16 العالم الخفي.. أرواح وأشباح أولاد ماما.. تفاصيل عوالم مدهشة

الشيخ بشرى: نهاية السحرة تكون سوداء ومنهم من يشنق نفسه أو يهوي من مكان عالٍ

ساحر تائب: الشيطان يُعيِّن لكل ساحر قريناً يقوم بخدمته ويلازمه ملازمة الظل

الشيخ المتنبي: ليلة التعميد والتنصيب تُقام في الأماكن الموحشة أو الغابات المخيفة

يبين الشيخ بشري أن الساحر لا يمكن أن ينبغ في السحر إلا إذا كانت له علاقة قوية تربطه بالشيطان و كلما كان الساحر أخبث وأشد معاداة لله ورسوله ولعباده المؤمنين كان سحره أقوى وأنفذ، لذا كان سحر عباد الأصنام أقوى من سحر أهل الكتاب وسحر اليهود أقوى من سحر المنتسبين للإسلام.

موضحاً حرص كل ساحر على كتابة صيغ التعاويذ في كراسة أو كتيب صغير بخط يده وإمعانًا في التحفظ على سرية ما كتب فإنه يتعمد كتابة صيغ التعويذة ويُغفل حرفًا أو رقماً منها يحتفظ به في نفسه فإذا وقعت الكراسة في يد غيره عجز عن الاستفادة منها.

النهاية الأليمة للساحر
ويؤكد الشيخ بشرى في حديثه للصيحة إن جميع السحرة الذين يتحالفون مع الشيطان وحزبه لممارسة السحر بأنواعه المختلفة والذي يضر العباد والبلاد ويقضي على الأخضر واليابس دائما تكون نهايتهم سوداء قاتمة وبطريقة بشعة مفزعة فبعضهم يجدونه مخنوقاً وبعضهم يشنق نفسه بحبل صنعه بيده والبعض الآخر يرمي بنفسه من مكان شاهق أو في مجرى نهر إلى أن يدركه الغرق والذين ينجون من الموت يكملون حياتهم في جنون وتيه فيهيمون على وجوههم مشردين كالحيوانات الضالة، وهي الحالة التي تنبئ عن عمق المأساة، وصدق الله العظيم إذ يقول (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)

فقدان المناعة ضد الشيطان
وبحسب الشيخ نصر الدين عبد الفضيل أن هناك من يبيع نفسه للشيطان فيحاول عن طريق السحر السيطرة على شخص ما أو تدمير حياته الزوجية أو الأسرية وإذا تحقق مفعول السحر في المسحور فإنه يفقده المناعة ضد الشياطين وخاصة إذا كان السحر مشروبًا لأن السحر يسري في أوصال المسحور وعروقه فيكون في البدن بؤراً مغناطيسية تجذب الشياطين إليها فإذا بجسم المسحور يصبح كالمرمى بلا حارس تدخل فيه الشياطين وتخرج كيفما شاءت وفي أي وقت تشاء وهذا الماء له جاذبية خارقة تدعو الشياطين كأنما هو نداء إلى وليمة ويعود تأثير السحر على الإنسان إلى سائلين أساسيين في حياته هما الماء والدم.

العلاقة بين الإنسان والشيطان
وعن العلاقة بين الساحر والشيطان يقول المتنبي لا علاقة تربط بين الإنسان والشيطان فهما على طرفي نقيض منذ الخليقة الأولى وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وإن حدث ارتباط بينهما فهو لمصلحة الشيطان فطبيعة الصراع بين الحق والباطل تضع الشياطين وزمرتهم في مواقع هجومية خاطفة، لما تتمتع به من القدرة الفائقة في شن الهجومات المتكررة والصائبة والتي تتسم بالجهد المتواصل وطول النفس والصبر حتى النهاية، فالإغواء والإغراء والوسوسة والهمز واللمز والكيد والمراوغة كلها مداخل صعبة وشاقة ترهق الإنسان في صدها وإبطالها مما يتحتم على الإنسان أن يكون موقفه دفاعاً وصداً لإفساد جميع هذه الهجمات الشيطانية، ولذلك يصور لنا القرآن الكريم طبيعة هذا الصراع المرير ويحذرنا من مكائد الشيطان تحذيراً شديداً لأن الوقوع في مصائد الشيطان معناه الخسارة الماحقة في الدنيا والدين، وذلك هو الخسران المبين.

