أخيراً انتهى الجدل حول شتول شركة أمطار بالولاية الشمالية، بإبادة كل الشحنة التي أثبتت الفحوصات المعلمية حملها المرض الفتاك بالنخيل والمسمى بـ (البيوض).
o أمس نفذت حكومة الشمالية والإدارة العامة لوقاية النباتات والجهات ذات الصلة حملة الإبادة بحرق الـ (20) ألف شتلة، رغم رجاءات وتوسلات منسوبي شركة أمطار بترك بعض الشتول لهم كعينات ولم تستجب لهم السلطات.
o أثبتت حكومة الولاية انحيازها للمواطن واستحقت التقدير، وأكد والي الشمالية علي العوض أنه عند كلمته، وكان قد خاطب وزير الزراعة في الثامن من الشهر الجاري – نشرت (آخر لحظة) – الخطاب أمس.
oكتب الوالي للوزير إن حكومته ومجلس تشريعي الولاية لن يسمحا بزراعة الشتول ولو اختلفت نتائج المعامل الخارجية مع نتائج المعامل القومية، حفاظاً على ثروة البلاد من النخيل، ما يؤكد قيام المؤسسات الرسمية بدورها.
o هطلت (أمطار) الحق على أرض الشمالية .. وكانت حكومة الولاية ووقاية النباتات في عهد مديرها خضر جبريل في الموعد .. لم يكن هناك مجالاً للتهاون في الأمن الغذائي والاقتصادي في ثروات نخيل الشمالية.
oخطوة الإبادة، تعزز من الثقة في مؤسسات الدولة وتكسبها احترامها، وهي إشارة صريحة بأنه لا كبير على القانون، حتى ولو كانت الشركة من دولة صديقة مثل الإمارات .. بل إن توقيت الإبادة رسالة في حد ذاتها.
oالرسالة أن الرئيس البشير بدأ زيارة إلى دولة الإمارات، وهذا يعني أن (لا) تقاطع بين المصلحة العامة والعلاقات مع الدول الصديقة وملف الاستثمار .. انتهى الجدل ولن (تمطر) سماء الشركة سماً.
o لكن يجب أن لا يطوى ملف القضية بحجة إبادة النخيل حرقاً، ونطالب بإجراء تحقيق بشأن ماحدث وبشكل عاجل، فثمة (مؤامرة)، تظهر على السطح وتظهر ملامحها في هذة القضية، فنتائج الفحص أثبتت أن النخيل مصاب بفطر يسبب مرض البيوض.
o وهو ما تم الإعلان عنه منذ تفجر أزمة الشتول، لكن مكمن الخطورة هو المعلومة العلمية التي تبرعت بها مديرة إدارة الحجر الزراعي فوزية عباس، عندما كشفت أن الفطر من أخطر أمراض النخيل على الإطلاق، لأنه يدمر الجهاز الوعائي للنبات.
o ذات الفطر الخبيث الموجود بالشتول دمر (12) مليون نخلة بالمملكة المغربية وتسبب في نزوح السكان .. ترى لمصلحة من كان سيتم ذلك بالشمالية؟؟ والأمر الآخر الذي يجب التحقق منه، ماهي الجهة – وإن شئنا الدقة – الشخص الذي أفرج عن الشحنة حتى وصلت الشمالية وكادت أن تغرس الشر في أرض الخير كأهلها؟؟.
o إن هذه الاسئلة وغيرها يجب أن يجيب عليها وزير الزراعة البروفيسور الدخيري الذي أعلن عن عقده مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم بشأن هذا الملف، خاصة وأنه تدخل في وقت سابق وأوقف قرار الإبادة وفقاً لصلاحياته..
o شكراً لشركة أمطار وقد تيقن لنا بسببها أن هناك مؤسسات بالدولة لا تزال شامخة كنخل الشمالية.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة