كان على “مصعب” سلوك طريق طويل قبل الوصول إلى القاهرة حيث الهدف المنشود. الدولة الوحيدة التي لا تزال تعطي للسوريين إذناً بالسفر بدون تأشيرة هي السودان. وفور نزوله في مطار الخرطوم سعى “مصعب” للبحث عن مهرب يساعده في اجتياز الحدود والعبور إلى الأراضي المصرية.
رحلة خطرة
يقول “مصعب” خلال حديث لـ “اقتصاد” إن عملية البحث عن مهربين يقودون قوافل اللاجئين السوريين ليست بهذه الصعوبة. ويضيف: “كنا قافلة كبيرة توجهنا إلى /بور سودان/ وهي مدينة حدودية مع مصر. ركبنا في سيارات بيكآب وكان علينا اجتياز منطقة صحراوية بأقصى سرعة. كان المهرب خائفاً من الشرطة ومن قطاع الطرق المتمركزين على طريق التهريب”.
تأتي خطورة الرحلة من السرعة الفائقة للسيارات التي حشر فيها الأطفال والنساء والرجال. إضافة لذلك لن يخلو الطريق من بعض النشالين وقطاع الطرق وربما المتاجرين بالأعضاء.
يقول “مصعب” إن الرحلة كانت آمنة إلى حد ما. “لم نتعرض لأحد من قطاع الطرق لكن سرعة السيارات أدت إلى كسر يد أحد الأشخاص. كانت هذه الحادثة هي الحالة الوحيدة المتضررة من الرحلة”.
في نهاية المطاف – يقول مصعب – “تمكنا من الوصول بسلام إلى مدينة أسوان المصرية بعد أن قطعنا مسافة صحراوية وجبلية شاسعة. استمرت الرحلة من بور سودان إلى أسوان 3 أيام بالسيارة حيث كنا نتنقل من سيارة إلى أخرى كما استغرقت الرحلة من أسوان إلى القاهرة 18 ساعة بالقطار”.
بالنسبة لتكاليف الرحلة يقول مصعب إنه دفع للمهرب الذي قاد العملية مبلغ 500 دولار أمريكي.
60% من السوريين وصلوا الى مصر عن طريق التهريب
تقول المعلومات التي نشرها “اقتصاد” في العام الماضي، إن مصر فرضت منذ منتصف العام 2013، تأشيرة دخول مسبقة على السوريين القادمين لأراضيها، ومنذ ذلك الحين لجأ أغلب السوريين إلى شراء هذه التأشيرة بمبالغ قد تتجاوز آلاف الدولارات بينما لجأ البعض إلى تقديم طلب للحصول على التأشيرة لكن الطلبات التي تم الموافقة عليها لا تتجاوز 5% من مجمل الطلبات المقدمة.
في السياق، نقلت صحيفة الاندبندنت البريطانية عن مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن هناك ما يقرب من 117 ألف لاجئ سوري مسجلين في مصر. ولفتت الصحيفة إلى أن “التقديرات تشير إلى أن عددهم الحقيقي يتجاوز ضعف هذا الرقم”.
وأضافت الصحيفة، “من بين 15.740 سوري مسجلين لدي مفوضية شؤون اللاجئين في مصر عام 2016؛ وصل حوالي 60% منهم إلى مصر براً من خلال السودان بشكل غير منتظم، هذا الطريق أيضاً يتم استخدامه من قِبَل العديد من المهاجرين القادمين من إفريقيا السوداء (جنوب الصحراء الكبرى) خاصة الأريتريين”.