حذرت الولايات المتحدة الأميركية من إنعدام الأمن الغذائي بمناطق سيطرة الحركة الشعبية ـ شمال، في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في غضون شهرين ما لم تتوصل حكومة السودان والحركة لاتفاق يسمح بوصول الإغاثة.
وحث القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم أستيفن كوتسيس، الحركة الشعبية التي تقود تمردا في المنطقتين ضد حكومة الخرطوم منذ العام 2011، على السماح بدخول المساعدات لمناطق سيطرتها.
وقال كوتسيس في مقال تنشره “سودان تربيون” في مكان آخر “هذا يعني أن المدنيين في حاجة ماسة لرؤية المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأخرى في مناطقهم في أسرع وقت”.
وتابع قائلا “وفقا لتنبؤات حول وقوع إنعدام الأمن الغذائي خلال شهرين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، فإن اتفاقية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح، بالاضافة الى الحاجة الماسة للمساعدات الانسانية.
وأكد القائم بالأعمال الأميركي أن التوترات والمناوشات ستظل مستمرة “طالما ظلت الأطراف المتنازعة قريبين من بعضهم وهذا من شأنه إلحاق ضرر أكبر على السكان المدنيين”.
وأبدى أسفه لعدم تمكن الأطراف من التوصل الى اتفاق حول طريقة إيصال المساعدات لمناطق سيطرة عليها، وزدا “هذا المازق يضر السودانيين في المناطق التي تخضع للحركة الشعبية ويمنع السودان من المضي قدما في خارطة الطريق الأفريقية للسلام والمصالحة”.
وجدد كوتسيس استعداد الولايات المتحدة للبدء في توصيل الإمدادات الطبية ولقاح التحصين للسكان في المناطق التي تخضع تحت سيطرة الحركة في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال “بعد تفقد الإمدادات من قبل سلطات الجمارك السودانية في منفذ الدخول؛ ستبقى في عهدة الولايات المتحدة في جميع الأوقات حتى يتم تسليمها الى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة”.
وقدمت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في نوفمبر الماضي مبادرة بموجبها تقوم المعونة الأميركية بنقل المساعدات الطبية الإنسانية جوا إلى مناطق المتأثرين بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعد أن تخضع لتفتيش الحكومة السودانية.
وبحسب كوتسيس فإن المبادرة تشمل رصد واتفاق دولي بشأن الوصول الكامل لجميع المساعدات الإنسانية الأخرى ليتم تسليمها من قبل وكالات دولية لمناطق سيطرة الحركة.
وحثت القائم بالأعمال الحركة الشعبية “على إلغاء الشروط السياسية التي تمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى محتاجيها والسماح لمساعدات إنسانية للمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها”.
وأوضح إن هذا الاتفاق لا يعيق ونشجع بقوة ترتيبات منفصلة لعمليات الإجلاء الطبي اللازم أو تبادل السجناء من خلال دولة طرف ثالث”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن الحركة الشعبية أبدت استعدادها أخيرا لمناقشة المبادرة الأميركية لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المنطقتين.
وبشأن الحكومة السودانية أفاد كوتسيس أنه مطلوب منها “خلق بيئة مواتية لحرية التعبير والمشاركة السياسية الكاملة من قبل كل المعارضة المسلحة وغير المسلحة داخل وخارج السودان”.
وطلبت الحركة خلال المفاوضات التي انفضت في أغسطس الماضي عبور 20% من المساعدات عبر أصوصا وهو ما ترفضه الخرطوم بشدة، لتظل طريقة إيصال الإغاثة للمنطقتين الحاجز الأخير للوصول إلى اتفاق وقف العدائيات.
سودان تربيون