كاتب سوداني: لن نضع الخمسة في الواحد لمن يريد ان يخرج شعب مصر من نسيج امتنا

التقيناكم في مصر .شعب لشعب فلم تبتئسوا منا .سكنا معكم واكلنا من (قدرة فولكم)الصباحية..هشمنا فحل بصلكم واكلناه مع الزيت الحار.

مشينا علي الكورنيش وتزوجنا منكم فرحبتم وباركتم .صيفنا في الاسكندرية وسبحنا في بحركم واطعمنا من فلافلكم وقزقزنا من اللب وتفلناه علي شوارعكم ومفيش حد منكم قال لينا تلت التلاته كم.

نزلنا مصر امنين مطمئنين مصيفين ومرضي .طلاب وعطالة.صالحنا وطالحنا.حرايرنا ومن لفظناهن لسؤ سلوكهن.مشينا في اسواقكم نبيع ونشتري من الابرة الي العملة.نهرب ونجرب.حتي اصبحنا نزاحمكم في الباصات .وملأنا عليكم الطرقات.وآلت الينا المألات فانسنا سكننا في العتبة وحارة الصوفي في القاهرة .غنو فيها بعلو الصوت للكابلي ولعوضية عذاب فانتشوا…سكر الخمار فيها والسمار حتي اتسخت جنبات الشوارع بفضلات الخبز واكياس القمامة.

كل ذلك وام الدنيا هي ام الجميع (حتي الان) ظلت تمد ثديها كام ترضع ابناءها وترضعنا من نبعها وكاني بها تحاكي النيل.
عصفت بالشباب هنا قسوة الظروف وجور الحكام فهجروا الديار الي قاهرة المعز فافردت لهم عباءتها لينالوا الدف والامان.
عذرا مصر…شعب مصر …اهل مصر…كل مصر ….ان استهدفوك ببعض ابنائك وحرضوا عليك .واستهدفوا اقتصادك. رموا ذاتك وصفاتك.وفي فلذات اكبادك.

اعتذاري لبرتقالك.وبساتينك… اعتذاري لنيلك ونخيلك..لنجيبك المحفوظ وطه حسينك..للجدار الرابع.وبنت السعداوي..لمصطفي امين…..وشوقي لشوقي.للازهر الشريف ولشبورة الشتاء في اسكندرية.للحرافيش. والدراويش.ومن قبل لعبدالناصر ولكل حبة قمح غرسها في الصعيد حسنين ولد عوضين.

تحياتي لشعب مصر .لرسائل الابنودي وللست في هذه ليلتي.ولمحمود يس وفاتن حمامة.ولطماطمها وخيارها وفقوسها.لبنجرها وطنجرتها.ولبرتقالها الاحمر.ولن نضع الخمسة في الواحد لمن يريد ان يخرج شعب مصر من نسيج امتنا .ولن نرضي بان تكشف خاصرتها لاعداءها.فشعب مصر بتاريخه وحاضره . بعفويته وطيبة معشره.
يظل شريان عروبتنا ولن نسمح بان يغادر 80 مليون افئدتنا.

بقلم
خالد ضياء الدين

Exit mobile version