لا احد يشك في انسانية الشماليين…ولكن.
اما الان فقد حدث كل تنبواءت الحكومة السودانية وبعض الشماليين,حول التحزيرات السابقة من عواقب الانفصال,بان الجنوبيين بعد الانفصال سوف يحاربون مع بعضهم مما سيودي الي افشال حلم الدولة الجديدة,انهم كانوا يتوقعون دائمأ الاسواء,لان ذهاب الجنوب لم تكن خبر سار لهم,لهذا كانوا يخططون لاحداث فتنة داخلية لعرقلة التنمية,ولانستبعد بان تشرزم الحركة الشعبية الحاكمة من انها صنيعة سودانية شمالية من قبل الحكومة هناك,لاظهار فشل الجنوبيين امام العالم واقناعهم بضرورة التدخل الاجنبي خصوصأ السوداني,لانهم لايريدون دولة قوية اخرى تجاورهم مثل اثيوبيا ومصر التي اقتلعت الحلايب وضمها خصبأ عنهم.
_ فجنوب السودان ليس هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحدث فيها الكوارث,هنالك دول افشل منها بكثير,ولااحد يطالب بالتدخل فيها لولا الموامرة الاقليمية والدولية ضد هذه الدولة الجديدة,الحقيقة هي ان هنالك دولأ لا تريد استقرار هذه الامة المباركة,وعندما اكتب هذا ليس لانني ادعم اي طرف من اطراف النزاع الجنوب سوداني,بقدر ما احملهم المسؤلية التاريخية لهذا الفشل,فهم سبب اساسي لما الت عليه الامور من سوء,حتى اصبحنا مثيريين لشفقة الشمال والعالم,اما مساءلة المجاعة فهي موجودة قبل الازمة السياسية الحالية,والسبب هو عدم استزراع الاراضي الخصبة بالمحاصيل,واعتماد الحكومة على المساعدات الدولية التي لايمكن بان تشبع حاجات السكان,لكن الحكومة لم تعترف بهذا النقص منذ مدة طويلة,وبعد الاعلان الرسمي لحالة المجاعة قبل ايام,استنكرها البعض معتبريين بانها قبلية,فلماذا تاخرت الاعلان عنها لكل هذا الوقت الطويل واعتبروا بان المجاعة وصلت ولايات جيينق حينئذأ مست معاقل الريئس الامر الذي جعله بان يستخرج الاعلان عن حالة المجاعة.
_ هنالك مطلب شعبي شمالي يقضي بضرورة فتح الحدود امام الشعب الجنوبي الجائع وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة لهم في الاراضي السودانية,لاننا فشلنا في اطعام شعبنا وتسببنا في دمار الاخضر واليابس,والجدير بالذكر فان الشعب السوداني من اكرم واطيب واشرف شعوب العالم,وهو موضوع بحث بحاجة الي تاليف كتاب بشانها,ففي ذمن الحرب الاهلية قام الكثيريين من الشماليين بمساعدة اخوتهم الجنوبيين,منهم من تبنى بعضهم وتعليمهم حتى الجامعة,بلا مقابل,هنالك مساعدات مجانية قدمها بعض الشماليين لا احد يستطيع تدبيرها حتى الاقرباء,هم افضل من المصريين ويوغنديين وكينيين واحباش.
_ ان ما يحدث في جنوب السودان يمكن توقعها في اي دولة اخرى,وبامكاننا تقديم مساعدة انسانية ايضأ لمساعدة اي شعب محتاج,بغض النظر عن الدين والون والجنس,ونعلم بان كارثة جنوب السودان هي من صنع اليد السياسي,وناسف حقأ من ان بعض ابناء هذا الوطن فرحوا بنباء المجاعة التي ستحدث وتقتل اهلهم, معتبريين بانها فشل الحكومة وحدها,وتناسوا بان المواطن البري الذي سيموت سيقتله الة لا تعرف الحكومة اوالمعارضة,والان هنالك دعوات شمالية لنجدة مواطني جنوب السودان,والذي لم يكن له مثيل في بعض الدول المجاورة,على الرغم من صفاء نية من يدعونها الاان هنالك ايضأ شكوك من عرقلة الحكومة السودانية لهذا المسعى,لتمرير بعض اجندتها السياسية,وانا كمواطن جنوبي حر ارى بانه كان يمكننا من حل مشاكلنا داخليأ (حتى لا يعرف الجيران الجوع الفي بيتنا) فلا يمكن لسكان دولة كاملة يكونوا عبئأ على دولة اخرى لها مسؤلياتها تجاه مواطنيها.
بقلم : دينق اللي شول.