الاطباء السودانيين الذين انضموا الى (داعش) وعادوا في النعوش

استقبلت دولة السودان يوم الإثنين الثامن والعشرين من فبراير 2017 نبأ مقتل الطبيب محمد سامي سعد عمر خلال مشاركته مع عصابات تنظيم «داعش» الإرهابى في معاركها ضد الجيش العراقي في محيط مدينة الموصل؛ وقبل أن ينتهي الأهل في السودان من استقبال التعازي والمواساة، جاء يوم الثلاثاء الأول من مارس ومعه نبأ مقتل الطبيب هشام محمد فضل الله، أثناء قتاله بين صفوف الدواعش في مواجهة الجيش العراقي لتبدأ أسرة سودانية ثانية في استقبال التعازي، ونقلت الصحف السودانية عن أحد أفراد أسرة الطبيب قوله إنهم تلقوا معلومات عن وفاته من شقيقته ندى التي غادرت معه إلى سوريا ثم العراق في مارس 2015 ومعهم آخرون من أبناء وبنات السودان.

الطبيبان محمد سامي وهشام فضل الله كانا رقمين في قائمة قتلى السودان في دولة الدواعش بالعراق وسوريا وليبيا، وقد سبقهما إلى هذا المصير طابور طويل من أطباء وطلاب جامعة العلوم الطبية التى يملكها الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة في حكومة ولاية الخرطوم، وتضم القائمة الأسماء التالية:

– أحمد عبدالمنعم علي الحسن، عضو ما يُسمى بـ«حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين»، الذراع الطلابية لحزب المؤتمر الوطني، وقد تخرج من جامعة الرباط الوطني التابعة لوزارة الداخلية (الشرطة) في العام 2010م، وسافر إلى ‫قطر، ومنها إلى سوريا وانضم إلى تنظيم «‫داعش»، وكان يتواصل مع عدد من أصدقائه في السودان في محاولة لتجنيدهم، ولقي مصرعه في محافظة الرقة السورية في يناير 2015، ونشر التنظيم الإرهابى نعيًا مصورًا له باسم «أبو الفداء السوداني» واعتبره شهيدًا !!

– محمد مأمون، ولقي مصرعه في سوريا في الثاني والعشرين من أبريل 2015، أثناء قتاله في صفوف «جبهة النصرة» في معسكر القرميد بـ«إدلب» السورية.

– أيمن صديق عبد العزيز، ولقي مصرعه في ضربة جوية في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار العراقية في مايو 2016.

– حمزة سرار حمزة الحسن، ابن شقيق «عبد الباسط حمزة» ضابط الأمن السوداني السابق ومرافق أسامة بن لادن خلال إقامته في السودان، والشريك في «عفراء مول» و«إحدى شركات الاتصالات«، ولقي «حمزة سرار» مصرعه بين صفوف الدواعش في غارة جوية علي مواقع التنظيم الإرهابى بالفلوجة في يونيو 2016.

– روان كمال زين العابدين، ولقيت مصرعها في يوليو 2016 في قصف جوي لأحد مراكز تنظيم داعش الارهابي في مدينة الموصل بالعراق، ونجا من القصف زوجها السوداني محمد أسامة بدر الذي التحق معها بصفوف التنظيم الإرهابي.

– طالب الصيدلة عثمان مصطفي فقيري، الذي تلقى الأفكار المتطرفة من إمام وخطيب مسجد بالسودان، وانضم إلى خلية إرهابية قاتلت وقتلت جنود قوات الأمن السودانية في يناير 2013، وعندما تم القبض علي أفرادها تدخل شيوخ السودان وفي طليعتهم القيادي الإخوانى عصام البشير وزير الأوقاف السوداني السابق ورئيس مجمع الفقه الإسلامي السوداني، وأخرجوهم من السجون ليعود فقيري ويستكمل مسيرته الإرهابية بدولة مالي ثم ينضم لتنظيم «داعش» في سوريا، ويفجر نفسه بعبوة ناسفة في منطقة الرقة في يوليو 2015.

