السودان أبو الدنيا (3).. الرد على الصحفي المصرى “يوسف أيوب” صاحب مقال (رسالة لاشقائنا فى السودان)

والله يا اخى يوسف انا اول واحد كان يتمنى أن تزول الحدود بين البلدين وان تتم وحدة وانصهار كامل بين الشعبين وكنت من المؤمنين جدا بالقومية العربية ووحدة وادى النيل والجمهوريات الثلاث مصر وليبيا والسودان …
وأكثر من يكتب عن العلاقات والاواصر وما يجمع لا ما يفرق ،
وكنت أكثر الحالمين بالتقدم والتطور والازدهار وتبادل المصالح والمنافع بين شعوب المنطقة . ولكن وما أسوأ لكن نحن كنا مسالمين ومصدقين ومؤملين … وفتحنا لكم جميع منافذ بلادنا ورحبنا بكم وكنا نعتبركم الأخ والشقيق ودفعنا فى سبيل ذلك الكثير ثمنا لوقوفنا معكم ، حاربنا وقاطعنا معكم وحوربنا وقوطعنا من أجلكم … وقدمنا لكم فلذات اكبادنا ليقاتلوا ويموتوا دفاعا عنكم … انا لا اريد ان أعدد فأنت تعرف التاريخ جيدا والذى كله كرما وايثارا سودانيا صرفا لشعب مصر ….
وأنا أريد منك أن تذكر لى حسنة واحدة قدمتها مصر للسودان … ؟
وانا سوف أذكر لك الآن بعض حسنات مصر على السودان
اول واحدة إغراق مدينة حلفا التاريخية وجميع الأهرامات والمعابد والمساجد والمراقد والمزارع فى بحيرة السد لطمس تاريخ وحضارة حلفا السودانية وتهجير أهلها .
اتنين دعم الحركة الشعبية بقيادة قرنق واستضافة المعارضة ودعمها ومدها بالمال والسلاح مما أدى إلى انفصال الجنوب لاحقا.، فى الوقت الذى كنا أحوج ما نكون لعون الأخ الشقيق ورد القليل من الدين .
تلاتة احتلال حلايب وشلاتين فى أحلك الظروف كطعنة غادرة من الخلف فى الوقت الذى يقاتل فيه الجيش السودانى فى أقصى احراش الجنوب .
أربعة صدرتم لنا الأسماك والفواكه المسرطنة والتى تسقى بالصرف الصحى ( الخراء ) وعندما رفضناها مثلنا ومثل سائر الدول لم تسيىء مصر واعلامها إلا لنا وقلتم : حتى السودان؟ وتريدون منا أن نأكل ونبتلع الخراء المصرى ونشتريه بحر مالنا؟
خمسة عندما رفع الحظر الامريكى عن السودان كنتم اول من احزنه ذلك وسعيتم وهرولتم لترامب وطلبتم منه أن لا يرفع الحظر عن السودان لأن السودان ترعى الإرهاب ..
ستة والآن الآن طائراتكم تنقل الأسلحة بدلا من الغذاء لحكومة الجنوب المنهارة وتتدخل فى الحرب عسكريا على حدودنا مع دولة الجنوب .
سبعة مصر تستخدم الفائض من حصة السودان من مياه النيل ومن عشرات السنين كرما وسماحة وطيبة من الشقيق السودانى للشقيق المصرى ، وعندما قامت إثيوبيا ببناء سد النهضة لم يهدد ويزيد ويرعد ويتوعد الشقيق المصرى صاحب المشروع إنما صب كل غضبه على الشقيق السودانى واتهمه بمساندة إثيوبيا ، ليخفى عجزه من وراء ذلك لأنه يعلم الداعم الأساسى للمشروع والذى لا تطال مناكبه .
والحسنات كثيرة التى اهديتموها لنا .. فهي وحدها هي التى تجيب على تساؤلاتك يا اخى يوسف .. انت عندما تشعل النار فى بيتى ليس من الفطنة أن تسألنى مرة أخرى عن كيف ساخمدها .. وعلى كل كنا نعتبر مصر امننا القومى واكتشفنا إنها أكبر من يهدد امننا القومى ، والحمدلله لقد افقنا من حالة الخدر والسبات العميق بفضل الإعلام الجديد الذى لا يستمع الآن لصوت العرب أو هنا القاهرة ، وأصبحت المعلومة تصل الفلاح والتربال قبل المدير والوزير .
أخى العزيز والله انا اقدر شعورك الطيب ولكنك ستظل صوتا نشازا مع صوت الإعلام المصرى الموجه للإساءة للشعب السودانى بكل قبيح ويكفى ما وصلنا من توفيق عكاشة واشباهة ، فى أعلام مشاهد ومسموع ومفتوح على كل العالم ، لماذا لم يسألوا أو يحاسبوا أو يوقفوا هؤلاء مما يدل على مباركة النظام الحاكم ورضا الشعب المغيب وراء هالة مصر ام الدنيا .
أخى العزيز ان تختم مقالك بأن مصر والسودان بلد واحد وسيظلان بلد واحد مهما حدث !!! هذه تبقى مجرد امانى وأحلام منى ومنك لأن مصر الرسمية تعمل عكس ذلك تماما
وتتصرف بعقلية القرون الوسطى وابواقها تسعى للقطيعة وتحرض على تدمير السودان والنيل منه . وتسعى أن يبقى ضعيفا للأبد لأنه عملاق نائم ومتى ما استيقظ فستنهار حصون الوهم وجدر الظلام .
وأخيرا نحن تربيتنا والله ما بتسمح لينا نرد على الأقلام المأجورة وننزل لمستوى العهر فى السباب ولكننا ناس دمنا حار ما بنرضى الحقاره وعيونا حمره وشرارة والبقع فى ايدنا ما بنرحمو … والما عارف يعرف ديل ناس خال فاطنة وتسلملى خال فاطنة … وآخر حاجة اقولا مافى إعلامى سودانى واحد طلع فى قناة سودانية أو غير سودانية سب مصر .. لكن بعد كده البسب أبوك سب جدو . والسن بالسن والعين بالعين والبادى أظلم .

بقلم
أحمد بطران

Exit mobile version