نهاية مخزية
ويضيف المتنبي ورغم هذه التحذيرات القرآنية الصريحة والصارخة من الشيطان وكيده هناك صنفاً من السفهاء زين لهم الشيطان أعمالهم فاتبعوه ليحققوا مطامعهم ويشبعوا نزواتهم ورغباتهم العاجلة، ونسوا أو تناسوا أن ما يعدهم الشيطان ويمنيهم إلا غروراً وسراباً لامعاً وستكون النهاية مخزية عندما يواجه الشيطان أولياءه بكل حقارة واستخفاف بعد أن يدخلهم قعر الجحيم.

الاتصال بالجن
هؤلاء السفهاء من السحرة لهم طرق عديدة وأساليب مختلفة تمكنهم من أن يتصلوا بالشيطان ويعقدوا معه عقوداً ومواثيق ليكونوا من حزبه، فبعد أن ينتهي من مطالعة كتب السحر وتطبيق ما فيها من تعاليم والإحاطة بالرموز والإشارات التي تعتبر مفتاحاً للولوج في عالم الشياطين يعمد إلى تنفيذ إحدى هذه الطرق الخبيثة ومنها يخرج الساحر في ليلة يكون قد اكتمل فيها القمر بعيداً عن العمران وعن كل شيء يتصل بالإنسان وبالضبط عند منتصف الليل وغالباً ما يختار البيوت والخرائب المهجورة التي لا تسكنها إلا الوحشة والصمت العميق والظلام الحالك فيخلع ملابسه إلى أن يصبح عارياً من كل شيء يستره ثم يرسم دائرة كبيرة وينقش في محيطها وداخلها وخارجها أشكالاً ورموزًا وطلاسم لأسماء الأرواح الخبيثة والشياطين التي قرأ عنها ثم يوقد شمعتين ويضع في مركز تلك الدائرة إناء من فضة مشوهًا ونجساً ثم يعبئه بمزيج من حبوب النباتات بعد أن يكون اغتصب هذا الإناء أو سرقه أو تحصل عليه بطرق شيطانية ثم ينحني ويقفز داخل الدائرة بحركات تشبه حركات القردة وفي قبضته الشمعتان وهو يرتل بخشوع وخضوع ترانيم شيطانية تتضمن الولاء للشيطان والرجاء في أن يوقع معه العهد والميثاق ويلح في الدعاء ويجتهد في التلاوة ويكثر من القفز إلى أن يأتي على جميع التعاليم التي قرأها في كتب السحر وفي هذه الأثناء التي يتوسل فيها الساحر بكل قواه الروحية والفكرية يكون الشيطان أو مندوبه في موقع يراقب أعمال الساحر من حيث لا يراه إلى أن يتأكد من جديته في الولاء والطاعة واتباع جميع أوامره فيظهر على شكل إنسان أو حيوان ويستلم منه العقد ويأمر بحضوره إلى الحفلة التي يتم فيها تنصيبه وتدوين اسمه في سجل يضم أسماء السحرة المعتمدين من قبل إبليس عليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين في ليلة سيحددها له عميد السحرة وكبيرهم.

طريقة أخرى
ويمضي المتنبي في حديثه ويقول هناك طريقة أخرى للاتصال بالشيطان يتبعها الساحر فعند خروجه إلى تلك الأماكن الخالية والموحشة يصطحب معه بعض الحيوانات المعينة وبصفات خاصة ويجلس في تلك الخرائب عارياً ثم يقوم بذبح ما اصطحب من حيوانات بطريقة معينة حسب ما تنص عليه طرق السحر مع تلاوة الطلاسم والتعاويذ بخشوع وخضوع ثم يقوم بجمع دمائها في زجاجة قذرة ثم يذبح كبشاً بمواصفات معينة دون أن يذكر اسم الله عليه بل لا بد أن يذكر اسماً من أسماء الشياطين البارزين، ثم يرمي به في الخلاء كعربون ولاء ومحبة للشيطان وقرب يتقرب بها إليه مع الإلحاح في الدعاء والاستعطاف إلى أن يظهر له سيده ومولاه فيسلمه العقد في ذل وصغار ومن ثم يعين له ليلة التنصيب وتدوين اسمه في سجل السحرة المعتمدين في حفل مهول ثم يأمره الشيطان بمقابلة كبير السحرة في ذلك المكان ليزوده هذا الأخير بتعليمات وإرشادات هامة يجب تطبيقها حرفياً استعداداً لليلة الاحتفال التي تضم جميع السحرة المزمع تعميدهم من طرف الشيطان، وفي تلك الليلة تتزين النساء الساحرات، لأنها ستكون آخر ليلة يمس الماء أو الطيب أجسادهن أو أي شيء من أدوات الزينة والنظافة.

ليلة التنصيب
وغالباً ما تقام ليلة التعميد والتنصيب في الأماكن الموحشة أو الغابات المخيفة أو المغارات أو شواطئ البحار أو في أعماق الصحارى المقفرة وغيرها من الأماكن التي يخشى فيها المرء العادي على نفسه في وضح النهار وعلى الساحر أو الساحرة المراد تعميده أن يحضر معه صليباً خشبياً، وقطعة من القربان المقدس والخبز والملح محرمان على الساحر لا يقربها بالمرة طول حياته ومن المعتاد أن يحضر كل ساحر وساحرة إحدى جماجم الموتى بعد تهيئتها على شكل إناء، يستعملونه لتعاطي الخمور وهذه الجماجم لا يفرّطون فيها ولا يستعملوها إلا مرة كل عام عندما يجتمعون في احتفالهم السنوي.

قرين الساحر
وبحسب الساحر التائب عبد الحفيظ عندما ينتهي الشيطان من تعميد جميع السحرة الجدد يعين لكل ساحر منهم شيطانًا قرينًا يقوم بخدمته فهو يلازمه ملازمة الظل لصاحبه وبفضل هذا الشيطان وخدماته يستطيع الساحر إنجاز أعماله الشريرة ومخططاته الإجرامية وقد يكون القرين ذكراً وقد يكون أنثى، فالأمر في ذلك يرجع للشيطان وحده فيقوم هذا القرين بتعليم الساحر الطلاسم والكلمات السحرية وتوجيهه لطرق إضلال الناس وغوايتهم وإلحاق الضرر بهم وهو أحقر مخلوق عند الشيطان، ففي مملكة إبليس يعتبر من الطبقة الدنيا التي هي طبقة الخدم والعبيد ووظيفة القرين أصعب من وظيفة الساحر لأن عليه يتوقف نجاح السحر أو فشله وذلك بإحضار الأعشاب اللازمة للساحر والقيام بعمل السحر وفي كثير من الحالات يطلب منه إدخال السحر في جسد المسحور، وهذه من أصعب المهمات إذْ فيها مخاطرة بحياته

عبودية الساحر
وفي معظم الحالات يظهر القرين على شكل كلب أو ضفدع أو أرنب. إلخ وفي بعض الحالات النادرة يظهر القرين على شكل صبي أو فتاة، أو شاب يافع أو كهل وإذا أهمل الساحر أمر القرين وغفل عنه وتركه فالقرين يهرب ويختفي وسوف ينال الساحر العقاب الشديد من الشيطان وخاصة إذا لم يظهر القرين فيعمد الشيطان إلى أحد أبناء الساحر فيحوله إلى قرين ويخفيه عنه في مكان ناء أو يقتله وإذا لم يكن للساحر أولاد أو لم يكن متزوجاً أصلاً فإن العقاب سيناله شخصياً ولذلك يفضل أغلب السحرة أن يقضوا حياتهم عزاباً ويكتفون بالمخادنة وإرواء غرائزهم عن طريق الحرام من نساء شياطين الإنس والجن والقرين يعتبر عبداً مملوكاً للساحر فلا يعصي له أمراً والكل عبيد للشيطان الأكبر ولذلك فالقرين دائماً على استعداد تام فهو يتحين الفرص السانحة للفرار فإذا ما تهيأ له الجو هرب بسرعة. ولشدة تلهفه على النجاة والتحرر من عبودية الساحر يلجأ إلى أي منزل يصادفه وبه أطفال صغار في سن الرضاعة فيتلبس بجسد الرضيع ويسكن فيه فهو بمثابة المكان الآمن الذي يحميه من مطرقة الشيطان وسندان الساحر، فتنقلب سحنة الطفل فوراً ويصير شكله غريباً وممسوخاً بل إن ملامحه تتحول إلى ملامح قرد والعياذ بالله حتى إن أهله لينكرونه عند رؤيته ومن أعراض ذلك أنه لا يكف عن البكاء.