– عبد الإله أبو زيد محمد حمزة، من مواليد العام 1994م، طالب بكلية الهندسة الكهربائية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، ونجل الرئيس السابق لجماعة «أنصار السنة» بالسودان؛ أقدم علي تفجير نفسه، مستخدما سيارة مفخخة بمدينة سرت الليبية في 15 أغسطس 2015، وفشلت العملية في تحقيق أهدافها ومات متأثرًا بجروحه أثناء محاولة نقله إلى المستشفي لإنقاذ حياته، وفي الأسبوع الأخيرمن فبراير 2017 لقي محمد أبو زيد محمد حمزة «شقيق عبد الإله» مصرعه في غارة على صفوف «داعش» في مدينة سرت الليبية، وقُتِلت زوجة «محمد» في ذات الهجوم، وتركا وراءهما ولدًا وبنتين ما زالا صغيرين، وينتظر «عبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة» الابن الثالث لرئيس جماعة أنصار السنة السابق، تنفيذ حكم بالإعدام بتهمة الاشتراك في قتل الديبلوماسي الأميركي مايكل جرانفيل وسائقه عبد الرحمن عباس بالسودان، مطلع العام 2008م، وصدر حكم الإعدام في 12 أكتوبر2009م، وتمكن عبد الرؤوف أبوزيد وآخرون من الهرب من سجن كوبر في الخرطوم، ثم سقط في قبضة قوات الأمن ليعود إلى سجنه، ووجهت أسرة الديبلوماسي الأميركي المجني عليه عدة مناشدات تطالب فيها بتنفيذ حكم الإعدام، وفي المقابل وجه أفراد من أسرة عبد الرؤوف حمزة رسالةً عبر الإنترنت يناشدون فيها زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي التدخل لمنع تنفيذ الإعدام، وبالفعل لم يتم تنفيذ الحكم )!!!!!(، وقد أدرجت إدارة الرئيس الأميركي «باراك أوباما»، اسم السوداني «عبد الرؤوف أبوزيد محمد حمزة» علي قائمة الإرهاب وأعلنت وزارتا الخارجية والخزانة في يوليو 2013 وضع «عبد الرؤوف» علي قائمة سوداء للإرهابيين الدوليين.

وقائمة «الدواعش» في السودان طويلة وأبوابها مفتوحة لما لا نتمناه من المزيد والمزيد من السودانيين وغير السودانيين الذين يعيشون في ملاذ آمن بالعاصمة المثلثة وجميعهم يتم تأهيلهم تحت سمع وبصر جهاز الأمن السوداني، ومازالت عمليات تأهيل الدواعش مستمرة علي قدم وساق من منابر المساجد، وقاعات المحاضرات وفصول المؤسسات التعليمية وصفحات الصحف والمواقع الإلكترونية، ولا يزال التكفيرى محمد علي الجزولي ومن سار على دربه المعوج يطلقون الفتاوى الدامية جهارًا نهارًا، ولن ترى اعوجاجًا يعلو فوق ما طفح به لسان الجزولي من ترحيب بزحف داعش الإرهابى على العاصمة السودانية الخرطوم، وكان تصريحه عنوانًا رئيسًا بالصفحة الأولى من صحيفة «المجهر» في عددها الصادر في 11 يوليو 2014، وجاء فيه بالحرف الواحد: «أؤيد تمدد داعش حتى وإن زحفت نحو الخرطوم»، وللتكفيرى الجزولي خطبة شهيرة أعلن فيها أن القتال ضد أميركا وحلفائها فريضة وأفتى في هذه الخطبة بجواز قتل نساء وأطفال من يعتبرهم من أعداء الإسلام، وما على المتلقي لفتاوى «الجزولي» إلا أن يفتح القوسين ويضع بينهما ما يريد من الدول الحليفة للولايات المتحدة الأميركية ويضع أسماء الدول العربية الصديقة والداعمة للسودان وربما السودان نفسه عما قريب!!

وعقب التصريح الدامي تلقى «الجزولي» مكافآت جديدة بالمزيد من المنابر والمؤسسات التى يدعم من خلالها التنظيمات الإرهابية، وكم من أمثال «الجزولي» يصولون ويجولون وتفتح الصحف السودانية أبوابها لهم، وقد كتب أحدهم يقول في صحيفة سودانية: «من أقوى مبررات إسلامية «داعش» النظرية والفكرية التى حظيت بالعلمية والعالمية من دون جميع المحاولات القديمة والمعاصرة وهي الأقرب لتكون هى دولة الخلافة المُنتظرة والمُرتجاة، أنها تقدم فقهًا سنيًا سلفيًا يجد طريقا ممهدًا إلى عقول أهل العلم، وقلوب العامة»، وأفتى «الكويتب» السوداني بشرعية وحق «داعش» في حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وقال: «لا شك أن الكساسبة مستحق لما حل به»، ويزيد: «إن مظلومية داعش.. أوضح عندى وأجلى وأشهر من مظلومية الكساسبة»، وقد سار «الكويتب السوداني» في فتواه علي نهج جماعة «الاعتصام بالكتاب والسنة» وهي فرع من فروع جماعة «الإخوان» بالسودان، وكانت قد أصدرت بيانًا تؤيد فيه حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة ولها الكثير من البيانات والمواقف الداعمة للتنظيمات الإرهابية!!

وكم من جماجم خاوية ترتقي منابر المساجد وتسرح وتمرح في المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام في الخرطوم لتتلاعب بعقول الكبار والصغار وتدفع بهم إلى الدول العربية والإفريقية، ليكونوا إرهابيين في الحاضر ودواعش في المستقبل.!!

لقد أطلق جهاز الأمن السوداني سحابة دخان زاعمًا أنه يقوم بحصر الأجانب المقيمين في الخرطوم، وهذا ما تم بالفعل.. لكنها كانت حملة انتقائية خلال فبراير 2017 على مساكن بعض الأجانب المقيمين في السودان، واستهدفت الحملة مراجعة جوازات سفر وهواتف مجموعات الإرهابيين وبصفة خاصة المصريين الهاربين في السودان، وكان الهدف هو الاطمئنان إلى عدم انتماء أحدهم إلى أجهزة أمنية مصرية، بعد شكوك أحاطت بعدد من «الإخوان» الذين حصلوا علي أحكام بالبراءة غيابيًا دون حضور محاكمة في مصر، وكذلك العناصر الإخوانية المعروفة التي لم يتم توجيه اتهام واحد لها، وبعد الفحص تأكدت سلامة موقفهم وأقرت قيادات التنظيم الإخواني السوداني والمصري بأنهم جميعًا ينتمون إلى جماعة «الإخوان» وخلايا «السلفية الجهادية» وما تحتويه من بقايا «حازمون» وروابط الألتراس التي يستخدمها «الإخوان»، أي أنهم من الإرهابيين الصالحين للسكن والإيواء والاحتضان وهم دواعش المستقبل في الخرطوم؛ أما العناصر الهاربة التي لم تقدم القيادات الإخوانية تصديقًا على انتمائهم فقد تقرر منعهم من الإلتحاق بمساكن «الإخوان» في العاصمة المثلثة وخرجوا مطرودين شر طردة ليهرب بعضهم إلى دول أخرى، ويعود آخرون إلى الحدود المصرية ويسلموا أنفسهم بكل رضا وطيب خاطر لتنفيذ العقوبات الصادرة ضدهم من المحاكم المصرية، فالسجن أحب إليهم من حاضنات الدواعش في جنوب الوادي!!

وتعجز الكلمات عن الرد على البروفيسور ابراهيم أحمد عمر رئيس المجلس الوطني السوداني الذي توجه في زيارة للولايات المتحدة الأميركية لمدة ثلاثة أيام، وقال خلال لقائه، السبت الماضى، بالصحافيين والإعلاميين في واشنطن:»إن السودان أكثر الدول تعاونًا في مجال مكافحة الإرهاب».. ويبدو أن الرجل كان يتحدث بالانكليزية وهناك من أخطأ في الترجمة إلى العربية لان السودان من أكثر الدول تعاونًا في مجال الإرهاب.

Exit mobile version