أمرت حكومة جنوب السودان المنظمات الإنسانية بالانسحاب من منطقة مينديت في إقليم الوحدة والتي تضربها المجاعة بشدة استعداداً لشن حملة عسكرية كبيرة ضد مليشيا التمرد في المنطقة.
متمردون يقومون بحماية أفراد من قبيلة النوير للوصول الى قاعدة ليونميس في بانتيو 20 سبتمبر 2014 (اسوشيتد برس)
وقال ضابط بالجيش الحكومي في تصريحات لـ(سودان تربيون) السبت إن قرار جوبا يهدف إلى ضمان سلامة المنظمات الإنسانية لأن المناطق التي تعمل فيها حاليا تحتاج إلى تطهير من جماعات المعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار.
وأضاف المسؤول الحكومي الذي رفض الكشف عن هويته “إن الهدف من هذه التوجيهات ليس منع وصول مساعدات الإغاثة للسكان المتضررين، وإنما خلق بيئة آمنة للمنظمات الإغاثية لإدارة عملياتها في مناطق آمنة “، مدعياً أن متمردي مشار يتسببون في الفساد في هذه المناطق وعليه لا بد من تطهيرها.
وأصدر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان ديفيد شيرر الجمعة بياناً لفت فيه الى أن حكومة جوبا أصدرت تعليمات للمنظمات الإنسانية بإخلاء منطقة مينديت في حين أوقفت الهجمات العسكرية في مدينتي يولي وموتوت أنشطة هذه المنظمات.
وقال البيان “في مدن أخرى غير يولي وموتوت في الأجزاء الشرقية من البلاد، اضطرت المنظمات الإنسانية إلى المغادرة بسبب القتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وجيش التمرد وتم نهب امداداتهما وممتلكاتهما في وقت لاحق”.
ونوه المسؤول الأممي الى أن الوكالات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية أُمرت بإخلاء مدينة مينديت في قلب المنطقة التي تعاني من المجاعة بسبب خطر استئناف القتال بين الأطراف المتحاربة”.
وناشد شيرر قادة جنوب السودان لدعم المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع والمناطق المتضررة من المجاعة في البلاد، “إن القيادة السياسية في جنوب السودان تحتاج لدعم مواطنيها الذين هم في حاجة ماسة في جميع أنحاء البلاد إلى وقف الأعمال العدائية”.
وأعلنت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية 20 فبراير عن المجاعة التي تؤثر على حوالي 100,000 شخص في أجزاء من ولاية الوحدة.
في الشهرين الأولين من هذا العام ذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 140 ألف شخص فروا إلى البلدان المجاورة بسبب الصراع الدائر في الدولة الوليدة.
وبالإضافة إلى ذلك ترفض السلطات المحلية دخول الوكالات الإنسانية التي ترغب في الوصول إلى الأشخاص المتضررين.
سودان تربيون