المبدول
ويضيف عبد الحفيظ والشائع عند عامة الناس أن الطفل الذي يصاب بهذا النوع من المس يطلقون عليه اسم “المبدول” يعني أن الشياطين أخذته واستبدلته بأحد غلمانها وقد حدث هذا كثيراً والأخبار في ذلك مستفيضة قديمًا وحديثاً ومن الأعراض التي تظهر على الطفل الممسوس، أن جسمه يتوقف عن النمو ويظل قزماً قبيح المظهر.

حقيقة العقود المبرمة
وبحسب رؤية الشيخ ميسرة أن كثيرا من الناس يعتقدون أن العقود والمواثيق المبرمة بين الساحر والشيطان هي نوع من الخيال الساذج والخرافات والأساطير التي غالباً ما ينسجها ويحبك خيوطها الكبار للصغار لملء للفراغ وترفيهاً للنفس بطريقة أو بأخرى بيد أن الواقع خلاف ما يعتقد هؤلاء، فالعقد المبرم بين الساحر والشيطان هو عقد حقيقي وليس ضرباً من الخيال ويعقد بين طرفين يثبت بموجبه بيع الساحر روحه وعقله وجسده للشيطان نظير ما يمنحه الشيطان من القوة والقدرة على تعلم السحر والنجاح في إلحاق الضرر بالناس.

معاملة الشيطان للساحر
ويؤكد ميسرة أن الشيطان لا يؤمن بمبدأ الصداقة، وبناء علاقات مع الإنسان إلا على الأساس الذي يستطيع أن ينفذ من خلاله مخططاته العدوانية ويلحق بالأبرياء أشنع الأضرار في المال والأهل والولد، فالشر والفساد شعار مملكته الشيطانية والمكر والخداع من أنبل أهدافه القريبة والبعيدة والتي جنّد لها عتاة شياطين الإنس والجن ويسعون جاهدين بالليل والنهار لنشر الرذيلة وسحق براعم الخير والفضيلة والساحر من أهم المعاول الفتّاكة فهو يمين الشيطان وكلبه المفترس به يصول ويجول على أبناء البشر فيهلك الحرث والنسل ويقذف الرعب في قلوب الآمنين ويشعل نيران الفتن بين الأهل والأحباب يفرق بين المرء وزوجه ولا تهدأ ثورته العدوانية حتى يدع الديار خربة خالية، فالساحر يقوم بأعمال شاقة ومجهودات مرهقة وقاسية تفوق طاقته البشرية، يفعل هذا كله من أجل أن ينال الرضا والزلفى من سيده ووليّ أمره “الشيطان عليه لعنة الله”، فالذل والهوان كأس يتجرعه بالعشي والإصباح والمعاصي والمخازي، وقبيح المنكرات مستنقعه الآسن الذي يتخبط في وحله الطامي ليس بخارج من يحمل في يديه أعز ما يملك “روحه” ليقدمها في طواعية متناهية قرباناً خالصاً لمعبوده وإلهه إذا طلب منه ذلك، ولو كانت هذه التضحيات الجسيمة والخدمات المجانية التي يقدمها الساحر لأخس، وأقذر، وأخبث مخلوق وهو الشيطان.. فلو استعمل تلك الطاقة في سبيل الله ونصرة دينه الحنيف لنال بها الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، والشيطان رغم هذه التضحيات الفذة التي لا نظير لها فهو يقابلها بازدراء واحتقار بل يُشعر الساحر بأنه لم يقدم له ما يستحقه ومن دهاء ومكر الشيطان أن عمل الساحر لا يدوم بصفة مستمرة فمن الأعمال السحرية ما يدوم مفعولها ثلاثة أيام فقط وهي أقل مدة ومنها ما تدوم أسبوعين أو شهرا ومنها ما تمتد لسنوات يرجع ذلك إلى مقدرة الساحر والقرين الذي يساعده في إدارة أعماله ورتبته في سجل السحرة ونوعية السحر الذي يقوم به والمواد المستعملة فيه بل بقدر التفاني والطاعة والموالاة للشيطان فإذا ما أراد الساحر أن يستمر تأثير سحره وهو بالتأكيد يريد ذلك فعليه أن يزيد العمل ويكرره ليظل مرتبطاً بالشيطان طوال حياته فيرغمه على طلب مساعدته على الدوام.

حكايات يرويها معاوية السقا
صحيفة الصيحة

Exit mobile version