عوجة اللسان.. وبشاتن الحال.. تستمع إلى صوت أجنبي وترى سحنة سودانية!!

يوم أمس كنت أجلس في بهو أحد الفنادق في انتظار مستثمر أجنبي لبعض الأعمال، الفندق كان مكتظا بالأجانب بشكل ملحوظ على مقربة مني جلس مستثمر أجنبي بصحبته بعض السودانيين.

لن أتحدث عن مظهرهما والبهدلة الحاصلة، البدلة المخططة والقميص المخطط والكرافتة المشموطة والشراب الأحمر والغبشه، أحدهما كان يرتدي بنطال وبدلة منسجمة الألوان لكنها ضيقة جدا.. كان واضح أنها ملابس شقيقه الأصغر.. في كل لحظة يتحرك فيها كنت أتوقع تمزقها فأغمض عيني في انتظار سماع صوت (شرررر).

حسنا لن أتحدث عن كل هذا لكن سأتحدث عن اللسان المعوج، الرجلين فجأة أصبحا أجانب، والحديث أخذ وضعية ليش وهيك وبدي وروح والسيارة وترا والفلوس وغيرهما من مفردات.

الغريب في الأمر أن تستمع إلى صوت أجنبي وترى سحنة سودانية.. ترى ما الذي يدفعنا إلى عوجة لساننا عند الحديث مع الأغراب، وما الذي يجعل لغتهم هي السائدة أيا كانت جنسياتهم، ولماذا نستلف لغتهم ولا نفرض لغتنا؟.

هل هو نوع من احترام الأجانب، أم رغبة في أن يشعروا بأنهم في بلدهم، أم إحساس بالنقص أم ماذا؟.

لماذا نحن هكذا…!!؟، حتى متى نشعر بالخجل من لغتنا، ونسعى (للقشرة) بلهجات الآخرين؟.. وهل يعتقد أولئك الرجال أن ذاك المسثمر الأجنبي أو أيا كان سيحترمهم أو يبادلهم التقدير لمجرد نكرانهم للغتهم؟.

لا يقول قائل إن الأمر بسيط ولا يعدو أن يكون محاولة لتوصيل فهم معين بلغة أحدهم لسرعة الاستيعاب، هذا حديث غير مقبول.. يجب أن نحترم هويتنا ولهجتنا وأن نقدم أنفسنا بشكل لائق، بملابس مناسبة ومظهر معتدل.

لسنا مجبرين على ارتداء بدلة ليست مقاسنا، أو جورب أحمر، ماذا لو ارتدى هؤلاء الرجال جلابية سودانية وعمة وشال.. أليس أفضل من (حلاوة مولد) التي تزيأوا بها؟.

هؤلاء المستثمرون يضعون مبالغ طائلة في الاسثمارات لدينا.. ويرغبون في الشعور بالطمأنينة لمن يتعاملون معهم.. رجاء لا تطفشوهم بمظهر كذوب ولغة مزورة.

إذا كانت معيقات الاستثمار تتضمن ضعف البنية التحتية وانتشار الجوكية فإن عدم طرح البعض لأنفسهم بصورة جيدة من شأنه أن يزيد من هروب المستثمرين.

خارج السور

قال هيك تبغى عصير قال.

سهير عبدالرحيم
التيار

Exit mobile version