والمعتقلات والسجون وحياة البدو وابتعاده عن السياسة, وموقف المؤتمر الشعبي من الحكومة المقبلة وغيرها, يحمل سخطاً وغضباً على الإنقاذ لأنه يحس بالظلم واللؤم في وقت تألم عند ذكرها, يعشق الحياة البدوية والشعر والدوبيت والفروسية, ويحب التعامل مع البسطاء، زاهد في السلطة والمناصب, وفي نفس الوقت هو سياسي ورياضي وتاجر.. إنه عصام حسن الترابي نجل المفكر والسياسي الراحل الترابي. فإلى مضابط الحوار .
> كيف كانت علاقتك بوالدك؟
في تلك الفترة التي ذكرتها وبصفتك الابن الأكبر, كيف كان دورك؟
تعامله معك كأب على الصعيد الشخصي؟
إحساسك بأنه يعطف عليك أكثر دون غيرك, بماذا تفسر العطف الزائد معك؟
لكن هنالك تعاملاً خاصاً جدًا معك شخصيًا؟
إذن, لماذا اصطفاك دون غيرك؟
لا أعتقد ذلك؟
كان يزعجك ذلك كثيرًا؟
ممكن أنموذج منها وتفاصيلها؟
لماذا تتكتم الآن وهي أحداث رحلت بزمنها؟
دافعت بصفة الابن دون أن تكون هنالك وساطة وتدخل من جهة ما؟
مر على رحيل الوالد عام .. في تلك الفترة ما هي المواقف الصعبة التي أفقدتك الشيخ؟
كيف تنظر لرفض والدك لمسألة أن تكون لهم مواقع قيادية في المؤتمر الوطني؟
هل تمنيت موقعاً قيادياً في الحكومة؟
أنت مؤتمر شعبي؟
لماذا؟
أي مربع ومن هو الذي يريد أن ينتقل؟
إذا كان الشيخ موجوداً وأمد الله في أيامه كانت المنظومة سوف تستمر في وقتها الذي حدده الشيخ؟
الانتباهة