لم تتخيّل ملكة الجمال الروسية، فاليريا ليفتين، أن هوسها بالقوام الرشيق واتباع نظام غذائي قاسٍ ليصبح جسدها مثاليًا، سينتهي بها إلى فقدان كل شيء، لتتحول من امرأة رائعة الجمال وجميلة القوام إلى «أنحف امرأة في العالم»، تزن 26 كيلوجرامًا، فرغم أنها كانت تملك جسدًا تحلم أي امرأة بأن تمتلك مثله إلا أنها طمعت في المزيد من الرشاقة، وأصبح الجسد النحيف هو شاغلها الأول والأخير حتى أُصيبت بمرض فقدان الشهية، الذي أدى بها إلى تلك الحالة المأساوية.
فاليريا تشعر بالأسى لما وصلت إليه حالتها، ولكنها ترى أن ما حدث إليها لابد أن يكون عبرة لغيرها من الفتيات، لدق ناقوس الخطر للفتيات اللاتي يعانين من هوس الحصول على القوام النحيف، واتباع نظم غذائية قاسية بشكل مبالغ فيه، بما قد يؤدي بهن لما وصلت إليه حالتها، ويدمر حياتهن، ويعرض صحتهن للخطر، كما قد يُنهي ذلك الأمر حياتهن، حسب ما ذكر موقع «ديلي ميل» البريطاني.
بدأت القصة في عام 1993، عندما حصلت فاليريا -التي كانت تبلغ من العمر 18 عامًا- على لقب ملكة جمال روسيا، وكانت تتمتع بجسد رائع، يحسدها الكثيرون عليه، ويتمنون مثله، ولكنها فضلت أن تقلل من وزنها، فاتبعت حميات غذائية قاسية، جعلها تعاني من خلل غذائي، أدى إلى إصابتها بمرض فقدان الشهية، فبدأت في فقدان كيلوجرامات من وزنها، حتى انتهى بها الأمر لفقدان جميع الدهون في جسدها، فأصبحت هيكلًا عظميًّا متحركًا، لتزن 26 كيلوجرامًا رغم أنها طولها 173 سم.
شاركت فاليريا قصتها عبر وسائل الإعلام، لكي توعي الفتيات بما يمكن أن يحدث لهن في حال قيامهن بالأمر ذاته، وكي لا يقعون ضحية لذلك المرض 1 X
الذي يبدأ بعدم الرضا عن الشكل أو الهيئة بلا داعٍ أو مبرر، وهو الأمر الذي دمّر حياتها، فتقول فاليريا إن مرض 1 X
فقدان الشهية جعلها وحيدة وغير جذّابة ومنفّرة لمن حولها.
تقول فاليريا، 44 عامًا، إن جذور حالتها تعود لوالدتها، التي كانت تخيفها بشكل مستمر من أن تُصاب بالسمنة كبعض أقاربها، لذا فقد كانت معتادة على تناول كميات أقل من الطعام منذ طفولتها، مقارنة بغيرها من الأطفال، وقد كانت دائمًا ما تزن نفسها كي تتأكد من عدم اكتسابها أي وزن زائد، ما جعلها دائمًا تسعى للوصول لحالة الكمال في ذلك الأمر.
كان لديها اعتقاد دائم بأنها كلما فقدت المزيد من الوزن أصبحت جذابة الشكل ومقبولة بالنسبة للآخرين، لذا فقد كانت تتبع نظامًا غذائيًا صارمًا منذ أن كانت مراهقة، وكانت تقتطع السكر والكربوهيدرات من طعامها بشكل تام، ولكن استمرارها على تقليل الطعام وعدم تناول أطعمة معينة، جعلا جسدها رافضًا لتلك الأطعمة بشكل تام، حتى لو كانت هي تريد تناولها ولديها الرغبة في ذلك.
كان من بين المواقف التي أثرت في فاليريا، وجعلتها تصرّ على تقليل طعامها، وفقدان المزيد من الوزن، عندما كانت تلعب كرة القدم في المدرسة، وسخر أحد زملائها من جسدها لأنها زائدة الوزن إلى حد ما، ما جعلها تصرّ أكثر على فقدان الوزن، كما أن رغبتها في العمل كعارضة أزياء جعلتها تتجه لفقدان المزيد من الوزن كي تصبح ملائمة لذلك المجال.
تعيش فاليريا الآن وحيدة في موناكو، بلا عائلة أو زوج، فهي ترى أن الزواج أو الارتباط لم يعد مناسبًا لها كغيرها من السيدات، فهي لا تستطيع أن تقوم بأي شيء، ولا تستطيع أن تحمل أو تلد، فحالتها الصحية صعبة، لذا فهي تحاول توعية الآخرين بمخاطر الأمر، كما أن هناك الكثير من الفتيات اللاتي يراسلنها، ويحكين تعرضهن لتجارب مشابهة.
المصري لايت