*نفسي أعرف من هم هؤلاء الجمهور..
*وأعني جمهور علماء الدين، لا جمهور كرة القدم..
*فجمهور الرياضة معروفة أماكنهم وتجدهم في الملاعب إن أردتهم..
*أما جمهور العلماء فقد لا تجد-إن وجدت-إلا قبورهم..
*كلهم ماتوا (من زمان)- عليهم الرحمة – ولا جمهور بعدهم..
*أو هكذا يريد أن يُوقر في صدورنا من يسعون إلى احتكار الدين الآن..
*ومن ثم فالمطلوب منا – جمهور العوام- أن (نُميت) عقولنا..
*نُميتها- كموت الجمهور- رغم إن الله يحثنا على (إحيائها)، تفكراُ وتدبراً وتأملاً..
*وأن نكتفي فقط بالسمع والطاعة و(القداسة)..
*يريدون منا تقديس علماء الجمهور رغم إنه لا قداسة حتى للرسل والأنبياء.
*فهم بشر مثلنا (يخطئون) ويأكلون الطعام ويمشون في الأسواق..
*ودلالة أخطائهم عتاب رب العزة لنفر منهم، عليهم السلام..
*عاتب آدم ونوحاً وإبراهيم وذا النون ونبينا المصطفى عليه أفضل صلاة وتسليم..
*والمجال لا يتسع لذكر أوجه هذا العتاب الموثق في القرءان..
*وحين كتبنا قبل أيام عن قصة نبي الله يوسف مع امرأة العزيز سمعنا قولاً عجبا..
*سمعنا قولاً منسوباً بعضه إلى هذا أو ذاك من (الجمهور)..
*ونحن نعرف أصلاً قول هذا الجمهور ولسنا بحاجة إلى تذكيرنا إياه..
*ولكن منه ما لا يتسق مع العقل والمنطق و(القرءان)..
*فإن سلمنا- مثلاً-أنه هم بها ليضربها فإننا نجعل القرءان يناقض بعضه بعضا..
*فما معنى قوله تعالى- إذاً- (لولا أن رأى برهان ربه)..
*فعظمة يوسف هنا أنه اجتهد- ببشريته- في مغالبة شهوة النفس فساعده الله..
*وسبب كلمتنا اليوم الجدل الدائر عن زواج المرأة..
*فكل الذين هاجموا رأي الترابي استنجدوا بجمهور هو الآن (بين يدي الله)..
*مع أن من العقل والمنطق والدين أن تزوج المرأة نفسها..
*أن تكون موجودة بنفسها لتوقع على أخطر وثيقة شراكة في حياتها..
*أو أن يوقع وليها بوجودها هي دلالة على الموافقة..
*وكنت أشرت- قبل فترة- إلى قصة حقيقية تحت عنوان ( أبو أحمد)..
*وخلاصتها يمكن تشبيهها بحكمة شهيرة..
*الحكمة القائلة: يمكنك إجبار الحصان على الذهاب إلى النهر غصبا..
*ولكنك لن تستطيع إجباره على أن يشرب منه..
*وهذا ما حدث للفتاة التي أُضطر زوجها إلى تطليقها لتقترن بـ(أبي أحمد)..
*وبين يدي الآن قصة مشابهة (في انتظار الطلاق)..
*فقد (أظهرت) الفتاة الموافقة- حتى لحظة الزفاف- و(أضمرت) الرفض..
*فبالله عليكم هل مثل هذه (الإشكالات) تحتاج إلى جمهور؟..
*دعوا البنات يزوجن أنفسهن بحضور ولي..
*ودعونا نحن من (تقديس الجمهور !!!).
صحيفة الصيحة