* كنت أجلس أمام التلفزيون.. (في الليلة ديك).. أقلب في القنوات.. أبحث عن شيء مفيد.. توقف (الريموت) عند قناة (….) تنقل احتفالاً على الهواء مباشرة.. لافتتاح أحد صروح الشرطة السودانية.. التي شيدت حديثاً ودار حولها الكثير من (اللغط).. رغم الجهد الواضح الذي بذل في سبيل (الإنشاء) والتعمير.. وأنها جهزت بأحدث المعدات.. لخدمة وراحة المواطن.. حتى لا يتنقل بين المدن الثلاث.. أو حتى بين عواصم الولايات.. حضرت الحفل أعداد مقدرة من الكبار.. يتقدمهم السيد رئيس الجمهورية.. وهو يرتدي زياً شرطياً.. (أنيقاً)..!!
* لا بأس بالخدمة من أجل راحة المواطن.. الذي هده طول المسير.. (وأرهقته) حرب الاستنزاف التي تمارس ضده.. من كثرة (الجباة).. والجبايات.. والشرطة دائماً سباقة للبحث عن الخدمات.. لأنها في خدمة الشعب كما يقول شعارها.. الأثير.. والذي أصبح (أسيراً) بفضل ما يحاك ضدها وكثرة (السهام) التي تنتاشها كل فترة وأخرى.. بفضل هذا (الصمت) الإعلامي المريب..!؟! رغم أنها تمتلك (جهاز) معلومات.. وضباط وأفراد على مستوى رفيع من الأداء.. لكن الأمَر.. والملاحظ أن تلك (الليلة).. أو (الليلة ديك) الأمر يحتاج لقليل من (الغربلة) حتى تستقيم الأمور.. خاصة أنها تحمل على كاهلها.. إرثاً عمره أكثر من مائة عام.. والبيانات عن الأحداث الكبيرة والتي دائماً ما تكون مختصرة..
ومبتسرة.. لأغراض أظنها سياسية.. لا تكفي.. لأن لدينا شعباً يفهمها وهي (طايرة).. فمثلاً:
* كان من الممكن أن يظهر الى الإعلام السيد مدير عام الشرطة.. أو من ينوب عنه.. ليشرح للمواطنين.. لماذا استقال السيد وزير الداخلية.. لأن المجتمع اليوم يقول إن هناك خلافات إدارية.. وتغول صلاحيات.. وأشياء أخرى.. أربأ بأحدهما أن يكون شريكاً فيها..
* وأبجديات الإعلام تقول.. إن الحقيقة هي أقصر الطرق للإقناع.. خاصة العامة من البشر..!! لأن السلطة.. (ضل ضحى).. لا تدوم لأي من كان.. ولو دامت لما وصلت اليها.. ونحن لا تبقى لدينا.. غير شجاعة القول.. وحلاوة الذكريات.. وأيضاً كان لابد من الظهور (المكثف).. والتوضيح اللازم في (حادثة أركويت).. وقنابل تلك الشقة.. بدلاً أن يتجول الناس في شوارع المدينة.. وينظرون الى (الأجانب) من تلك الجنسيات.. (بلحاهم).. نظرة الريبة والشك.. وكما تعرفون نحن شعب سريع الاشتعال.. وأن يخرج (إعلامي) شرطي ليوضح لنا من هو (الإرهابي) الذي اقتحم صيدلية (العشرة) وأطلق الرصاص.. ونهبها بكل جسارة.. والفعل هذا وليد تخطيط جيد إن صح التعبير.. ولكن (المباحث) تخطيطها.. أكثر جودة.. وسريع الفعالية.. (وبداخلي) الكثير..؟!!
* مبروك لنا.. مجمع الخدمات.. ومع احترامي الشخصي لجميع من تم تكريمهم.. وحتى لا يكون (الزيت) للكبار من أهل البيت.. هناك رجال يستحقون (التكريم).. أكثر من هؤلاء.. وإلا فما هو الغرض من تكريم وزير الدولة بالداخلية.. ووزير المالية.. ومدير بنك فيصل وغيرهم.. وفي شيء من صميم أعمالهم.. أو والي الخرطوم الحالي صاحب عمارة الرباط.. والهيكل الأسمنتي المقابل لوزارة التربية.. وتلك العمارة (الحمراء) خلف نادي الشرطة ببري شاهدة على سوء الأداء.. (وقذارة) الخرطوم الحالية.. أما تكريم عبدالرحمن الخضر فلا نقول إلا فليرحم الله الشاب (غسان).. وكفى.. من يستحقون التكريم:
(١) أسرة المرحوم حسن تية شوكت.. أشهر من نار على علم.. وأسرة المرحوم الملازم عبدالعزيز.. وغيرهم.. لضيق المساحة وضعف الذاكرة هم من الكثرة بمكان..!
(٢) العزيز الغالي العم (بريش).. والعم عبدالله عبد الوهاب.. والمرابط بدار اتحاد المعاشيين..
* وقبل كل ذلك.. هذا الشعب الطيب الصابر..
* ومن الممكن أن تنوب عنه.. أي (ست شاي) خرجت تبحث عن اللقمة الحلال.. فقط أبعدوا عنهن جباة المحليات..
مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة